[المذهبية و التعصب المذهبي ـ و الواقع المعاصر ـ]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
أحبتي في الله تعالى طلبة العلم الشرعي الشريف ..
أرى أنه قد آن الأوان للحديث مع إخواني من طلبة العلم في موضوع كنت قد ترددت كثيرا في الحديث معهم فيه لأسباب يعلمونها إن شاء الله تعالى من خلال استرسالي معهم في الحديث
التعصب المذهبي (والمذهبية)
لعل إخواني الكرام على الملتقى يعلمون أنني حنفي المذهب في الفروع و الأصول
فالمذهب الحنفي هو الذي أدرسه منذ أن كنت في الصف الأول الإعدادي بالمعاهد الأزهرية و إن كنت قد درست الروض للحنابلة و شرح الغزي على أبي شجاع للشافعية
و أيضا رأيت أو استشعرت اعتقاد البعض فيّ بالتعصب لفكرة (المذهبية) عموما، و للمذهب الحنفي خصوصا و لاحظت هذا على الملتقى و على بعض من طلبة العلم الذين أخالطهم
و لكن لم يكن أمامي إلا أن أسكت على هذه النظرة أو هذا الاعتقاد لما أرى من أن الكلام فيها قد تترجح مفسدته ـ في نظري على الأقل ـ على مصلحته لأسباب يعلمها من خلال رسالتي
أيها الأحبة ...
أنا لا أعتقد في المتمذهب المتعصب إلا قمة الغباء والجمود
أتبرأ من التعصب لمذهب الإمام أبي حنيفة
بل أخالف المذهب في بعض من الفروع، بل بعض هذه الفروع لو تمثلت رجلا أمامي لضربته بالنعل، وهي الفتوى بأنه لو أنجبت زوجة لرجل وهو في المشرق وهي في المغرب و لم يمسها فينسب الولد له ما دام العقد صحيحا (لاحتمال الكرامة أو تكليف جني بنقل الحيوان المنوي)!!!
هذه الفتوى أدين الله تعالى بأن أصول مذهبنا تأباها، على الأقل في زماننا، فإنها لو كانت مقبولة في زمانهم فإنني أجزم أنه لو وجد الآن حنفية حقا أصولا وفروعا لأفتوا بخلافها ـ وإن كنت أنا محمد رشيد أرفضها في كل زمان ومكان فهي تعني فتح عظيم لباب الزنا على مصراعيه وتفتح الباب لكل زوجة تريد خيانة زوجها وتخشى الإنجاب من غيره في غيابه ـ
كذلك أخالف أبا حنيفة في صحة القضاء بشهادة الزور في العقود والفسوخ كالنكاح و البيع و أوافق الصاحبين في عدم صحة القضاء بشهادة الزور؛ وعلى حسب ما درسته من أصول الترجيح لدينا ينبغي أن تكون الفتوى في هذا الفرع على قولهما لترجح قول أبي يوسف مطلقا في باب القضاء، و إن كنت لم أراجع المسألة في رد المحتار لأرى ما اعتمده ابن عابدين
كذلك أخالف المذهب في مسألة نقض الوضوء بالقهقهة في الصلاة
و يعلم الله تعالى كم أكون متهيبا و أنا أقول (أخالف أبا حنيفة) وكأني قد وضعت نفسي ندا له، و لكم و الله إذا درست مسألة في المذهب لم توافق ما درسته من الأصول و القواعد المتقررة و لم أجد لها إلا أن أخالفها .. لكم و الله أتمنى أن لو كانت تخريجا لأصحاب التخريجات في المذهب ولا تكون نصا لإمام من الأئمة الخمسة ـ أعني أئمة مدرستنا ـ
و لكن،،
يا إخوان ... لو أن رجلا مقتصرا على الفروض يفعلها بالكاد ولا يأتي شيئا من النوافل هل ترون أنه من الحكمة أن أعظه بقولي: يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ساعة وساعة)
ولو أن رجلا فاسقا يرتكب المعاصي ليل نهار ولا يبالي أصلا بمراقبة الله تعالى له و يحتج على هوان أفعاله بسعة رحمة الله تعالى ? هل أقول له: لا تيأس من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به!!
لا .. بل هذا ممن يقال له: هل أنبئك بالأخسرين أعمالا ? الذي ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
كذلك فالأمر نظيره هنا أيها الإخوة طلبة العلم
ليسأل العقلاء أنفسهم .. و ليصدقوا: ما هو الحال السائد الآن لدى الطلبة المعاصرين في صحوتنا ?
الجواب /
حالة من الفوضى الاجتهادية
اجتهادية مطلقة عن كل ضابط وقيد
هوس وفتنة اسمها (الترجيح) و (الراجح)
مذهب أبي حنيفة كذا و الراجح ما قاله الألباني كذا وكذا
مذهب الإمام أحمد كذا ولكن الراجح طبعا ما قاله العثيمين كذا وكذا
و الراجح ما رجحه السعدي
و الراجح ما رجحه ابن باز
عدم معرفة بما عليه الفتوى في كل مذهب فقهي، فتجد ـ بسبب البعد عن كتب الفروع ـ نسبة الأقوال الغير صحيحة بكثرة إلى المذاهب الفقهية المختلفة
هذا هو الواقع أيها الأحباب ولا نخادع أنفسنا
هكذا حال الطالب المعاصر، إلا من رحم الله تعالى
¥