و لتقريب المعنى وتوضيح حقيقة الصورة فأنا ـ عن نفسي ـ أفضل استخدام لفظ [مدرسة] بدلا من لفظ [مذهب] لأن الغرض من الألفاظ أن تكون قوالب للمعاني، وكلمة مذهب في هذا الزمان تعطي هذا الطابع التقديسي لدى طلبة العلم فضلا عن العوام وتجعل من الصعب تصور حقيقة التمذهب، وهي أنه بمثابة الجامعة أو الهيئة التعليمية، و تعدد هذه الهيئات لا يعني الاختلاف فيما بينها إلا في المناهج وطريقة التدريس، أما المقاصد و هي إيصال الأحكام الشرعية فهذا لا يختلف، تماما كما نجد عندنا في مصر (جامعة القاهرة) و (جامعة عين شمس) و (جامعة حلوان) نرى الاختلاف بين مناهج هذه الجامعات فيما بينها، نرى كذلك الاختلاف في طريقة التدريس وقد تحدث المناظرات والنقاشات بين رواد و أساتذة هذه الجامعات فيما يختلفون فيه، ثم نرى بعد ذلك تساوي الخريجين من كل من هذه الجامعات لدى الهيئات من اعتبار مستوياتهم و توظيفهم، ويكون التفاضل بعد ذلك بالخبرة الذاتية لكل شخص على حدا دون وضع أي اعتبار للجامعة التي تخرج منها، فهكذا يكون الحال مع رواد (مدرسة أبي حنيفة) و (مدرسة الشافعي) و (مدرسة مالك) (مدرسة أحمد بن حنبل) رضي الله تعالى عنهم أجمعين
ثانيا: التمذهب هو أن تعمد إلى كتب مدرسة من المدارس الفقهية الأربعة أصولا و فروعا و فتضع لك في الفروع تدرجا مناسبا في دراسة فروع هذا المذهب، وتكون فروع هذا المذهب هي الأصل عندك، وتجعل تدرج أصوله موازيا لتدرج فروعه، ولا تفصل بينهما بحال من الأحوال، فعلى مرور السنين ـ التي هي ليست بالقصيرة .. ليست بالثلاثة و لا بالخمسة و لا بالعشرة ـ تتفهم علم هذه المدرسة أصولا و فروعا، تعرف مقاصدها ومناهجها و توقن من أنك قد حققت ذلك، بعدها تجد نفسك اتفاقا تأبى إنزال بعض فروع هذه المدرسة على ما درسته من أصولها هي نفسها فتخالف مدرستك في قليل أو كثير، ومن هنا تبدأ معك خطة الاجتهاد، وكل ذلك لا يصل إليه إلا من كابد و صدق مع الله تعالى ومع نفسه، وليس هو بالأمر الممتع الذي يفعله كثير من المعاصرين، حين يقول / أنا أدرس الفقه المقارن، فتجده يقرأ في المغني أو سبل السلام، و يهش و يبش ويسر من جمعه للكم الهائل من أقوال أهل العلم التي يحصل عليها من هذه الكتب، فلو كان الاجتهاد بهذه الصورة الممتعة لأصبحت كل أوساط الصالحين تقريبا من المجتهدين، فعندنا في مصر ما من شاب يهديه الله تعالى إلا وتزرع في رأسه فكرة طلب العلم لكثافة الدعوة إليها من قبل مشايخنا كالحويني ـ بارك الله تعالى فيهم جميعا وفك سجن سجينهم ـ
و لكن يحدث الاختلال لدى الطالب الذي سرعان ما يترك لعدم اتضاح النهج ـ و هذا معلوم عندنا في مصر و لا يحتاج إلى إيضاح للإخوة المصريين ـ
ــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما أعتقده في التمذهب والدراسة المذهبية
و هذا ما أردت توضيحه وتبيينه لبعض من الطلبة بارك الله تعالى فيهم
و الحمد لله رب العالمين
أخوكم المحب / محمد رشيد
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
أحبتي في الله تعالى طلبة العلم الشرعي الشريف ..
أرى أنه قد آن الأوان للحديث مع إخواني من طلبة العلم في موضوع كنت قد ترددت كثيرا في الحديث معهم فيه لأسباب يعلمونها إن شاء الله تعالى من خلال استرسالي معهم في الحديث
التعصب المذهبي (والمذهبية)
لعل إخواني الكرام على الملتقى يعلمون أنني حنفي المذهب في الفروع و الأصول
أخي الفاضل محمد رشيد قبل النقاش معك سلمك الله بالتأييد أو الاعتراض معك في كثير مما ذكرت مني أو من غيري
ما معنى حنفي في الأصول؟! أتريد على إعتقاد أبي حنيفة فقط!؟ وهل توافق أبا حنيفة في مسائل الإيمان بغض النظر إن كان الخلاف لفظي أو حقيقي، أما أنك على مذهب أبي حنيفة في الأصول على طريقة الماترويدية، وهل ترى أن توحيد المسلمين ينبغي أن يكون أنا حنفي في الأصول، او مالكي في الأصول، أو شافعي في الأصول أو حنبلي، أو الانتساب إلى مذهب السلف، أهل الجماعة، أهل الحديث
ثانيا: هل ترى الانتساب لمذهب أبي حنيفة رحمه الله ديانة؟ أي تتعبد الله بهذا الانتساب؟
أو تراه طريقة ووسيلة للتفقه في الكتاب أو السنة؟؟؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 09:19 م]ـ
الأصول التي أقصدها هي الأصول الفقهية
ــــــــــــــــــــــــــــ
و أما الانتساب الذي يوحد صفوف المسلمين فهو ليس لذاته بل لكونه وسيلة للتوصل به إلى علم السلف ـ أصولا وفروعا ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
و أما / هل أتخذ الانتساب لمذهب أبي حنيفة دينا أم لا؟
فمذهب أبي حنيفة عندي هو وسيلة لمعرفة حكم الله تعالى ـ و لو طنا ـ وجوابي هو جوابك على سؤالي لو قلت لكم / هل لو سألت الإمام ابن باز عن حكم مسألة، هل سؤالك هذا دينا أم لا؟ فانظر إلى جوابك، و هو تماما جوابي
ـــــــــــــــــــــــــــ
و أظن أخي الحبيب أن كلامي واضح و أن إجابة أسئلتك هي في ضمن مقالتي ـ لو قرأتها كاملة ـ فلا أعيد
أخوك المحب / محمد رشيد
¥