تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الآن ولله الحمد انحصر محل الخلاف في (شرطية التمذهب لطلب العلم) .. و انا شيخنا لن اقول لكم صعب أو سهل .. و لكن أقول لكم / أخبرونا كيف يتفقه على فقه معتمد غير الأربعة؟

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 06:08 م]ـ

الحمد لله ...

لن (أتمحك) معك وأقول: أنت قلت أصلا إنه شرط، ولن أقول لك: تراجع

اولا حتى ننتقل للنقطة الثانية .. (كيف لن أقول وقد قلت؟ ابتسامة).

يا أخي من يظن أن تراث الأمة كان في المذاهب الأربعة فقط أو بالذات

كتب المتأخرين فقد ظلم الأمة ظلما شديدا، بل ظلم الحضارة الإسلامية بأسرها.

الفقه الإسلامي ثراؤه في تراثه الضخم المديد كاملا غير منقوص، ولا يمكن أن

تكون المذاهب الأربعة فقط هي المتحدث الرسمي باسم الإسلام وإلا فما الفرق

بيننا وبين المقلدة الذين نقول إنهم سبب الجمود والتصخر والتصحر الذي أصاب

العقل الإسلامي، بل إن المقلدة هم سبب اجتياح القوانين الوضعية للعالم الإسلامي

لو أنصفنا أنفسنا.

أخي الحبيب محمد رشيد .. أنت رجل قرأ وتفقه وتعلم، وتعرف أن علوم الشرع

غالبها محدث، يعني اصطنعه العلماء اصطناعا، ثم تواطئوا على تطويره

جيلا بعد جيل حتى وصل إلى ما وصل إليه، وإذا كان ذلك كذلك فعلم الفقه

الذي هو علم مصطنع أيضا من حيث أصوله (أصول الفقه) وطرائق الفقهاء في

الاستنباط والتفريع (مناهج المجتهدين والمرجحين) ومن حيث فن التأليف

فيه .. ولا يمكن أن نجعل لهذا العلم المصطنع هيمنة على آلة العقل التي

هي آلة الفهم ...

فكما يجوز أن أفهم الفقه على مذهب الحنابلة، وأحترم من يفهم الفقه

على مذهب الحنفية فما هو الحجة العقلية الوجيهة التي تجعلني أتحجر

واسعا وأقول: كيف يتفقه على فقه معتمد غير الأربعة؟؟؟؟

ثم إنني مررت على قولك: فقه معتمد، ففهمت، يعني قلت في نفسي: آه،

فهمتك يا محمد ...

أخي الحبيب ... حاول حين تحكم على شيء أن تتخلص من كل الرواسب حتى تلك

التي أفرزتها قناعاتك الشخصية ..

من الذي يقول إن هناك فقه معتمد وغير معتمد؟ إلا أن يكون فقها مبنيا

على الدليل الشرعي الوضيح الناصع وحجة الوحي المبين ...

فقه الجعفرية متين في بنائه، ولكنه قاع صفصف لا يمكن أن يعتمد، وبمثل

طريقتك اغتر من اغتر من الأزاهرة بالقفه الجعفري وطالب بتدريسه في الأزهر

حتى تصدى لهم شيخ شيوخ الأزهر محمد حسنين مخلوف (إن لم تخني الذاكرة)

رحمه الله.

ومذهب الزيدية ماله؟ هو أيضا متين في بنائه، واقرأ في متونه وشروحه

تجد نفس النفس الموجود في كتب فروع المذاهب الأربعة، ومع ذلك فقد اسال

عليه الشوكاني سيلا جرارا يجتاح ما لا يعتمده الدليل ...

نعم ...

ربما تقصد كلام بعض المتأخرين أن المذاهب الأخرى كالظاهرية غير معتمد

لأن كتبه لم تنقل إلينا بنقل يوثق به كما مذهب الأوزاعي والثوري وأبي

ثور ونحوهم، فلا يوجد في نظر هؤلاء المتأخرين إلا كتب المذاهب الأربعة

التي نقلت نقلا يوثق من عدم تحريفه وتضييعه، وهو كلام عند وزنه بميزان

النقد الصريح لا يقوم على ساق ...

وما ميزة متن ابي شجاع على الدرر البهية، إلا أن ذاك له شروح، بعضها

مثل (الإقناع) تكاد لا تقرأه فيه قرآنا ولا حديثا، مع أنه في عرف

الشريعة كتاب قانون إسلامي، ومصدره القرآن والسنة، ولكنه خلا منهما

إلا لماما ...

وما ميزة الوجيز والمحرر والمنهاج على بلوغ المرام أو منتقى الأخبار

والقارئ في ألغاز المنهاج لربما انشرح صدره أكثر لو فك ألغاز المنتقى

والبلوغ ... وأن يعرق جبيني في تتبع معاني وخلاف العلماء في لفظ حديث

نبوي أولى أم يتفصد جسدي كله عرقا لأجل حل الخناقة بين الخراسانيين

والعراقيين حول طريقة حكاية قول الشافعي مما جعل الرافعي والنووي

يختلفان في سطر الخلاف بـ (وفي طريق)!!!

وأيهما أوفر حظا وأقوم قيلا وأكثر ربحا: أن أحرر خلاف العلماء في إرجاع

الضمير في قوله صلى الله عليه وسلم: لا يمنع أحدكم جاره أن يضع خشبته

على جدراه. على صاحب الدار أو على الجار أولى أم أسلك جادة المصاعب

لأتعرف على أوجه المذهب وعلل الوجوه والأقوال فيه؟؟؟

أنالا أقلل من فائدة التعرف على الخلاف المذهبي، ولكن عند المقارنة

والموازنة يرجح السني فقه الدليل ...

كل هذا أقوله للتدليل على أن سلوك أي منهج في التفقه ممكن عقلا

وجائز شرعا وموجود عرفا ... (أي في عرف الفقهاء) ...

ومنذ أكثر من سبع سنوات وضعت منهجا في التفقه ضمنت فيه بعض كتب

المذهب (على حسب اختيار الطالب) ولم أجعل الكتاب المذهبي شرطا،

بل أجزت تجاوزه، ولكنني ألزمت الطالب بضرورة تحقيق الأقوال من كتب

المذاهب للدربة على التحقيق والتدقيق ومطالعة عبارات الأقدمين ...

مع طول الممارسة لمثل هذا، وبإشراط الشيخ المتقن لن تعدم فقيها

متبحرا متوسعا يكون نتاجا جديدا لمنهج جديد يوافق العصر يختصر الزمن

ويحيي الدين وميراث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ..

وللحديث بقية ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير