تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((3 ـ ومنها: أن أقبل أكثرهم على التعمقات في كل فن.

فمنهم من زعم أنه يؤسس علم أسماء الرجال، ومعرفة مراتب الجرح والتعديل، ثم خرج من ذلك إلى التاريخ قديمه و حديثه.

و منهم من تفحص عن نوادر الأخبار وغرائبها وإن دخلت في حد الموضوع.

و منهم من أكثر القيل و القال في أصول الفقه، واستنبط كل لأصحابه قواعد جدلية، وأورد فاستقصى، و أجاب فتفصى، وعرف وقسم فحرر و طول الكلام تارة و تارة أخرى اختصر.

و منهم من ذهب إلى هذا بفرض الصور المستبعدة التي من حقها ألا يتعرض لها عاقل، و بسحب العمومات والإيماءات من كلام المخرجين فمن دونهم مما لا يرضى استماعه عالم ولا جاهل.))

و له كلام شبيه بذلك في هذه الرسالة رأيت توفير نقله، وأنصح بالرجوع إليه فهو جيد

وهذا الأمر ـ أي التعمق المتكلف ـ مذموم في كل علم، لا علم الفقه فقط؛ بل هو في علم الحديث أيضا، وقد نبه على ذلك الإمام / ولي الله الدهلوي في رسالته المذكورة فقال:

((و لا ينبغي لمحدث أن يتعمق في القواعد التي أحكمها أصحابه، وليست مما نص عليه الشارع، فيرد به حديثا أو قياسا صحيحا، كرد ما فيه أدنى شائبة الإرسال والانقطاع كما فعله ابن حزم في حديث تحريم المعازف لشائبة الانقطاع في رواية البخاري، على أنه في نفسه متصل صحيح؛ فإن مثله إنما يصار إليه عند التعارض))

ثم قال:

((وكان اهتمام جمهور الرواة عند الرواية بالمعنى برؤوس المعاني دون الاعتبارات التي يعرفها المتعمقون من أهل العربية، فاستدلالهم بنحو الفاء والواو و تقديم كلمة و تأخيرها و نحو ذلك من التعمق))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

* و كذلك أعتقد أننا ـ طلبة الفروع ـ مقصرون في مباحث المعاملات المعاصرة، ولا تكاد تجد الحوار بين الطلبة إلا في النزول على الركبة أو اليدين، وتحريك الأصبع في الصلاة و هل يسن القبض بعد الاعتدال من الركوع أم لا .... إلا من رحم الله تعالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* و كذلك أدين لله تعالى بحرمة القول بغلق باب الاجتهاد بعد المائة الرابعة سدا للذريع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* وأدين بحرمة ما قاله ابن عابدين وغيره بأن من بعد المائة الرابعة قد أغلق باب للقياس، وأن من كان بعد المائة الرابعة فليسوا بأهل للقياس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

* وأدين بحرمة وغلط ما قاله الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من أن باب الاجتهاد مغلق الآن سدا للذرائع و أن ما اجتهد فيه المتقدمون ليس لنا أن نجتهد فيه و إنما اجتهادنا في النوازل التي لم يدركها من تقدم، و قد راسلت الدكتور الزحيلي بكلام البوطي فأنكره و اعتذر عن الدكتور البوطي بأن الذي دفعه لذلك هو رؤيته لكثير ممن ليسوا بأهل للاجتهاد وقد تلاعبوا بفروع الشريعة

و شخصيا ـ محمد رشيد ـ أظن أن البوطي قد ناقض نفسه في موضعين:

الموضع الأول / حين اجتهد في مسائل قد حكم فيها المتقدمون بل قتلوها بحثا، وذلك في كتابه (محاضرات في الفقه المقارن) فقد خالف مذهبه الشافعي في بعض مسائل في الكتاب فهو بذلك قد صف نفسه في مصاف المتقدمين و إلا أن يكون قد قصد بغلق باب الاجتهاد فيما اجتهد فيه المتقدمون أي الإتيان بقول لم يقل به أحد من المتقدمين و هذا خلاف ظاهر كلامه في مقدمة كتابه (محاضرات في الفقه المقارن)

الموضع الثاني / حيث ألقي كلمة في حفل لتكريم الدكتور وهبة الزحيلي فقال: فرغم أني أعتقد أن الدكتور الزحيلي قد وصل إلى درجة الاجتهاد المطلق في عدد من المسائل إلا أني لا أعرف له مسألة شذ بها أو خرج بها عن جمهور الأمة

فهاهو يثبت له الاجتهاد في مسائل و هو رجل معاصر و مازال حي يرزق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* وأدين وأعتقد أنه قد يصل من المتأخرين لرتبة الاجتهاد من الدارسين من لم يصله كثير من المتقدمين

و أتمثل في ذلك قول الشاعر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير