ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 07:06 م]ـ
7 - هل يمكن أن يستدل بالقياس في كل مسألة استدل فيها باستصحاب الإجماع
ويبقى هل يسمى هذا النوع من الاستدلال تمسكا بالعموم أو قياسا أو استصحابا، أظن والله أعلم أنه لا مشاحة في الاصطلاح إذا بين المعنى واتضح الفرق بين استدلال الظاهرية وغير الظاهرية بهذا الدليل، ويبقى التأصيل النظري للدليل كما بينه ابن القيم في إعلام الموقعين مستقيما إذا أراد بالقياس القياس الأصولي بالمعنى الضيق، لا القياس الفقهي بالمعنى الواسع، ويبقى أيضا أثر الخلاف في حجية الاستصحاب كدليل مستقل أو هو استدلال بالدليل المستصحب في نفس الأمر، فمن رأى أن الاستصحاب ليس بدليل فمن باب أولى أن ينكر استصحاب الإجماع ويكيف كل استصحاب لإجماع أو لدليل على أنه قياس أو عموم، ومن رأى تمييز هذا النوع من الاستدلال بالنص وسماه استصحابا وأفرده دليلا مستقلا فيسوغ تسمية هذا الدليل باستصحاب الإجماع إن كان مثبتا له.
أما إلزام المجتهد القائل بهذا الدليل أن يصير إلى القياس كما قال ابن رشد، فهذا لازم للظاهرية، أما من يثبت القياس من القائلين به فما أدرانا أن المستدل به تطلب القياس واستفرغ الجهد فلم ينهض عنده رأي على معارضة الأصل المتمسك به، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 08 - 07, 01:09 م]ـ
الشيخ سيد أحمد مهدي بارك الله فيك ووفقني وإياك لكل خير.
في الحقيقة بحث لطيف وفيه إشارة لدقائق المسألة التي قل من تكلم عنها، وفي الحقيقة إن استصحاب حكم الإجماع دليل مركب وغير متضح فيمكن لقائل أن يقول بأنه قياس المسألة المختلف فيها على المتفق عليها فيكون من باب القياس، ويمكن ان يقول إنه إدعاء لبقاء الإجماع واستمراره فيكون من باب الإجماع، ويمكن أن يقول هو استمرار عموم النص الذي استند إليه الإجماع فيكون من باب الاستدلال بالنص وهذا الخلط في هذا الدليل يبين لنا أمراً وهو أنه ليس الاستصحاب هنا مستقلا بالدلالة على الحكم وإذا كان الأمر كذلك فنحن نحتاج إلى أمور:
الأمر الأول: تحرير الدليل حقيقة هل هو الإجماع؟ أو القياس؟ أو النص؟ وفي جميع الحالات يكون ما ادعي انه الدليل هو الدليل حقيقة لا الاستصحاب وعندئذ يكون الاعراض على ذلك الدليل بطرق الأسئلة والمعارضات المعروفة عند أهل العلم والتي توجه إلى النص والإجماع والقياس ومن ذلك:
- إثبات شمول النص الذي استند إليه الإجماع للصورة المختلف فيها.
- إثبات كون الصورة مجمعاً عليها إن كان الدليل هو الإجماع.
- إثبات صحة القياس بين الصورة المتفق عليها والمختلف فيها بوجود أركان وشروط القياس.
ويصعب على القائلين بحجية الاستصحاب هنا أن يثبتوا هذه الأمور، وما يثبت منها يكون الحجة الدليل من نص أو إجماع أو قياس لا الاستصحاب وعندئذ فتسميته استصحابا تجوز، وتكون المسألة المختلف فيها كالمبتدأة لا علاقة لها بالمجمع عليها، وتسميته كذلك بالإجماع تجوز؛ لنه ينزل الإجماع على مسألة مختلف فيها وهذا تضاد فافجماع والخلاف لا يجتمعان في محل واحد.
الأمر الثاني: من أركان الاستصحاب التي يعتمد عليها عدم وجود الدليل المغير الناقل عن الأصل العقلي أو الشرعي وفي هذه الصورة من الاستصحاب وجد المغير فكيف يدعى بقاء الاستصحاب واستمراره.
الأمر الثالث: لم يدع ابن حزم ولا من وافقه بحجية استصحاب الإجماع في محل النزاع أن الحكم ينقل عن طريق القياس، وابن القيم رحمه الله أشار إلى أن الحجة هو مستند الإجماع لا القياس وعليه فيرجع الأمر عندهم إلى أنه الدليل لا الإجماع ولا الاستصحاب وإنما هو النص الذي اعتمد عليه الإجماع وعليه فيظهر النص فإن كان شاملا للصورة المختلف فيها فهو دلالة نص كحكم اي مسألة أخرى ولا يتعلق الأمر بالاستصحاب ولا الإجماع وغن لك يكن شاملا للمسألة فكيف يدعى أنه دليل لها وهو لا يشملها؛ إذ سيكون حكم المسألة بلا دليل لا قياس ولا إجماع لأنهم ينفونهما هنا والدليل النصي لا يشملها وكون المسألة يكون لها حكم بدون دليل تحكم.
الأمر الرابع: القياس على امر مجمع عليه لا علاقة له بالاستصحاب فهو كالقياس على الأمر المنصوص عليه فالدليل هنا القياس.
الأمر الخامس: الإجماع على عموم أيضا هو استصحاب دليل العموم وقد اختلف في تسميته استصحابا وعلى القول بتسميته استصحابا فالحجة هو الدليل وعمومه وهو كاستصحاب الثبوت وعدم ورود النسخ وفي الحالتين الاستصحاب يكون للدليل وهو النص.
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 08:26 ص]ـ
مناقشة علمية بارك الله فيكم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 08 - 07, 04:43 م]ـ
وفيكم فبارك شيخنا
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 07:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
وأسأل الله تعالى أن يرفع درجاتكم يوم القيامة، ليهنكم التواضع والعلم شيخنا أبا حازم
سأعكف على ما تفضلتم بذكره في مشاركتم تدبرا وتفهما،وسأوافيكم إن شاء الله تعالى بما قد يعرض لي من استشكالات وأسئلة.
¥