و نرجو ألا تدمنوا نسبتنا للبوطي بسبب كتابه
و على العموم ففرق وأي فرق شيخنا الحبيب بين القناعة الذاتية التي رامها البوطي و بين القناعة الذاتية التي ترومونها، فالقناعة الذاتية انتقدها البوطي هي لرجل لا يملك مقومات هذه القناعة، فهو عامي يقنع قناعة ذاتية في الفقه!!!
و أما القناعة الذاتية التي تنتقدونها عليّ شيخنا الحبيب فهي في الوسع بحكم طبيعة العقل البشري، و إلا فلو انتقدتم كل قناعة ذاتية فقد نصل إلى درجة من الجنون، لأن كل شيء نريد فيه قناعة ذاتية فلم يبق للعقل وسع مما خلقه الله تعالى له، و لم يعد للعامل في البناء أن يكون قناعة ذاتية في الحجر الذي وضعه، و لم يعد لصانع الورق قناعة ذاتية في الورقة التي صنعها!!
وكذلك لو أطلقنا القناعة الذاتية للعقل فلم يبق فقيها و لا عاميا و لا مهندسا و لا محدثا و لا تاجرا، فكل الناس فقيه عامي محدث مهندس تاجر ..
و الحاصل أن انتقادكم لكون كلامي محتمل أن يكون منبعه هو القناعة الذاتية لا يصح بهذا الإطلاق الذي أوردتموه وناظرتم به انتقاد البوطي للقناعة الذاتية التي أوردها في كتابه (اللامذهبية) وجعلتموها مذهبا عاما!!!
تأملوا بإنصاف
وأعيد طلبي شيخنا الحبيب في عدم نسبتي للبوطي فأنا لا أنتسب لأحد و أبتعد عن التحزبات المنهجية و الفكرية
***************
و لعل من المفيد و مما يقرب وجهات النظر أن أذكر لكم أني لست من الجامدين على الفقه المذهبي فلا أخالفه مهما تبين لي مما يظهر العصر وجوب تغييره .. فأنا مثلا لا أرى في عصرنا وجها للتعليل بالوزن في الربا كما هو مذهب الحنفية و مشهور مذهب الحنابلة، و أرى كل الاعتبار للتعليل بالثمنية ـ التي كانت فيما مضى قاصرة على الذهب و الفضة ـ كما هو مذهب الشافعية و المالكية و رواية لدى الحنابلة، و أقولها بكل وضوح / إن الجمود على ما سطره الحنفية في كتبهم في وقتهم يؤدي في عصرنا إلى حدوث فساد لا يعلم مداه إلا الله تعالى، فلا زكاة و لا أحكام للربا، و إنما ضياع لأركان الإسلام و ضياع للشعائر و أكل لأموال الناس بالباطل ..
أقول هذا و أنا حنفي أدرس على أصول و فروع الحنفية .. و لكن لا سماح للمذهب أن يتجاوز المعنى المراد منه ألا وهو ضبط المسائل، و الله الموفق
***************
جزاكم الله تعالى خيرا شيخنا الحبيب الغالي
و يعلم الله تعالى كم أنا مشتاق شيخنا لرؤيتكم
تلميذكم المحب / محمد رشيد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:12 م]ـ
و أرجو الانتباه لمشاركات و استفسارات الأخ الكناني
و بارك الله تعالى في طلبة العلم
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[16 - 02 - 05, 11:29 م]ـ
الأخ الفاضل / رضا صمدي ...
عندي استفسار .. و أرجو أن تتكرموا بتوضيحه.
و هو: " هل طالب العلم لو لم يتمذهب بمذهب معين _ من باب تنظيم الدراسة _ و درس كتباً معينةً مختلفةٌ مشاربُها = خرج عن التمذهب بذلك؟ ".
و أرجو ألا تكون حَصَلَتْ في صدرك حسيكةٌ _ تجاه أخيك _ من جراء ما رأيتَ منه (سامحه الله) .. اذ أن الجهل مُرٌ .. لكنه يحاول الخروج منه .. فبارك الله فيك اذا رأيتَ من أخيك ميلاً عن الصواب أو غفلةً عنه , فأسألك بالله أن تصحح و لا تبخل _ مع كرم اخلاقك _ بايقاظه عن غفلاته.
فقد قدَّر الله له الخطأ .. و سبحانه منَّ عليه _ بعده _ بمنْ يُعْلِمُهُ أنه أخطأ ثم يرشده الى الصواب.
و اعلم أخي الحبيب أنه " حفظ الخطأ و علم صوابه " .. فكلامك لن يذهب سُدَىً ان شاء الله.
و أرجو من الأخ الكريم / المتمسِّك بالحق .. أن يعاود اثراء الموضوع بكلامه الجيد .. و لا يحرم اخوانه المبتدئين من دليل يوجههم الى الخير .. و أن يوازن بين المفسدة و المصلحة. (ابتسامة)
و الحمد لله.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[17 - 02 - 05, 01:59 ص]ـ
و الإستحسان كما هو عند المالكية
الإستحسان عند الحنفية فمعذرة على سبق اللسان
و الذي عند المالكية هو عمل أهل المدينة
جزى الله أخانا محمد رشيد و كل الإخوة الذين يبتغون الوصول لمرضاة الله خيرا على إثرائهم للموضوع
ولعلي أنتظر الإجابة من الشيخ الفاضل المزكى من قبل أهل العلم عندنا بمصر رضا الصمدي-
حفظه الله-
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 03:18 ص]ـ
لعله من الجدير بالذكر أن أنبه الإخوة الذين يدور معهم النقاش و كذلك شيخنا الصمدي أنني معهم على الخط، فلا جمود مذهبي و لا دروشة مخرفين معروفين بالتمذهب و لا جهل بالواقع و المصالح و مقاصد التشريع و معرفة مقتضيات العصر و لا جمود على حرفيات المذهب التي كثيرا ما تتعلق بعصر الكاتب وواقعه ... لأني أرى الكثير ـ إن لم يكن الجمهور ـ من المتمذهبين ـ و كلامي عن الوضع في مصر ـ يميلون لأقطابهم من المخرفة ودراويش الصوفية، فمجلس من المجالس مثلا كنا نقرا فيه حاشية البيجوري في فقه الشافعية، فتطرق الجامدون إلى من يأتيه النبي صلى الله عليه و سلم يقظة و يصلي به إماما هل تصح صلاته أولا، و هل هي جماعة أو لا، و هل هذه الجماعة أولى أم جماعة المسجد .. ! و الله المستعان
¥