ب ـ الشعبة الثانية: تدريسه للأشياء الثابتة من الأحكام الفقهية، التي ليس فيها خلاف ويُبدأ معه بذلك،
والأشياء الثابتة هي المجمع عليها التي صح نقل الإجماع فيها:
ــ من الأحكام الفقهية،
ــ أو وقع الإجماع على تركها من الأحكام الفقهية وهي ما يُسمى بالمنسوخ من الأحكام الفقهية،
ــ أ و المجمع عليه من آيات الأحكام الفقهية، هذه الأشياء الثلاثة هي التي لها (صفة الاستقرار الثبات وعدم التغير والتنقل،
وفائدة هذا من أجل أن يضبط طالب العلم المسائل المجمع عليها، لأن هذه المسائل لها صفة الثبات وعدم التغير وليست مثل مسائل الخلاف التي قد يتنقل فيها طالب العلم إن تبين له رجحان القول الآخر الذي كان مرجوحا فيما سبق، فيكون عنده قسم من الأحكام الفقهية ثابتة ودائمة معه تمثل جزاء من علمه الفقهي،
وتبقى المشكلة في هذه المرحلة وهي تحرير صحة الإجماع في هذه المسائل المدعى فيها الإجماع هل تصح دعوى الإجماع أم لا؟ وإتقان ضوابط الإجماع؟
وهذه المرحلة لنا فيها أصول اجتهادية لمعرفة صحة الإجماع ومدى قوته وثبوته، ويبقى الجانب العملي في هذه المرحلة أعني ماهي الكتب التي تمثل هذه المرحلة؟ وهل هناك كتب متيسرة في ذلك وشاملة؟،
ومن المعروف أن هناك كتب تعتني بالإجماع لكن مخلوط معها غيرها، وبعضها غير شامل بل لمسائل قليلة، لكن لو قام من رأى هذه الطريقة بتتبع الكتب المهمة والتي هي عمدة في نقل الإجماع ثم رتبها على أبواب الفقه حسب الأبواب المعروفة لكان فعلا جللا عظيما،
وهذا العمل نسير الآن بعمله نسأل الله أن ييسر ذلك، وهو متداول في أيدي بعض طلابنا ويحتاج إلى جهد أكبر،
المرحلة الثانية
وهي أسهل المراحل وآخرها، فإذا ضبط الطالب الأصول وكيف يعرف استخراج الأحكام؟ وكيف يعرف دفع التعارض؟ وضبط المنسوخ المجمع عليه وآيات الأحكام المجمع عليها،
ثم إذا عرف مواطن الإجماع الصحيح أصبح عنده ملكة في معرفة الراجح والمرجوح،
و هنا في هذه المرحلة يمكن إذا استعرض أقوال أهل العلم أن يعرف الراجح منها مما يوافق الأصول أو يوافق الإجماع وعرف ما يخالف الأصول أو الإجماع مما هو اجتهاد مغفور لأهله،
وفي هذه المرحلة تستوي فيها الكتب الفقهية فهي واحدة، سواء درس فقه الإمام الفلاني أو غيره أو قرأ كتب الفقه التي تهتم بجمع أقوال أهل العلم أو كتب الفقه المقارن، لأن الطالب لديه من الأصول ما يكفي لحمايته بإذن الله من الشذوذ أو التعصب لأحد إنما تكون ترجيحاته واحدة مهما شرح أو تناول أي كتاب من كتب الفقه التي ذكرنا سابقا،
ويصبح خلافه مع غيره هو في إطار مسائل الخلاف التي مسموح فيها اختلاف وجهات النظر والترجيح لمن له أهلية وهو من طلبة العلم العارفين لمواطن الوفاق والخلاف،
وميزة هذا الاقتراح جعل هناك أصولا ثابتة ومعروفة في الجملة لاستنباط الأحكام فيؤدي إلى تقليل هوّة الخلاف ويؤدي إلى التقارب بين طلبة العلم ويخفف من فرقة المذاهب الفقهية المعروفة،
ملاحضة: هذا الاقتراح يُراعى فيه الأمور التالية:
1 ـ أنه موجه لمن كان عمره من العشرين سنة فما فوق،
2 ـ أنه اقتراح ليس مرتبطا بمده أو زمن معين، إنما مرتبط بمدى إتقان المرحلة وضبطها، بل لا يحسن ربطه بمدة معينة لأن الربط يُؤدي إلى الاستعجال ونحوه، وإنما إذا أتقن الطالب المرحلة الأولى انتقل إلى المرحلة الثانية وهكذا، ولذا يحسن وضع اختبار مرحلي كلما تجاوز مرحلة،
3 ـ الاهتمام بالمراجعة الدورية لكل ما أخذ بمعدل مرة كل أسبوع تقريبا،
4 ـ لابد قبل البداية أو أثناء الدراسة من حفظ ولو يسيرا من القرآن وأقل ذلك جزء المفصل،
والله الموفق والهادي إلى الخير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0
و أكرر طرح سؤالي مرة أخرى: هل توجد كتب لتدريس الفقه دون اعتماد مذهب معين؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[02 - 07 - 05, 04:14 م]ـ
كتاب الصنعاني سبل السلام.
كتب الشوكاني نيل الأوطار - والدراري المضية شرح الدرر البهية - والسيل الجرار.
كتاب صديق حسن خان الروضة الندية.
كتاب فقه السنة لسيد سابق.
كتاب الوجيز للعدوي.
لكن كتب المذاهب أكثر فائدة كما ينصح العلماء.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[08 - 07 - 05, 08:20 م]ـ
بالنسبة لعلم الأصول لا فرق بين أن تدرسه على مذهب الشافعية أو على مذهب الأحناف
خاصة المتأخرين منهم.
ـ[سمير علي]ــــــــ[08 - 07 - 05, 08:29 م]ـ
أتفق مع إخواني في أن التمذهب - مع نبذ التعصب - هو أفضل وسيلة للتفقه.
ـ[المصلحي]ــــــــ[09 - 07 - 05, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضع رغبتك مع نيل الاوطار واقرأه سطراْ سطراْ. واترك الاقتراحات.
واخبرني بعد الانتهاء من الجزء الاول.
وحينها تعرف من يدلك للمسلك السهل القريب.
والسلام عليكم
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[27 - 07 - 05, 05:25 ص]ـ
بارك الله فيكم يا إخوان، و لكن حسب وجهة نظرى القاصرة أن الكتب المذكورة لا تختلف كثيرا عن الكتب المذهبية فمؤلف الكتاب لا بد و أن يرجح رأيا كما رجح أصحاب المذاهب آرائهم.
حقا أنها قضية شائكة و يبدو لى أن لا حل لها إلا التمذهب دون تعصب أو إتباع طريقة الشيخ علي الخضير -فك الله أسره- و لكن للأسف لا توجد أو لا أعرف كتبا تتبع نفس أسلوب الشيخ علي الخضير المقترح.
¥