تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأعود وأكرر أن هذا الكتاب الجليل دستور لحياتنا، ومن ثم فمعرفة التفسير الصحيح للآيات أمر حتمي لمن أراد أن يعمل بها. ولئن تحفظ آية واحدة بتفسيرها خير لك من حفظ عشر آيات لا تفقه معناها ..

القاعدة الثامنة

التجويد المتقن

وتجويد القرآن أمر هام جداً لمن يقرأه .. وليس كل عارف باللغة العربية يستطيع قراءة القرآن قراءة صحيحة .. فقراءة القرآن لها قواعد معينة خاصة جداً، لا تُطبق إلا مع كتاب الله عز وجل .. والله عز وجل يريد منا أن نقرأ القرآن كما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قرأه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعه من جبريل عليه السلام، وقرأه الصحابة كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وما زال هذا العلم العظيم يُتوارث من جيل إلى جيل حتى وصل إلينا، وسيبقى محفوظاً ـ إن شاء الله ـ إلى يوم القيامة ..

وتجويد القرآن يعين على حفظه، فالجرس الخاص جداً للقرآن الكريم يثبته في القلب، وعلى المسلم الراغب في حفظ القرآن أن يتعلم هذه القواعد حتماً وبسرعة، وذلك لأنه من الصعب عليه جداً تغيير ما حفظ من القرآن بعد أن أتم حفظه، فلو حفظ بقواعد تجويد خاطئة لاستمر حفظه على هذه الصورة ..

وحفظ القرآن بالتجويد المتقن له أجر عظيم من الله عز وجل، ولابد أن يبذل المتعلم للقرآن الجهد والوقت لتعلم قواعد التجويد .. حتى وإن كان هذا الأمر شاقاً عليه جداً .. فكل محاولة للتعلم تزيد في أجر المؤمن .. استمع إلى ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ".

ولفظ البخاري: "وهو حافظ له" ..

وقال النووي رحمه الله: الماهر بالقرآن أي الحاذق الكامل الحفظ، والسفرة هم الرسل، إما من الملائكة وإما من البشر، وكلاهما عظيم ..

ولابد من الإشارة أن تعلم قواعد التجويد لابد أن تكون عن طريق التلقي من حافظ متقن لقواعد التلاوة والتجويد، ومن المستحيل الاكتفاء في تعلمها بالكتب أو أشرطة الكاسيت .. ولكن لابد من السماع من معلم أولاً، ثم بعد ذلك يمكن الاستعانة بأشرطة الكاسيت، وبأقراص الكمبيوتر المُعلمة، وبسماع القرآن الكريم، وبكتب التجويد، وغيرها من وسائل التعليم ..

وهنا يجدر بنا أن نذكر الآباء أن ينفقوا الوقت والمال في إحضار معلمين لأولادهم يحفظونهم القرآن الكريم في طفولتهم، ويستغلون هذه الفترة العظيمة في حياة الأطفال حيث الذاكرة القوية، والذهن المتفتح، كما أنه لا يخفى على الآباء المسلمين الفائدة التربوية العظيمة لتربية الطفل على حفظ كتاب الله عز وجل ..

القاعدة التاسعة

التلاوة المستمرة

اجتهد أن تختم القرآن على الأقل مرة واحدة كل شهر .. وإن استطعت أن تختم في أقل من ذلك فهذا أفضل .. وكان معظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يختمون القرآن في أسبوع!! .. وكان بعضهم يختم القرآن في ثلاثة أيام!! ..

ولا يخفي على عاقل أن كثرة التلاوة تعود على صاحبها بالأجر الجزيل العميم .. وفي ذات الوقت فهي تثبت الحفظ كثيراً .. حتى عندما تقرأ الآيات والسور التي لم تحفظها بعد، فإن ذلك يجعلها قريبة إلى الذهن، فإذا جئت لحفظها بعد ذلك فإن هذا يكون ـ ولا شك ـ أيسر ..

إن متابعة القراءة كثيراً ينقل السور المحفوظة من "الذاكرة القصيرة" إلى "الذاكرة الطويلة" .. ومن خصائص الذاكرة القصيرة أنها تحفظ بسرعة، ولكنها تنسى أيضاً بسرعة، أما الذاكرة الطويلة فإنها تحتاج إلى وقت طويل حتى تدخل المعلومة فيها، ولكنها في نفس الوقت تحتفظ بالمعلومات لمدد أطول .. ومن المعروف أن من الطرق الهامة لإدخال المعلومات في الذاكرة الطويلة طريقة "التكرار" .. فكثرة القراءة تثبت الحفظ، ولا شك في ذلك.

روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير