تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا بدّ من التوضيح أنّ النون المخفاة المفخّمة هل تفخيمها يكون كتفخيم حروف الاستعلاء فإذا أجيب بنعم فلا بدّ حينئذ من نص صريح في ذلك، وإذا قيل أنّه دون حروف الاستعلاء فلا يصحّ حينئذ أن نسمّي ذلك تفخيماً ولنجد اسماً آخراً بحيث لا يخالف النصوص وأقوال القدامى. وما تلقيناه عن مشايخنا في المدينة النبوية وفي دمشق أنّ الغنّة تفخّم تفخيماً بسيطاً يتلاءم مع التلقّي الصحيح بخلاف من يبالغ في ذلك حتى نخرج عن ما كان عليه أسلافنا شيئاً بعد شيء بمجردّ اجتهادات.

فلاّ بدّ من تصحيح المتلقى عن المشايخ بالنص المعتمد ولا أن نجتهد في المسائل ثمّ نلزم الطلبة أن يقرؤوا بما اجتهدنا ويصير ذلك فيما بعد من المتلقّى بالسند كمسألة الفرجة والقول بأنّ الحرف المفخّم الساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور إلى غير ذلك من الاجتهادات التي صارت فيما بعد من المتلقي بالسند والله المستعان.

وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم." ا. هـ

أخى: نحن نقول: إن المبالغة في الشئ يخرجه عن حسنه، فنحن نفخم الغنة دون مبالغة، فقد سألت الشيخ عبد الباسط هاشم فقال " إن تفخيم الغنة تلقيناه عن مشايخنا،وننهى عن المبالغة " أ. هـ

والشيخ /محمد تبع في ذلك الشيخ الرحيمي المدني إلا أن الشيخ محمد في رده علي بحثي في " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " قال: إنه تلقي تفخيم الغنة علي قراء الشام وأيضا قال لا يمكن أن نساوي بين غنة " من كان " وغنة " من قبل" وقال أيضا: إنه يعترض علي لفظة " تفخيم الغنة " فقط ـ رغم أنه يقرأ بتفخيم الغنة ... بدون مبالغة ـ وقال أيضا: إن هذا قصد الشيخ الرحيمي

أقول له: ليس هذا قصد الرحيمي وإليك كلامه:" لا يوجد لتفخيم النون المخفي قبل الحروف المستعلية أثر ما في كتب المحققين كلا فكلا مثل نهاية القول المفيد ورعاية مكي والمنح الفكرية ونشر ابن الجزري والمقدمة الجزرية وإتحاف فضلاء البشر وجهد المقل وغير ذلك، فالصواب أن النون حرف مستفل لا يجوز تفخيمه في كل حال ما. فقال الجزري:" فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شئ منها " النشر 1/ص 215

وما ذكره صاحب السلسبيل الشافي:

وفخم الغنة إن تلاها ... حروف الاستعلاء لا سواها

وصاحب لآلي البيان:

.... .... " وتتبع الألف ... ما قبلها والعكس في الغن ألف

فشذوذ وتفرد وحدوث، وكل محدثة بدعة، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية. ا. هـ 190

هذا كلام الرحيمي ليس فيه النهي عن المبالغة ولست أدري من أين فهم الشيخ محمد يحيي النهي عن المبالغة؟

أخى: إن أشكل عليك شئ فسئل من قالوا بهذا الإشكال لعلك تجد بغيتك بدلا من أن تؤصل قواعد تخالف فيه البشر، فالقياس في مثل هذه المسائل التي ليس فيها نص ـ كما أشرت ـ أو غموض يجوز الأخذ بها وأنت تعلم أقوالهم .. وإليك تفصيل المسألة:

قبل الحديث على تفخيم الغنة مع حروف الإخفاء المفخمة نستأنس ببيت للعلامة السمنودي حيث قال في منظومته لآلئ البيان:

..... ...... وتتبع الألف ... ما قبلها والعكس في الغن ألف

ويثبت في هذا البيت أن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا وكذا الغنة تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا.

قبل إثبات صحة هذا القول هناك تساؤلات نحتاج إلى الإجابة عليها.

أولا: هل الغنة كلها تخرج من الخيشوم في حالة إخفاء النون الساكنة والتنوين؟ وماذا يقصدون بقولهم لا عمل للسان؟

أقول:

قال مكي في الرعاية: " ......... فدل ذلك أن مخرج الغنة من الخيشوم ألا ترى أنك لو قلت: عنك ومنك فأمسكت أنفك عند اللفظ بذلك لتغير لفظ النون والتنوين لأنك قد حلت ـ بإمساك أنفك ـ بين الحرف ومخرجه فعلمت من ذلك أن مخرج النون الخفيفة التي هي غنة في النون والتنوين من الخياشيم. ا. هـ 114

قال سيبويه: وهي ـ أي النون ـ مع الراء واللام والياء والواو إذا أدغمت بغنة فليس مخرجها من الخياشيم ولكن صوت الفم أشرب غنةً ولو كان مخرجها من الخياشيم لما جاز أن تدغمها في الراء واللام والياء والواو حتى تصير مثلهن في كل شيء. ا. هـ الكتاب 4/ 454

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير