· روى النسائي بإسناد حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن أهل الله وخاصته" ..
·روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ".
· روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنْ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِب"ِ.
قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
· وروى الترمذي - وقال حسن صحيح - وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا" ..
فإذا علمت هذه القيمة ـ أخي في الله ـ فإنك ولابد ستفرغ الوقت والمجهود والفكر لهذه المهمة، والله عز وجل هو الموفق ..
القاعدة الرابعة
العمل بما تحفظ من القرآن
وهي من أهم القواعد على الإطلاق. .وويل لمن جمع العلم ولم يعمل به!!
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "رب تالٍ للقرآن، والقرآن يلعنه" ..
ولماذا يلعن القرآن قارئاً له؟! .. ذلك لأنه يقرأ الآيات ويحفظها ثم لا يعمل بها ..
يقرأ آيات الربا، ويحفظها، ويعلم أن المتعامل بالربا في حرب مع الله ورسوله ثم هو يتعامل بالربا!! .. يقرأ آيات بر الوالدين، ويحفظها، ويعلم درجة بر الوالدين، وعقوبة عقوق الوالدين، ثم هو يعق والديه!! .. فهذا يوجب له اللعنة .. ونعوذ بالله من ذلك ..
يعلمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منهجاً راقياً في التعامل مع القرآن الكريم .. فهو لم يكن يحفظ شيئاً إلا وعمل به، ثم ينتقل إلى غيره وهكذا .. لقد فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن القرآن ليس كتاباً أنزل لمجرد الحفظ أو البركة .. إنما هو دستور للمسلمين، وقانون يحكم كل صغيرة وكبيرة في حياتهم ..
قال تعالى: "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون".
وقال أيضاً: "وهذا كتاب مبارك أنزلناه مبارك، فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون".
ولذلك من حفظه ولم يعمل به، فلم يفقه حقيقة هذا الكتاب وأهميته ..
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: ..
"أجهل الناس من ترك ما يعلم وأعلم الناس من عمل بما يعلم وأفضل الناس أخشعهم لله".
وعلى هذا الفقه والفهم كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين ..
روى الدرامي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
"يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً فيباهي بعضهم بعضاً، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله".
وكذلك كان يفعل عمار بن ياسر رضي الله عنه في موقعة اليمامة، فكان إذا أراد أن يحمس المسلمين الحفاظ للقرآن الكريم، قام وقال لهم:
" يا أهل القرآن: زينوا القرآن بالفعال".
فليس حفظ القرآن غاية محدودة، وإنما لابد أن يتبع الحفظ بعمل ..
وفوق كل ذلك، فإن العمل بما تحفظ يسهل عليك الحفظ الجديد .. وقديماً قالوا: "من عمل بما يعلم، أورثه الله علم ما لم يعلم".
فالعمل بما تحفظ، طريق لحفظ الجديد من القرآن ..
القاعدة الخامسة
ترك الذنوب
القلب الذي أشرب حب المعاصي لا يمكن أن يعي القرآن .. وكلما أذنب العبد ذنباً كلما تأثر قلبه، وكلما تأثر قلبه ضعفت قدرته على حفظ هذا الكتاب الطاهر ..
روىَ الترمذي وأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
¥