تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(فإنَّ تجويز خلف الإجماع وترك اتباع الأمة مما يَعْظُمُ خَطَرُهُ؛ إذْ على الإجماع ابتنى معظم أصول الشريعة , فلو خالف فيه مخالف؛ لَنُقِلَ خِلافه في هذا الأمر العظيم, والخطبِ الجسيم؛ فإنَّ ما هذا سبيلُه: لا يجوز خفاؤه في طريق النقل). انتهى ويقول الإمام الغزالي في (المستصفى) في أصول الفقه:

(الْإِجْمَاعُ أَعْظَمُ أُصُولِ الدِّينِ، فَلَوْ خَالَفَ فِيهِ مُخَالِفٌ؛ لَعَظُمَ الْأَمْرُ فِيهِ وَاشْتَهَرَ الْخِلَافُ، إذْ لَمْ يَنْدَرِسْ خِلَافُ الصَّحَابَةِ فِي دِيَةِ الْجَنِينِ .. وَحَدِّ الشُّرْبِ.

فَكَيْفَ انْدَرَسَ الْخِلَافُ فِي أَصْلٍ عَظِيمٍ يَلْزَمُ فِيهِ التَّضْلِيلُ وَالتَّبْدِيعُ لِمَنْ أَخْطَأَ فِي نَفْيِهِ وَإِثْبَاتِهِ؟ وَكَيْفَ اشْتَهَرَ خِلَافُ النَّظَّامِ مَعَ سُقُوطِ قَدْرِهِ وَخِسَّةِ رُتْبَتِهِ وَخَفِيَ خِلَافُ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ؟ هَذَا مِمَّا لَا يَتَّسِعُ لَهُ عَقْلٌ أَصْلًا). انتهىوإليكم بعض نصوص كبار أهل العلم في هذه المسألة , ننقل لكم أقوالهم من أهم وأشهر مراجع علم أصول الفقه:

1 - قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في كتابه (اللمع في أصول الفقه):

(وهو – أي الإجماع – حجة من حجج الشرع .. وذهب النظام والرافضة إلى أنه ليس بحجة). انتهى2 - وقال الإمام أبو الخطاب الكلوذاني في (التمهيد) في أصول الفقه:

(إجماع أهل العصر حجة مقطوع بها, ولا تُجْمِعُ الأمة على الخطأ, وهو قول عامة العلماء, وقال النظام: ليس بحجة). انتهى

3 - وقال الإمام علاء الدين السمرقندي في (ميزان الأصول):

(قال عامة أهل القبلة بأن إجماع كل عصر من الأمة صواب وحجة .. وأنه يوجب العلم قطعا). انتهى

4 - وقال الإمام ابن الحاجب في مختصره في أصول الفقه:

(خالف النظام وبعض الروافض في ثبوته .. وهو حجة عند الجميع , ولا يُعْتَدُّ بالنظام وبعض الخوارج والشيعة). انتهى

وعلق العلامة سعد الدين التفتازاني في حاشيته قائلا:

(وأنه– أي الإجماع -حجة عند جميع العلماء. فإنْ قيل: فقد خالف النظام والشيعة وبعض الخوارج. قلنا: لا عبرة بمخالفتهم؛ لأنهم قليلون من أهل الأهواء والبدع قد نشئوا بعد الاتفاق) ا. ه5 - وقال العلامة علاء الدين البخاري في (كشف الأسرار):

(الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ مَقْطُوعٌ بِهَا عِنْدَ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ, وَمِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ حُجَّةً, مِثْلُ إبْرَاهِيمَ النَّظَّامِ وَالْقَاشَانِيِّ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ, وَالْخَوَارِجِ وَأَكْثَرِ الرَّوَافِضِ). انتهى6 – وقال الإمام ابن الهمام – مع شرح تلميذه العلامة ابن أمير الحاج -:

(الْإِجْمَاعُ حُجَّةٌ قَطْعِيَّةٌ عِنْدَ الْأُمَّةِ؛ إلَّا عِنْدَ مَنْ لَمْ يُعْتَدَّ بِهِ مِنْ بَعْضِ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ؛ لِأَنَّهُمْ - أَيْ الْخَوَارِجَ وَالشِّيعَةَ - مَعَ فِسْقِهِمْ إنَّمَا وُجِدُوا بَعْدَ الْإِجْمَاعِ عَنْ عَدَدِ التَّوَاتُرِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى حُجِّيَّتِهِ). انتهى 7 - وقال الإمام الشوكاني في كتابه (إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول) ,: (إجماع الصحابة حجة بلا خلاف, ونقل القاضي عبد الوهاب عن قوم من المبتدعة أن إجماعهم ليس بحجة). انتهى

8 – وقال العلامة محب الله بن عبد الشكور – مع شرح عبد العلي الأنصاري -: (الإجماع حجة قطعا, ويفيد العلم الجازم عند الجميع من أهل القبلة, ولا يُعْتَد بشرذمة من الحمقى الخوارج والشيعة لأنهم حاثون بعد الاتفاق , يشككون في ضروريات الدين, مثل السوفسطائية في الضروريات العقلية). انتهى قلتُ: فأما الشيعة: فقد اتفق أهل العلم على أنهم أكثر الناس كذبًا.

فقد قال فيهم الإمام ابن تيمية:

(وأما أهل الكوفة فَلَمْ يَكُنْ الكذب فى أهل بَلَدٍ أكثر منه فيهم, ففي زمن التابعين كان بها خلق كثيرون منهم معروفون بالكذب, لا سيما الشيعة؛ فإنهم أكثر الطوائف كذبًا باتفاق أهل العلم). انتهى

يتابع .....

ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[16 - 01 - 07, 03:19 ص]ـ

المطلب الثاني: تحذير المسلمين من خطر منكري حجية إجماع علماء الدين.

إن هدف منكري الإجماع يتضح في أمرين:

الهدف الأول:

هو الهروب من قول العلماء: (أجمع علماء المسلمين على تحريم كذا وكذا).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير