والإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة كانوا يحذرون عن هذا الأصل الذي أحدثه ابن كلاب، ويحذرون عن أصحابه، وهذا هو سبب تحذير الإمام أحمد عن الحارث المحاسبي ونحوه من الكلابية. ولما ظهر هؤلاء ظهر حينئذ من المنتسبين إلى إثبات الصفات من يقول: إن الله لم يتكلم بصوت، فأنكر أحمد ذلك، وجَهَّمَ من يقوله، وقال: هؤلاء الزنادقة إنما يدورون على التعطيل، وروى الآثار في أن الله يتكلم بصوت، وكذلك أنكر على من يقول: إن الحروف مخلوقة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب [السنة]: قلت لأبي: إن هاهنا من يقول: إن الله لا يتكلم بصوت، فقال: يابني، هؤلاء جهمية زنادقة، إنما يدورون على التعطيل. وذكر الآثار في خلاف قولهم.
------
ومن طرق دعم الشبهات اتهام عالم مشهور بانه كان على طريقة فلان او تابع لمذهب فلان , او ينسبون هذا الكلام كذبا على لسان احد العلماء , وذلك ليس حسدا لهذا العالم ولا للانتقاص منه وانما لدعم هذه الطريقة او هذا المذهب ...
فتراهم يقولون: ان الباجي وجل العلماء كانوا على مذهب الاشاعرة .....
يقول الكوثرى:
مذهب الحشوية في اثبات الجهة مذهب واه ساقط يظهر فساده من مجرد تصوره، حتى قالت الائمة لولا اغترار العامة بهم لما صرف إليهم عنان الفكر ولا خط القلم في الرد عليهم. ..... وأما ما حكي عن ابي عمر بن عبد البر فقد علم الخاص والعام مخالفة الناس للجهمي ونكير المالكية عليه أولا وآخرا مشهور ومخالفته الامام المغرب أبي الوليد الباجي معروفة حتى أن فضلاء المغرب يقولون: لم يكن أحد بالمغرب يرى هذه المقالة غيره وغير ابن أبي زيد غير أن العلماء منهم من قد اعتذر عن ابن أبي زيد بما هو موجود في كلام القاضي الاجل أبي محمد عبد الوهاب البغدادي المالكي رحمه الله.
------
مذهب الحشوية في اثبات الجهة مذهب واه ساقط يظهر فساده من مجرد تصوره، حتى قالت الائمة لولا اغترار العامة بهم لما صرف إليهم عنان الفكر ولا خط القلم في الرد عليهم. وفي هذا الفريق من يكذب على السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ويزعم أنهم يقولون بمقالته ولو أنفق مل ء الارض ذهبا ما استطاع أن يروج عليهم كلمة تصدق دعواه،ولقد كانت الصحابة رضي الله عنهم لا يخوضون في شئ من هذه الاشياء لعلمهم ان حفظ الدهماء أهم الامور مع أن سيوف حججهم مرهفة ورماحهم مشحونة ولذلك لما نبغت الخوارج راجعهم حبر الامة وعالمها وابنا عم رسولها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس فاهتدى البعض بالمناظرة وأصر الباقون عنادا فتسلط عليهم السيف. ثم الحشوية إذا بحثوا في مسائل أصول الدين مع المخالفين تكلموا بالعقول وتصرفوا في المنقول. وابليس ليس له دأب الا خذلان أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك لا يجمع قلوب العامة إلا على بدعة وضلالة يهدم بها الدين ويفسد بها اليقين فلم يسمع في التواريخ أنه خزاه الله جمع غير خوارج أو رافضة أو ملاحدة أو قرامطة وأما السنة والجماعة فلا تجتمع إلا على كتاب الله المبين وحبله المتين واكتفى بما نقل عن الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه حيث قال: لا يوصف الله تعالى الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث، ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاج، بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه وهو مع ذلك ليس كمثله شئ في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله فكان ينبغي أن الله سبحانه له ذات حقيقية وأفعال حقيقية وكذلك له صفات حقيقية وهو ليس كمثله شئ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله عزوجل منزه عنه حقيقة فانه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه وممتنع عليه الحدوث لامتناع العدم عليه واستلزام الحدوث سابقا لعدم وافتقار الحدث إلى المحدث وجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى.وسئل الشافعي رضي الله تعالى عنه عن صفات الله فقال حرام على العقول ان تمثل الله تعالى وعلى الاوهام ان تحدوا على الظنون وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر ان تعمق وعلى الخواطر أن تحيط إلا ما وصف به نفسه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.ومن تقصى وفتش وبحث وجد ان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين والصدر الاول لم يكن دأبهم غير الامساك عن الخوض في هذه الامور وترك ذكرها في المشاهد ولم يكونوا يدسونها إلى العوام ولا يتكلمون بها على المنابر ولا يوقعون في قلوب الناس منها هواجس كالحريق المشعل وهذا معلوم بالضرورة من سيرهم وعلى ذلك بنينا عقيدتنا وأثبتنا نحلتنا ومخالفة المخالف طريقتهم وان ادعى الاتباع فما سالك غير الابتداع.
وعندما نبحث في ترجمة ابن كلاب نجده نصرانياً (تهذيب التهذيب)
فهل نصراني فعلا؟
وهل اسلم؟
فكيف يمكن ان ياخذ باقواله علماء المسلمين وهو نصراني , بالاضافة الى انه رأس الكلابية وهي فرقة من الفرق الكلامية؟؟
لا يمكن التعمق في اجابة الاسئلة المطروحة بطريقة صائبة وصحيحة الا بـ:
1 - الرجوع فقط الى كتب الباجي نفسه , وعدم الارتكان الى ما ينسب اليه من اقوا لفي كتب ليست له.
2 - الرجوع الى الكتب التي تنقل اقواله وتتكلم عنه بشرط ان تذكر المرجع الذي استقت منه هذا النسب من القول.
3 - اشتهار الكاتب بالتقوى والصدق والثقة , اذا لم يذكر المرجع.
وغير ذلك , اذا استندنا الى قول هذا او ذاك وبدون دليل او مرجعية, فقد نظلم من لا يستحق بان ننسب اليه ما ليس فيه ..
منقول: مشاركة الأخ المكرم علوش22 من منتديات شبكة التبيان
¥