وصارت الأمة الى سبيلين سبيل أهل الرأى وسبيل أهل الحديث. فما الذي يحدث اذا أخترع لنفسه طريقة جديدة؟
هذا أمر فرضه تطاول الزمن وتدرج العلم ونشأته وتعاظمه وهو امر طبيعي وسنة كونية.
أخي الحبيب لانريد ان ندندن حول اهل التقليد وأهل الاجتهاد فكما ان هناك من جعل نصوص إمامه في درجة الوحى فهناك من جعل نصوص الوحي ككلام آحاد الناس فهو يعبث بالنصوص ويأتي فيها بما لم تأت به الأوائل.
و الا فقلي يرحمك الله ما سبب ضلال الخوارج؟ اليس عمدتهم كتاب الله؟ ضلوا لانهم أخذوا ظاهر النص ولم يلتفتوا لمنهج أهل السنة في الجمع بين هذه الظواهر وما يخالفها!
ومن جعل للنص باطنا يكيفه كيف يريد كيف ضل؟ انما ضل لانه تعامل مع النص على غير مقتضى طريقة الراسخين وسبيل المؤمنين.
وقل هذا في الفروع الفقهيه فللعلماء طرائق وأصول يستنبطون بها الحكم ويؤامون بها بين المتعارض من النص.
أخي الكريم.
نعود الى قولكم ان من درس متنا مختصرا في الفقه الحنبلي ثم توسط بمتن في المذهب الشافعي ثم ثلث بالحنفي فهل يصير فقيها؟
أقول لك أخي الحبيب لايصير فقيها بل مضطربا.
أخي الكريم لكل مذهب أصول والمقصود بها ليس أصول الفقه بالمعنى الاصطلاحي فحسب، بل أصول وقواعد جرى عليها اتباع المذهب.
فالمالكية عندهم بعض الاصول الفقهيه الخاصة وبقية المذاهب كذلك ولهم (إصطلاحات خاصة) و (قواعد خاصة في المذهب).
فمن درس المتن الحنبلي المختصر ثم انتقل الى الشافعي فهو محتاج الى دراسة قواعد واصطلاحات الشافعية؟ وهذا لايتأتي في كتاب بل يتأتي بالدراسة والممارسة.
أقرب الأمر هب انه درس شروط الصلاة عند الحنابلة واركانها؟
ثم ذهب الى المتن الشافعي وتوسع فدرس شروط الشافعية في الصلاة وأركانها؟
فوجد ان النية عند هوؤلاء شرط وعند الاخرين ركن!!
ان تعريف الشرط عند الشافعية مختلف عن تعريف الشرط عند الحنابلة فهؤلاء يعدون بعض الشروط اركان وبعضهم يعد بعض الاركان شروط!
فما هو فاعل؟
اذهب الى الصلاة ايضا فهو يجد بعض الواجبات عند الحنابلة ولكنه اذا درس فقه الشافعية لن يجد واجبات!!
بل سيجد أبعاض وأركان وهيئات؟
و القاعدة التى درسها في المتن الحنبلي أن الواجب اذا ترك لغير عمد جبر بسجود سهو؟ فأين الواجب عند الشافعية؟
هل هو البعض او الركن او الهيئة؟
لاتقل لي يعرف معاني هذه الاصطلاحات لان هذا هو معنى التمذهب وليس يتأتى بقراءة كتاب او مطالعة مصنف.
ماذا يفعل في الشروط الغريبة التى يجدها عند الشافعية وهو في ذهنه معنى الشرط عند الحنابلة كاشتراط نية الخروج عن الصلاة؟
هذا مثال صغير ومعلوم من الدين وفي أعظم ركن وأسهل مبحث في الفقه وهو الصلاة! ولم اذكر الا مذهبين متقاربين في الجملة فكيف ببقية المذاهب؟ كيف أذا تكلمنا عن احكام المعاملات؟
ماذا يفعل اذا قرأ في المتن المالكي (سنة) أتراه ينظر اليه أنه سنة على مقتضى مذهب الحنابلة!! السنة عند المالكية لها تعريف مختلف عند السنة عند بقية المذاهب، وأذا عرف ان هذا سنة عند الحنفية فهل ينظر الى انها سنة كما في تعريفه هو؟ الحنفيه من السنن عندهم ما يأثم فاعلها؟ فهل عند الحنابلة سنن يأثم فاعها؟ وأذا مر على الفضيلة عند المالكية؟ وقد ذكروا بعض السنن في الصلاة انها فضائل وهي سنن كما درسه عند الحنابلة؟ فماذا سيعتبر هذه الفضائل اسننا ام ماذا؟
فليت شعري كيف يستقيم علم او فهم لهذا المتنقل بين المذاهب!!!
و والله لو أردت ان اسرد لك الاختلاف في الاصطلاح فقط بين المذاهب الاربعة بل والظاهرية من الطهارة الى آخر الفقه لفعلت وأنا والله أشتهى ذلك حتى تتصور مدى خطورة الكلام الذي ذكرت ومدى تعذره عند التحقيق.
نحن فقط نتكلم عن الاصطلاح فكيف اذا جئنا الى تصوير المسائل؟؟ كيف اذا أتينا الى القواعد التى تخص كل مذهب مثل اختلافهم في حكم الجمع في السفر ما منشأه؟ هل هو الدليل؟ أم القاعدة التى حكموا بها، القصر ايضا من جعل القصر تخفيف جعل له حكما ومن جعله عود الى أصل الصلاة المفروضة انها فرضت في السفر ركعتين جعل لها حكما آخر.
طهارة الشعر والعظام على اي دليل قرروه من قرر طهارة هذا ومن منع منه؟ تجده راجع الى قاعدة وأصل في الدما ءعندهم؟
وفي النفس عشرات بل مئات الامثلة على الاصطلاح والتقرير والتصوير والقواعد الخاصة، هذه الامثلة تبين للمتأمل تعذر ما ذكرتم أخي الحبيب من ان له ان يقرأ متنا مختصرا للحنابلة ثم يقرأ متنا أوسع للشافعية.
أما قولكم: (فكم كتاب مذهبي هذا الذي سيجعلك تفهم عن الله وعن الرسول، وكم
كتاب مذهبي سيجعلك ضليعا من أدلة القرآن والسنة؟؟؟).
أخي الحبيب هذه وظيفة علوم الآلة لا علوم الفقه فعلوم الفقه مقصد وليست وسيلة بخلاف علوم الآلة.
فيصح ان يقال كم يحتاج الى كتاب في اللغة والى كتاب في الأصول حتى يكون ضليعا في الادلة؟؟؟
أما مسألة شروح كتب الحديث او حتى التفاسير فأنتم تعلمون انه خارج عن محل النزاع وليس له علاقة بمحل البحث وهو ظاهر.
و أنا محتاج الى الذهاب الآن ولي عودة على مسألةالتفقه على بلوغ المرام او على الدرر البهية في مساء اليوم بأذن الله تعالى.
¥