ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:29 م]ـ
الحلقة الثانية
بين الاّية الثانية بعد المئة من سورة اّل عمران والاّية السادسة عشرة من سورة التغابن وحديث عن التقوى
قول الله عزو وجل: " اتقوا الله حق تقاته " ما هي الخصال التي إذا فعلها الإنسان كان متقيًا لله عز وجل حق تقاته؟ وهل نسخت هذه الاّية بقول الله - عز وجل -: " فاتقوا الله ما استطعتم " أم لا؟
أجاب - رضي الله عنه - لم تنسخها بل فسرتها، وحقُّ تقاته أن يُطاعَ فلا يُعصى، غير أنه إذا تجنب الكبائر ولم يصر على صغيرة، وإذا عمل صغيرة يعقبها بالاستغفار كان من جملة المتقين والله أعلم ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:30 م]ـ
حياكم الله أخي أبا عبد الرحمن وبارك فيكم وحفظكم من كل سوء ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:53 م]ـ
الحلقة الثالثة:
حول الاّية الحادية والثلاثين من سورة النساء وكلام عن تعريف الكبيرة
قوله - عز وجل -: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " إلى اّخر الاّية.
ما الكبائر وما الصغائر؟ وكم المتفق عليه من الكبائر وما الفرق بين الصغائر والكبائر؟ وهل تحتاج الصغائر إلى توبة أم لا؟ وهل تذهب الصغائر بالصلوات كما جاء في الحديث؟ أم لا بد من ذلك من التوبة وإن احتاجت فما الفرق بينها وبين الكبائر؟ وبماذا يعد المصر على الصغيرة مصرًا؟ بفعل الصغيرة مرة واحدة أم مرارًا أم بالعزم والنية؟ فإن قلنا بالفعل مرارًا فما عدد تلك المرات؟
أجاب - رضي الله عنه -: قد اختلف الناس في الصغائر والكبائر في وجوه.
(والذين أثبتوا الفرق وهم الجماهير) اضطربت أقوالهم في تحديد الكبائر وتعديدها.
وقد قلت في ذلك قولًا رجوت أنه صواب وهو أن الكبيرة ذنب كبير وعظم عظمًا يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبير، ووصف بكونه عظيمًا يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبير ووصف بكونه عظيمًا على الإطلاق ..
فهذا فاصل لها عن الصغيرة التي وإن كانت كبيرة بالإضافة إلى ما دونها فليست كبيرة يطلق عليها الوصف بالكبر والعظم إطلاقًا، ثم إن لكبر الكبيرة وعظمها أمارات معروفة بها منها:
1 - (الترقيم من عندي) إيجاب الحد.
2 - ومنها ألا يعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب والسنة.
3 - ومنها وصف فاعلها بالفسق نصًا.
4 - ومنها اللعن كما في قوله: (لعن الله من غير منار الأرض).
في أشباه لذلك لا نحصيها، وعند هذا يعلم أن عدد الكبائر غير محصور والله أعلم.
والصغائر قد تمحى من غير توبة بالصلوات وغيرها كما جاء به الكتاب والسنة، وذلك أن فاعل الصغيرة لو أتبعها حسنة أو حسنات وهو غافل عن التندم والعزم على عدم العود المشترطين في صحة التوبة لكان ذلك ماحيًا لصغيرته ومكفرًا لها كما ورد به النص وإن لم توجد منه التوبة لعدم ركنها لا لتلبسه بأضدادها، والمصر على الصغيرة من تلبس من أضداد التوبة باستمرار العزم على المعاودة أو باستدامة الفعل بحيث يدخل به ذنبه في حيز ما يطلق عليه الوصف بصيرورته كبيرًا وعظيمًا، وليس لزمان ذلك وعدده حصر، والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:38 م]ـ
الحلقة الرابعة:
الاّية التاسعة والثلاثون من سورة النجم وكلام حول هبة ثواب الأعمال للأموات
مسألة: في قوله تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وقد ثبت أن أعمال الأبدان لا تنتقل، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن اّدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وقد اختُلِف في القراّن هل يصل إلى الميت أم لا؟ كيف يكون الدعاء يصل إليه والقراّن أفضل؟
أجاب - رضي الله عنه - هذا قد اختلف فيه، وأهل الخير وجدوا البركة في مواصلة الأموات بالقراّن وليس الاختلاف في هذه المسألة كالاختلاف في الأصول بل هي من مسائل الفروع، وليس نص الاّية المذكورة دالًا على بطلان قول من قال: إنه يصل، فإن المراد أنه لا حق و لا جزاء إلا فيما سعى فلا يدخل فيما يتبرع عليه الغير من قراءة أو دعاء، فإنه لا حق له في ذلك و لا مجازاة وإنما أعطاه إياه الغير تبرعًا، وكذلك الحديث لا يدل على بطلان قوله فإنه في عمله وهذا من عمل غيره ..