4 ـ قال أبو داود: أكثر ما كان يحدثنا شعبة عن أصحاب معاذ أن رسول الله، وقال مرة: عن معاذ.
5 ـ وقال عبد الحق: لا يسند ولا يوجد من وجه صحيح.
6 ـ وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: لا يصح وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ويعتمدون عليه.
7 ـ وقال ابن طاهر في تصنيف له مفرد في الكلام على هذا الحديث: اعلم أني فحصت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار وسألت عنه من لقيته من أهل العلم بالنقل فلم أجد إلا طريقين أحدهما طريق شعبة والأخرى عن محمد بن جابر عن أشعت بن أبي الشعثاء عن رجل من ثقيف عن معاذ وكلاهما لا يصح، قال: وأقبح ما رأيت فيه قول إمام الحرمين في كتاب أصول الفقه والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ، قال: وهذه زلة منه ولو كان عالماً بالنقل لما ارتكب هذه الجهالة.
8 ـ قال ابن حجر في تلخيص الحبير: كلام إمام الحرمين أشد مما نقله عنه فإنه قال: والحديث مدون في الصحاح متفق على صحته.
9 ـ وقال ابن حزم: لا يصح لأن الحارث مجهول وشيوخه لا يعرفون قال وادعى بعضهم فيه التواتر وهذا كذب بل هو ضد التواتر لأنه ما رواه أبي عون عن الحارث فكيف يكون متواتراً؟
وقال أيضا: وأما حديث معاذ فيما روي من قوله أجتهد رأيي، وحديث عبد الله بن عمرو في قوله أجتهد بحضرتك يا رسول الله فحديثان ساقطان.
فمن الناس بعد هؤلاء؟!!
فيا أولي الألباب من الأولي أن يتكلم في هذه الأصول إن جاز لأحد أن يتكلم فيها؟
أهل الحديث والعلم به، أهل المعرفة بما ثبت عن نبيهم صلي الله عليه وسلم، ورثة علوم الرسول الكريم عليه السلام، أهل العلم بالأدلة، أم أهل الكلام والفلسفة والمنطق الذي اختلط بالمذهبية العفنة؟؟
أهل الإتقان ومعرفة العلل، أم الذين لا يعرفون الفرق بين الصحيحين وبين كتب قدماء المصريين.
والله إن اسم إمام الحرميين لينخلع القلب له رهبة، ومع ذلك لا يعلم شيئا عن الحديث الذي يستدل به في مسألة أصولية يتفرع عليها المئات من الفروع، بل لا يتردد ولا يقول مثلا: وأظنه في الصحيح، بل يجزم بمنتهي الثقة والتأكد أن الحديث مدون في الصحاح ومتفق علي صحته!!
هل رأيتم أعجب من هذا؟؟
وإذا وعي قلبك هذا فلا تتعجب إذا سمعت الغزالي الشهير بحجة الإسلام يقول: أن هذا الحديث متواتر، وتلقته الأمة بالقبول، ولا يجب البحث عن إسناده، ولم يطعن فيه أو ينكره أحد!!
حديث يدور علي صحابي واحد هو معاذ بن جبل رضي الله عنه يصفه بالتواتر، ثم يقول إن الأمة تلقته بالقبول وكأن كل هؤلاء الأعلام ليسوا من الأمة!!، ولم يطعن فيه أحد أو ينكره طبعا كما رأيتم، ولذا لا يجب البحث عن سنده!!
وأما صاحب كشف الأسرار فمبلغ علمه أن نفاة القياس اشتغلوا بتأويل هذا الحديث لأنهم بالطبع لا يجدون منه مهربا كما نري!!، فيحاولون جاهدين أن يجدوا له تأويلاً مقبولاً!!
ومن المؤكد أنه لم تبلغه هذه الأقوال من جبال الأمة ورجالها!!
وهذا من أكبر الأدلة علي الظلام الذي حدث بعد القرن الثالث، حتي المنتسبين إلي العلم ألقوا كتب السنة وعلمها خلف ظهورهم واشتغلوا بالفلسفة والكلام وكتب المذاهب، والمشتغل منهم بالحديث يظن أن كل حديث في كتب السنن والصحيحين قد وضعوه للإحتجاج به!!، حتي أن بعضهم سمي الكتب الستة: الصحاح الستة!!
فتمخض هذا عن هؤلاء ومئات من أمثالهم، يحسبهم الجاهل من أهل العلم فيعض علي كلامهم بالنواجذ، وهم لا يعرفون غير علم أرسطاليس وأشباهه، وللشيخ الألباني رحمه الله رسالة مفيدة جداً سنذكر مقاطع منها في مبحث قادم إن شاء الله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أما ابن القيم فيعلل قبول القرون السابقة لهذا الحديث فيقول: أنه روي عن أصحاب معاذ، وهذا أقوي من أن يكون روي عن صاحب واحد من أصحابه، ولذا يجب قبوله.
فماذا سيقول يا تري في كون المرسل هو الصحيح؟
أي أن الصواب هو رواية الحديث مرسلا بدون ذكر: عن معاذ، وهذا ما رجحه الداراقطني رحمه الله في علله.
فالعلة الآن علتان: جهالة الرواة عن معاذ، والخلاف في وصله وإرساله والراجح هو الإرسال.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[24 - 03 - 06, 11:06 م]ـ
*****************
¥