تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهل يصح بحال من الأحوال أن أقول لمن (يستمرئ) هذا الاجتهاد وهو مازال غر جاهل لا يعرف من علوم الآلة شيئا وكلما عرف حديثا من (((الكتب الستة))) قال بما فهمه منه و (يعتذر) عن العلماء المخالفين من الأئمة الأربعة بأنهم لم يعرفوا الحديث،، هل أقول لمن هذه حاله / أنا أعتقد سهولة وتوفر سبل الاجتهاد في عصرنا ?

قطعا أكون أغبى من حمار جحا

هذا هو الواقع حتى مع الرؤوس ممن ذكرت لكم

جلست يوما في مكتب أحد المنسوبين للسلفية؛ وأقول المنسوبين لأنه يسلف نفسه ويخرج كل مشايخنا الأفاضل من السلفية التي يدعيها في حين أنه أبعدهم عنها، و له رسائل صغيرة توزع وهو معروف عندنا في مصر و يتصدر المجالس في المساجد شارحا للكتب، فتناقشنا في حكم الإسبال، وكان هذا منذ ما يزيد على العام

فقلت له / أنا بصراحة لا تعجبني طريقتكم في أخذ الفقه، كيف تقول أذهب إلى النص رأسا و آخذ الحكم منه!!

وأين فهوم العلماء الذين يفهمونك النص ?!! نعم أنالا أنكر أن كثيرا من فتاويكم صحيحة لاعتمادكم على الحديث

فقال: طبعا صحيحة .. لأننا تركنا كل هذا و ذهبنا إلى الأصل مباشرة

فكأنه لم يفهم مرادي منذ البداية، وما جذبته إلا هذه الكلمة التي فهمها على أوسع مما أردت منها

فقلت له: سأثبت لك سلبية بعدكم عن كتب الفروع .. هل تعلم أن أبا حنيفة و الشافعي و أحمد و مالك و السختياني و إبراهيم النخعي و ابن تيمية على عدم حرمة الإسبال إلا للخيلاء؟؟

فظل يسمعني هادئا لا مباليا إلى أن ذكرت له ابن تيمية فانتبه و قال: أين قال ابن تيمية هذا الكلام!!

قلت له: نقله عنه ابن مفلح في الآداب الشرعية ـ كنت متأكدا أنه لا يملك الكتاب ولو ملكه ما نظر فيه لأنه (كتاب فروعي محض) ـ قلت في نفسي / سبحان الله؛ هؤلاء من أشد المتملقين لشيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه، ثم هم من أجهل الناس بكلامه، بل لا يعرفون مظان اختيارات شيخ الإسلام، ويظنونها في فتاويه المجموعة فقط، رغم أنه من المعلوم لدى الطلبة الحنابلة و غيرهم أن ابن مفلح كان أعلم تلاميذ شيخ الإسلام بأقواله؛ حتى أن ابن القيم كان يسأله عنها،وقد أورد ابن مفلح في كتابه الفروع لشيخ الإسلام اختيارات تعدت المائتين و الثلاثين على ما أذكر، و كانت هذه ميزة من ميزات الكتاب الذي قال عنه العثيمين / مكنسة المذهب

هذه يا إخوان عقلية واحد من المتصدرين للتدريس والتأليف و ممن يقبل الطلبة يده ويقولون له / يا شيخنا

ـــــــــــــ

إن ملتقى أهل الحديث يحوي أناسا أفاضل تمنيت أن لو جثوت بركبتي بين أيديهم أمثال أساتذتنا السلمي و الفقيه وزياد العضيلة، لكنه أيضا يحوي ـ وبكثرة ـ من الصنف الذين ذكرت لكم، وهذا في ذاته لا يعيب الملتقى؛ فهو مفتوح لكل من يدلو بعلم

فهؤلاء لو قلت لهم / لا مذهبية عمياء، ولا تعصب لأحد .. فإنهم قطعا يحملون كلامي على محملهم من عدم الاعتداد بأقوال أئمتنا من فقهاء السلف الصالح، وعلى رؤوسهم الأئمة الأربعة

إن الاجتهاد أصبح سلعة رخيصة حتى في أيدي الفسقة من العوام

أقسم بالله العظيم أنني أكاد أبكي حين أجد مجموعة من فسقة العوام لا يصلون ولا يصومون

وإذا وجدوا أنفسهم فارغين ولا يجدون ما يشغلون به ألسنتهم ومجالسهم، نراهم يلجأون إلى قال أبو حنيفة، قال الشافعي فيما هو من المسائل المشهورة عنهم، وتراهم يرجحون حسب (النظر) و (الحرفنة)

فهل ترون أن أتكلم وأقول ـ سواء على الملتقى أم مع إخواني من الطلبة في مصر ممن وصفت حالهم ـ

: لا تتعصبوا لمذهب فقهي، ولا تقدسوا قولا لأحد!!!

لا أجد احتراما وتقديرا لأقوال الفقهاء أصلا فضلا عن التقديس والتعصب

لا شك من وجود هؤلاء المذهبيين الجامدين الذين يحتاجون مثل هذه النصائح، ولكنهم أقل من القليل ولا يكادون يذكرون، بل أجدهم أحادا ممن يجلسون حول / علي جمعة مفتي مصر الصوفي المخرف

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

و لكني هنا أصرح لإخواني طلبة العلم بما أعتقده وأدينه في نهج دراسة الفروع للطالب بصفة خاصة، وبحال الفروع في عصرنا الحاضر بصفة عامة

* أدين لله تعالى باحتياجنا إلى (ثورة فقهية)

لابد و أن نصارح أنفسنا بأن كتب الفقه المذهبية القديمة لم تثبت كفاءتها بذاتها في تغطية متطلبات عصرنا، و إن غطت ذلك بقواعدها وضوابطها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير