كلام ابن القيم رحمه الله حول قوله تعالى (فأثابكم غمّا بغمّ)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 07 - 03, 09:25 ص]ـ
يقول الله سبحانه وتعالى
(إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
سورة آل عمران (153)
قد يحدث للإنسان مصيبة أو غمّ ثم يأتي بعده غمّ آخر فينسيه السابق، وقد تكون من نعم الله، وقد أكرم الله أهل الإيمان يوم أحد بهذا الأمر.
وقد بين ابن القيم رحمه الله في الهدي النبوي في كلامه حول غزوة أحد هذا الأمر، فقال رحمه الله (زاد المعاد (3/ 277))
((ثم ذكرهم بحالهم وقت الفرار (مصعدين) أي جادين في الهرب والذهاب في الأرض أو صاعدين في الجبل لا يلوون على أحد من نبيهم ولا أصحابهم
(والرسول يدعوهم في أخراهم) إلي عباد الله أنا رسول الله
(1) فأثابهم بهذا الهرب والفرار غما بعد غم
غم الهزيمة والكسرة وغم صرخة الشيطان فيهم بأن محمدا قد قتل
(2) وقيل جازاكم غما بما غممتم رسوله بفراركم عنه وأسلمتموه إلى عدوه فالغم الذي حصل لكم جزاء على الغم الذي أوقعتموه بنبيه
والقول الأول أظهر لوجوده:
أحدها
أن قوله لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم تنبيه على حكمة هذا الغم من بعد الغم وهو أن ينسيهم الحزن على ما فاتهم من الظفر وعلى ما أصابهم من الهزيمة والجراح فنسوا بذلك السبب وهذا إنما يحصل بالغم الذي يعقبه غم آخر
الثاني
أنه مطابق للواقع فإنه حصل لهم غم فوات الغنيمة ثم أعقبه غم الهزيمة ثم غم الجراح التي أصابتهم ثم غم القتل ثم غم سماعهم أن رسول الله قد قتل ثم غم ظهور أعدائهم على الجبل فوقهم وليس المراد غمين اثنين خاصة بل غما متتابعا لتمام الابتلاء والامتحان
الثالث
أن قوله بغم من تمام الثواب لا أنه سبب جزاء الثواب والمعنى أثابكم غما متصلا بغم جزاء على ما وقع منهم من الهروب وإسلامهم نبيهم وأصحابه وترك استجابتهم له وهو يدعوهم ومخالفتهم له في لزوم مركزهم وتنازعهم في الأمر وفشلهم وكل واحد من هذه الأمور يوجب غما يخصه فترادفت عليهم الغموم كما ترادفت منهم أسبابها وموجباتها، ولولا أن تداركهم بعفوه لكان أمرا آخر) انتهى.
ـ[الطرطوشي]ــــــــ[16 - 07 - 03, 11:07 ص]ـ
بارك الله فيك يا عبد الرحمن وهذه الاية مما فات يسري في كتابه البدائع
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 07 - 03, 03:37 م]ـ
جزاك الله خيرا، وهذا موجود في الضوء المنير (2/ 123).
ولعل من أحسن من استوعب تفسير ابن القيم رحمه الله هو الشيخ علي الحمد المحمد الصالحي في كتابه (الضوء المنير على التفسير) في ست مجلدات.
ـ[شعيب الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
www.manareldjazair.com
ـ[أم سيف الإسلام]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خير الجزاء