تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شرح كتابِ (قواعد الأصول ومعاقد الفصول) لصفي الدين عبدالمؤمن البغدادي -رحمه الله-

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:01 ص]ـ

الحمدلله رب العالمين و أصلى وأسلم على أشرف الرسل والخلق أجمعين نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين و بعد.

فإن العلوم مدارك، والفهوم مسالك، والفقه منازل ومدارج.

وطبائع العلوم مركبة كما هي تراكيب الجسوم فمنها بعيد القعر شديد القر، ومنها سهل الأخذ يسير الدرك، ومنها متوسط الحال بين الصفين ومفترق أمره بين الصنفين.

ومنها ما يحصل من تركه فوت لشرط الاجتهاد والفقه في دين الله ومنها ما هو مكمل محسن لايضر تفويته وينفع صاحبه تحصيله.

وإن علم الأصول منها بمنزلة الرأس فبه يثقب الفقيه نظره في المسائل وبطريقه يستنبط لطيف العبارات والدلائل، ومن خلاله يضبط المتفقه فهمه فلا يطيش، و على أرضه يتراجع المتناظرون واليه يحتكم المتنازعون.

ولما كان هذا حاله وجب ضبطه وإتقانه، ومن مسالك تحصيله ودرجات تكميله، مراجعة متونه ومعاينة كتبه و أصوله.

وهذا مختصر من مختصرات هذا الفن دقيق الاشارة رشيق العبارة وهو الموسوم بقواعد الأصول ومعاقد الفصول.

أما المُصنف:

فهو (عبدالمؤمن بن عبدالحق بن عبدالله بن علي بن مسعود) المتففن الفقيه الحنبلي، قال عنه ابن رجب في الذيل: (كان ذا ذهن حاد وذكاء وفطنة وكتب الكثير بخطه الحسن الحلو المليح وكان عنده خميرة جيدة من أول عمره في العلم).

ولد رحمه الله سنة 658هـ وتوفى سنة 739 هـ.

ومن مصنفاته كتاب تحقيق الأمل في علم الأصول والجدل وأختصر منه كتابه هذا، و كتاب شرح المحرر وقد ارسله الى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يسأله عن مسائل فيه.

و اختصر جملة من الكتب: قال في الشذارت: (واختصر الرد على الرافضي للشيخ تقي الدين بن تيمية في مجلدين لطيفين واختصر معجم البلدان لياقوت وله غير ذلك وخرج لنفسه معجماً لشيوخه بالسماع والإجازة نحواً من ثلثمائة شيخ وسمع منه خلق كثيرون وله شعر رائق منه:

لا ترج غير اللّه سبحانه * واقطع عرى الآمال من خلقه

لا تطلبن الفضل من غيره * واضنن بماء الوجه واستبقه).

أما المصنَف: فهو مختصر في علم أصول الفقه و من سمات هذا المختصر:

1 - أنه يشبه ان يكون مختصرا لروضة الناظر لابن قدامة وهذا بين جلي و ليس من حرج أن يعد من مختصرات الروضة.

2 - حسن سبك الكتاب عدا بعض المواضع (وسيأتي الاشارة اليها) وجريانه في الترتيب والتبويب على طريقة ابن قدامة حتى انه تبعه رحمه الله في بعض الوهم كما سيأتي بيانه بأذن الله.

3 - دقة عباراته رحمه الله وجودة تعاريفه المنتقاة.

أما الشرح:

فهو على طريقة التوسط قدر الامكان ومن سماته التى قدر الاستطاعة سوف اسلكها:

1 - زيادة البسط في المواضع التى يحتاجها المتفقه بخلاف المواضع التى لايحتاجها.

2 - كل مسألة يذكرها فسوف أذكر ثمرتها في الاحكام، وهذا وإن كان غير مرضى عند أهل الأًصول لأنهم ينظرون الى علم الأصول من حيث هو دون علاقته بعلم الفروع. الا اني احسب ان نفع الشرح يكون أعم اذا احسن المتفقه تطبيق الاصول على الفروع. وسوف اذكر ثمرة واحدة من الفروع لكل مسألة. وهذا يحرك العقل ويربط بين الأصل والفرع.

3 - سوف أشير الى بعض الأوهام التى تبع فيها المصنف ابن قدامة رحمهم الله.

4 - سيكون شرحا وتحقيق نسخة إذ ان الأصل المعتمد عليه في الشرح هو النسخة الخطية وسيأتي تفصيله.

النسخ المعتمدة في الشرح:

النسخ المطبوعة لهذا الكتاب كثيرة منها نسخة الشيخ احمد شاكر ونسخة الشيخ القاسمي.

ثم طبعة الشيخ على عباس الحكمي.

ثم طبعة دار الفضيلة (وليست معتمدة على نسخة خطية).

وقد قارنت بين هذه الطبعات في مجالس صيف العام الماضي مع بعض الأخوة إبان قرائتنا للكتاب ومدارسته. فوجدنا ان كل واحدة منها غير سالمة غير ان طبعة الشيخ الحكمي اسلمها.

أما طبعة دار الفضيلة ففيها أكثر من سقط سيتم الاشارة اليه في موضعه وسيتم الاشارة الى الاخطاء الموجودة في نسخة الشيخ الحكمي حتى يصحح من عنده نسخة نسخته.

وأما الأصل الذي سوف اعتمد عليه في الشرح فهي النسخة الخطية الوحيدة المعروفة للكتاب (وهي التى اعتمدها ايضا الشيخ الحكمي).

هي نسخة المكتبة الظاهرية ورقمها (2873) و مكتوب على طرتها (المحل مدرسة ابي عمر الصالحية) انتهى.

وهي المدرسة االشهيرة والتى يحسن ان تكون جامعة الحنابلة في ذلك العصر.

وهذا و الاعتذار أقدمه بين يدي هذا المزبور، و إرفقه أمام هذا المكتوب، ويعلم الله ان من بواعث كتابة هذا الشرح تلقى النصح، و التصحيح لما قد يزل به الفهم ويذهل عنه القلب.

ثم السؤال للحكيم الحميد بأن يتتم نعمه، ويعن العبد على شكره، فهو محتاج الى الاعانة أشد الحاجة، مفتقر الى رحمة مولاه أشد الافتقار، منطرح بين يديه شديد الانكسار، راجيا ان تغفر زلاته، وتمحى حوباته وتقبل أوباته.

والله الموفق ولارب سواه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير