تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلماء المذاهب المتبوعة الأربعة قد اعتنى الناس بنقل أقوالهم قديما وحديثا، ويتحرون في هذا أشد التحري، وعُلِمَ هذا من صنيعهم، ولذلك لا يقبلون في المذهب نقلا غير مشهور عن الإمام، ومن نظر في صنيعهم في ذلك رأى عجبا، وهذا لا يختص به الإمام أحمد، فهو كذلك أيضا في بقية المذاهب، فيقولون مثلا: هذا لم يروه عن مالك غير فلان ولا يعتد به أو نحو ذلك.

وإذا نقل بعض أهل العلم قولا لإمام من هؤلاء الأئمة المشهورين، وتتابع العلماء على موافقته ونقله والاستئناس به، ولم يقع من أحد منهم نكير على ذلك، ولم نعلم قولا لهذا الإمام يعارض هذا القول، فكيف تريدنا الآن بعد قرون متطاولة أن نقول: إن كل هؤلاء أخطئوا وضلوا عن سواء السبيل لأنهم لم يتثبتوا في النقل عن الإمام، ولم ينصحوا للمسلمين لأن هذا دين!!

يعني نحن الآن نثق في كلام الحافظ ابن حجر مثلا في تهذيب التهذيب في النقل عن البخاري ويحيى بن معين وغيرهم من النقاد في توثيق هذا الراوي وتضعيف ذاك، ونحن نعلم أن الأسانيد إليهم بذلك ثابتة، ولكنهم تركوها اختصارا، ولسنا نبحث في كل قول ننقله عن هؤلاء الأئمة في صحة سنده، ولا نقول: لعل سند هذه الجملة بعينها لم يثبت!!

وأما كلامي عن الوجادة فإنما كنتُ أعني أننا لو وقفنا على كتاب لعالم من العلماء فإننا ننقل من قوله إن توفر لنا من القرائن ثبوت نسبة الكتاب له، ولا نشترط السند في ذلك، بخلاف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يثبت بمثل هذا عند كثير من أهل العلم، فبان الفرق بينهما واضحا.


قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
حاجة الناس إلى التصنيف - معجم الأخطاء الشائعة للعدناني في الميزان
ما لم يكتبه ابن كثير من البداية والنهاية - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه

31/ 07/06, 07:21 07:21:57 AM
نصر الدين المصري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 04/ 04/05
محل السكن: مصر
المشاركات: 83

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير