لأنها لا تتبين موقع الحجة ولا تصل لعدم الفهم إلى علم ذلك لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها
وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم
ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وأنهم المرادون بقول الله عز وجل) فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (
وأجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه في القبلة إذا أشكلت عليه
فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به لا بد من تقليد عالمه وكذلك لم يختلف العلماء أن العامة لا يجوز لها الفتيا
وذلك والله أعلم لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحريم والتحليل والقول في العلم
ثم ذكر أبو عمر بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رسول الله e قال من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشار أخاه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه ومن أفتى بفتيا من غير ثبت فإنما إثمها على من أفتاه)
ثم ذكر بسنده أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال
من أفتى بفتيا وهو يعمى عنها كان إثمها عليه اه
انتهى من أضواء البيان 7/ 309.
وفي سنن الدارمي: 214 أخبرنا محمد بن عيينة انا علي هو بن مسهر عن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن حدير قال قال لي عمر هل تعرف ما يهدم الإسلام قال قلت لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين
وروى الحاكم في المستدرك 8296 أخبرني محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد المروزي بمصر ثنا الفضل بن موسى ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة قال قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم فسمعت معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله e يقول المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء فأقمت معه فذكرت له الشام وأهلها وأشعارها فتجهز إلى الشام فخرجت معه فسمعته يقول لعمرو بن العاص رضي الله عنهما لقد صحبت النبي e وأنت أضل من حمار أهله فأصاب ابنه الطاعون وامرأته فماتا جميعا فحفر لهما قبرا واحدا فدفنا ثم رجعنا إلى معاذ وهو ثقيل فبكينا حوله فقال إن كنتم تبكون على العلم فهذا كتاب الله بين أظهركم فاتبعوه فإن أشكل عليكم شيء من تفسيره فعليكم بهؤلاء الثلاثة عويمر أبي الدرداء وبن أم عبد وسلمان الفارسي وإياكم وزلة العالم وجدال المنافق فأقمت شهرا ثم خرجت إلى العراق فأتيت بن مسعود رضي الله عنه فقال نعم الحي أهل الشام لولا أنهم يشهدون على أنفسهم بالنجاة قلت صدق معاذ قال وما قال قلت أوصاني بك وبعويمر أبي الدرداء وسلمان الفارسي وقال وإياكم وزلة العالم وجدال المنافق ثم تنحيت فقال لي يا بن أخي إنما كانت زلة مني فأقمت عنده شهرا ثم أتيت سلمان الفارسي فسمعته يقول قال رسول الله e إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فأقمت عنده شهرا يقسم الليل ويقسم النهار بينه وبين خادمه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 30335.
وروى الطبراني في المعجم الكبير 14 حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله المزني ح وحدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا القعنبي ثنا كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله e يقول إني أخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة قالوا ما هي يا رسول الله قال زلة العالم أو حكم جائر أو هوى متبع.
وفي السنن الكبرى للبيهقي: 20706 أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا محمد بن إسحاق المسيبي ثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله e قال اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته وكذلك رواه معن بن عيسى عن كثير
وفي الزهد لابن المبارك:
¥