[هل يمكن رد دعوى الاجتهاد إلا من مجتهد؟]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 08:14 ص]ـ
أرجو من الإخوة أن يبينوا لي هذا الأمر، فقد تفكرت فيه طويلا، وتحيرت فلم أجد جوابا، فقلت أذهب إلى إخواني أهل الحديث لعلي أجد من يشفيني في الجواب.
السؤال: هل يمكن رد دعوى الاجتهاد إلا من مجتهد؟
أعني أنه إذا جاءنا الآن من يدعي الاجتهاد، فهل يمكن رد دعواه بغير أن يكون الرادُّ عليه مجتهدا؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 08:44 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
من باب التواصل والمدراسة فحسب يا شيخ أبا مالك ..
أليس المرد في مثل هذه المسائل إلى الشهرة المخصوصة؟
أعني أن طالب العلم هو الذي يشتهر شهرة مخصوصة بين طلبة العلم والعلماء أنه طالب علم ..
وأن العالم هو صاحب الشهرة المخصوصة بين العلماء أنه عالم ..
والمجتهد هو صاحب الشهرة المخصوصة بين العلماء أنه مجتهد ..
أتسائل؛ إن وافقتومني على ذلك فما الذي سيلجئ المجتهد أن ينادي على نفسه بالاجتهاد؟
أليس سيشتهر بين أهل العلم إذا استكمل الآلة أن فلانًا قد استكملها؟
وإذا لم يستكملها، سيقوم عليه أهل العلم كما فعلوا بالسيوطيّ ..
ففي حالة رفض أهل العلم لهذه الدعوى وإن لم يكونوا مجتهدين باعترافهم؛ ألا يشبه هذا (إجماع أهل الفن)؟
وسؤالكم حفظكم الله كأنه عين السؤال الآتي:
إذا لم يكن غير مجتهد واحد في زمان ما؛ كيف يسلم له دعوى الاجتهاد وليس في مَن حوله مستكملٌ لآلة الاجتهاد حتى يتحقق من استكماله لها؟
يعني: هل تُقبل هذه الدعوى من غير مجتهد؟
وهو صنو سؤالكم: هل ترد هذه الدعوى من غير مجتهد؟
أفلا يجاب عن هذا بما سبق؟
أن الشهرة المخصوصة بين أهل العلم أن هذا مجتهد تكفيه، لأنه يشبه إجماع أهل الفن، إن لم يكن هو.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 01:04 م]ـ
أحسن الله شيخنا الفاضل
وجزاك الله خيرا على هذه المدارسة القيمة
كلامكم - حفظكم الله - صحيح في مجمله عند الموافقة لا عند المخالفة
أعني أن المقام هنا في سؤالي ليس عن اشتهار مجتهد وموافقة أهل عصره على ذلك
وإنما المقام عند اعتراضهم عليه وعدم موافقتهم على ذلك.
ولا يلزم من صحة القبول صحة الرد؛ كما لا يخفى عليك.
وأما ما ذكرتَ من إجماع أهل الفن، فأنت خبير أن الإجماع لا يعتبر فيه إلا المجتهدون.
ولا يخفى عليك أن كثيرا من المجتهدين قد طعن بعض الناس في اجتهادهم، ولم يقدح ذلك في الأمر شيئا، فقد قدحوا في علم أبي حنيفة بالأثر واللغة، وقالوا عن أحمد إنه محدث وليس بفقيه، وغير ذلك من الطعون المشهورة.
فمجرد الطعن وقيام بعض الناس بالقدح لا يكفي في رد دعوى اجتهاد المجتهد.
وأما ما ذكرتَ من عدم استكمال السيوطي للآلة فيثير تساؤلا لدي، وهو (أين أوجه النقص في الآلة عند السيوطي؟)
ولكي أوضح المقصود من سؤالي فهو ينصب في نقطة واحدة فقط:
(إذا أردتَ أن ترد دعوى مجتهد في اجتهاده، فهل تستطيع ذلك بغير أن تكون مجتهدا؟)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 07:08 م]ـ
قد يقول قائل:
يمكنني ذلك بمعرفة نفسي، ومعرفة مقدار هذا الشخص المدعي بالنسبة لي، فإذا عرفتُ أني لستُ مجتهدا، وعرفتُ أن هذا المدعي أقل علما مني، فيلزم من هاتين المقدمتين أنه ليس بمجتهد.
ولا يحتاج هذا الاستدلال مني أن أكون مجتهدا؛ لأنه استدلال منطقي واضح.
ولكن قد يجيب المدعي فيقول:
أولا: لا أسلم المقدمة الثانية، وهي أني أقل علما منك، فذلك يحتاج منك أن تناظرني في ذلك لكي تثبت أنني أقل علما منك.
ثانيا: سلمتُ أنني أقل علما منك، ولكن قد اتفق أهل العلم على أن الاجتهاد ليس مجرد تحصيل علوم معينة فقط، بل لا بد فيه من ملكة خاصة، فقد تكون أكثر علما مني، ولكن لم تحصل لك ملكة الاجتهاد.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:48 م]ـ
قد يقول قائل:
يمكنني ذلك بمعرفة نفسي، ومعرفة مقدار هذا الشخص المدعي بالنسبة لي، فإذا عرفتُ أني لستُ مجتهدا، وعرفتُ أن هذا المدعي أقل علما مني، فيلزم من هاتين المقدمتين أنه ليس بمجتهد.
ولا يحتاج هذا الاستدلال مني أن أكون مجتهدا؛ لأنه استدلال منطقي واضح.
ولكن قد يجيب المدعي فيقول:
أولا: لا أسلم المقدمة الثانية، وهي أني أقل علما منك، فذلك يحتاج منك أن تناظرني في ذلك لكي تثبت أنني أقل علما منك.
ثانيا: سلمتُ أنني أقل علما منك، ولكن قد اتفق أهل العلم على أن الاجتهاد ليس مجرد تحصيل علوم معينة فقط، بل لا بد فيه من ملكة خاصة، فقد تكون أكثر علما مني، ولكن لم تحصل لك ملكة الاجتهاد.
الحمد لله وحده ...
أحسن الله إلى شيخنا الفاضل أبي مالك وزاده تواضعًا ورفعة ..
وقد يجيب المُعترِض بقوله:
سلّمتُ لك أنّ لك ملكةً خاصّةً وهي التي يشترطها أهل العلم للمجتهد ..
فمن أين لك أن عندك من هذه الملكة قدرًا يجزئك في دعوى الاجتهاد المطلق؟
فالملكة قد توجد عند بعض أهل العلم بقدرٍ يجعله مستأهلاً أن يجتهد منتسبًا إلى مذهبٍ، أو يجتهد في مسألةٍ أو نحو ذلك ..
فإن سلمتُ لك تحصيلك لملكةٍ في الاجتهاد أكمل من ملكتي؛ فلا يعني هذا أنني أقرّ أن هذا القدر الزائد يكفيك في الاجتهاد المطلق، فكيف تبرهن عليه وأنت المدّعي؟
شيخنا أبا مالك لي عودة متى يسّر الله ..
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
¥