تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الفاضل أبو سلمى وفقني الله وإياك لكل خير

حبا وكرامة أخي الكريم

تبعية الشيء لغيره إما أن تكون حسية بمعنى أنه لا ينفصل عنه كالحمل يتبع أمه حساً، وإما أن تكون التبعية حكمية.

والتبعية الحكمية تعني أن الشرع ألحقه به في الحكم فجعل للتابع حكم المتبوع، وحيث إنه قد يكون للشيء عدة احكام كالإباحة والطهارة .... فقد يورد الشرع أحد هذه الأحكام ويكتفي بذكره عن باقي الحكام؛ لنه فهم من نص الشارع أنه جعله تبعا له في الحكم فنلحقه نحن بذلك المتبوع في باقي الحكام؛ لأنه ثبت انه يتبعه في الحكم لكن لو وجد دليل يعارض التبعية فيما لم ينص عليه فهو يقدم لأنه الأقوى.

وهذا الإلحاق إن شئتَ قل: هو قياس ما لم ينص عليه على ما نص عليه، وإن شئتَ قل: هذا عموم معنوي كالعلة المنصوص عليها أو المجمع عليها أو المقطوع فيها بنفي الفارق تعطي عموماً معنوياً وهذا العموم يندرج فيه أفراده مما نص عليه أو لم ينص عليه كالعموم اللفظي، ويكون من قبيل تحقيق المناط وهو تنزيل القاعدة العامة على أفرادها.

ناتي الآن لمسألة فناء المسجد:

ذكرتُ سابقاً أنه يمكن القول بالتبعية عن طريق القياس على فناء الدار في حق الادمي و يمكن القول بالتبعية بناء على القاعدة (التابع تابع) فنقول الفناء ملاصق حساً للمسجد كملاصقة الجنين لأمه والشرع يعطي الملاصق حساً حكم الملصق به كما في الحديث " ذكاة الجنين ذكاة أمه "

والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حينما وسع المسجد جعل حكم الزيادة حكم الأصل فجعله كله في حكم المسجد، وكذا فعل عمر وعثمان رضي الله عنهما ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة.

وهنا اريد ان أنبه إلى أمر وهو الفرق بين الرحبة والحريم:

فالرحبة هي قطعة الأرض تكون أمام المسجد أو خلفه وقد تكون متصلة وقد تكون منفصلة والحكم بالتبع هو للمتصلة على خلاف بين اهل العلم لكن الصحيح أنها تبع له وهو قول الجمهور.

وأما الحريم فهو الذي يحيط بالمسجد والرحبة أي سور المسجد.

قال الحافظ في الفتح: (وقد يفرق حكم الرحبة من المسجد في جواز اللغط ونحوه فيها بخلاف المسجد مع اعطائها حكم المسجد في الصلاة فيها فقد أخرج مالك في الموطأ من طريق سالم بن عبد الله بن عمر قال بنى عمر إلى جانب المسجد رحبة فسماها البطحاء فكان يقول من أراد ان يلغط أو ينشد شعرا أو يرفع صوتا فليخرج إلى هذه الرحبة)

فهنا عمر رضي الله عنه وضع الرحبة و أذن فيها بإنشاد الشعر ورفع الصوت على أن إنشاد الشعر فعله حسان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في المسجد أمام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

قال العيني: (قوله في الرحبة بفتح الحاء وسكونها قاله الكرماني والظاهر أن التي بالسكون هي المدينة المشهورة وهي الساحة والمكان المتسع أمام باب المسجد غير منفصل عنه وحكمها حكم المسجد فيصح فيها الاعتكاف في الأصح بخلاف ما إذا كانت منفصلة) عمدة القاري (24/ 245)

والله أعلم

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 09 - 07, 06:30 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا يا شيخنا الكريم بارك الله فيكم

* * * * * * *

شيخنا الكريم ممكن تدلنا على مواضع ذكر ما هو ملون بالأحمر؟؟

والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حينما وسع المسجد جعل حكم الزيادة حكم الأصل فجعله كله في حكم المسجد، وكذا فعل عمر وعثمان رضي الله عنهما ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة.

أحسن الله إليكم


أحمدك ربي على أن يسرت لنا من يعلمنا من أمثال الشيخ الكاتب
إنها لنعمة عظيمة

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراً

ومن المسائل التي يكثر سؤال الناس عنها في ذلك: البيع والشراء في رحبة المسجد.

وسؤالي: هذه المنظومة للشيخ الأهدل أين نجدها؟ وهل هي مطبوعة ومتوفرة بالمكتبات؟

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:53 ص]ـ
الشيخ الكريم أبو يوسف بارك الله فيك
المنظومة هي من نظم أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل (ت 1035هـ) وتسمى الفرائد البهية نظمها على الأشباه والنظائر للسيوطي ولذلك يقول:
وهذه أرجوزة محبرة وجيزة متقنة محررة
نظمت فيها ما له من قاعدة كلية مقرباً للفائدة
سميتها الفرائد البهية لجمعها الفوائد الفقهية
لخصتها بعون ربي القادر من لجة الأشباه والنظائر
مصنف الحبر السيوطي الأجل جزاه خيراً ربنا عز وجل
.....
وتقع المنظومة في (423) بيتاً
وقد شرحها الشيخ عبد الله بن سليمان الجرهزي الشافعي (ت 1201هـ) في كتاب (المواهب السنية شرح الفرائد البهية) ثم وضع عليها الشيخ أبو الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي حاشية تسمى (الفوائد الجنية).
والمنظومة وشرحها المواهب موجودة في هامش بعض طبعات الأشباه والنظائر للسيوطي.
وطبعت المنظومة مع الشرح والحاشية بعناية رمزي سعد الدين دمشقية من مطبوعات دار البشائر (جزءان في مجلد واحد)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير