5 - أكثر الجموع التي جاء عليها اسم الفاعل جموع تصحيح، وهو ما يؤكد أقوال العلماء بأن الصفات أقرب إلى الأفعال منها إلى الأسماء، وأن اسم الفاعل أقرب الصفات إلى الأفعال.
6 - كلما زادت حروف الكلمة قل استعمالها، فأكثر المشتقات ورودا في السور ما كان من الثلاثي المجرد، إذ هو أعدل الأصول تركيبا وأكثرها استعمالا، ثم ما كان من المزيد بحرف، فالمزيد بحرفين، فالمزيد بثلاثة أحرف، فالرباعي فالملحق به.
7 - أغلب مشتقات المزيد تواترا في السور المزيد بالهمزة، وأن هذه الأخيرة تفيد التعدية في أكثر معانيها، وهو ما يؤكد النتيجة التي توصل إليها عبد الخالق عضيمة في دراسته لأسلوب القرآن الكريم أن أكثر المزيدات شيوعا في القرآن المزيد بالهمزة.
8 - مثلت مشتقات المزيد، في السور، أغلب معاني صيغ الزيادة في اللغة العربية: التعدية والتكثير والجعل والصيرورة والمطاوعة والاتخاذ والمشاركة والتكلف والتعمل والطلب ومعنى المجرد، ومعنى فَعَل (بتشديد العين) وتَفَاعَلَ واسْتَفْعَلَ.
9 - يعمد القرآن الكريم أحيانا إلى إحلال صيغ محل أخرى، كوضع المشتق موضع الجامد والعكس، ووضع المشتق موضع المشتق، والمجرد موضع المزيد والعكس.
10 - جاء أكثر المشتقات فواصل قرآنية متناسقة المقاطع، بل ومتطابقتها في أغلب الأحيان، فمعظمها مبني على مقطع واحد، من نوع الطويل المغلق [ص ح ح ص] (أي صحيح +حركة طويلة + صحيح) – وهذا في حالة الوقف طبعا- وهو ما يجعل فواصل السور نسقا متحد البناء عذب الإيقاع، كما ينتهي معظمها بنون أو ميم مسبوقتين بحرف في المد الواو أو الياء، وفي ذلك حكمة، فالميم والنون من أكثر الحروف ارتباطا بالصوت فيما نشاهد ونتكلم، ولهما رنين ونغم شجي تعشقه الأذن وتلذه النفس، بالإضافة إلى ما بينهما من تآخ وارتباط في الصفات الصوتية كالهجر والذلاقة والغنة، كما أن حروف المد-زيادة زيادة على ما بينها من تقارب- تعطي الفاصلة قيمة سمعية كبرى، فتزيد إيقاع الفاصلة وضوحا. فالتبادل إذا قائم بين الميم والنون، كما هو قائم بين الواو والياء، وهو ما بنيت عليه معظم المشتقات الواقعة فواصل. ومراعاة القرآن للتوافق بين الفواصل ووجود مد سابق لحرف الفاصلة يؤكد مجيء القرآن وفق فطرة العرب، فهم امة تسمع أكثر مما تكتب فلا غرابة إذا أن يأتي بالصورة الصوتية المسموعة، وفيه تقفية وموسيقى، والعرب أمة شعر وذوق.
11 - ذكر العلماء أن وصف جمع ما لا يعقل يكثر مجيئه بصيغة المفرد المؤنثة، ويقل بصيغة الجمع، وقد استعمل القرآن كلتا الصيغتين أياما معدودة وأياما معدودات و أشهر و أشهر معدودات، والوصف بالجمع يعد من باب مقابلة الجمع بالجمع مجازا.
12 - يعبر القرآن أحيانا عن اسم جامد بآخر مشتق يشتمل على صفة من صفاته، و ذلك يؤدي في كثير من الحالات إلى تعدد الاحتمالات الدلالية للاسم الجامد، و الابتعاد عن التقرير المباشر يعطي الإنسان مجالا لإعمال فكره و إنعام نظره، كما يكتسب التعبير ثراء و غنى.
13 – يستعمل القرآن ن الكريم أحيانا (المُفَاعَلَة) غير دالة على المشاركة، و إنما تدل على أن الحدث صار من طرف واحد و أن الفعل وقع على شئ من نحو (أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً).
14 – يطلق القرآن الكريم بعض الشئ على كله، و يصف ما ليس جمعا في الحقيقة بالجمع فيغلب أكثر الزمان على أقله، من ذلك قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَات} فحقيقة الحج شهران و بعض من الشهر الثالث، و العرب يطلقون الجمع على التثنية، إذا كانت التثنية أقل من الجمع.
15 – أغلب ما تأتي له النكرة في القرآن الكريم ما يفيد العموم و الشيوع، و قد تأتي أحيانا لمعان أخرى يتطلبه المقام، كالتقليل و التكثير و الإيضاح و الإبهام و النوع و الاستغراق و التعظيم و التحقير ...
16 – تشتق الصفة أحيانا، من مادة موصوفها، عند إرادة التوكيد و الكثرة و تحميل العبارة دلالية إضافية نحو: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَة}.
17 – أكدت الدراسة أقوال العلماء بان (فَعِيل) ليس أصلا للمبالغة، فمعظم ما جاء على هذا الوزن يفيد المبالغة، لكنه بمعاني صيغ أخرى نحو:
(فاعِل) كرحيم و عليم و سميع.
(مَفْعُول) كحميد، و رجيم.
(مُفْعِل) كحسيب و خبير، و نذير و أليم.
(مُفَاعِل) كحفيظ و خصيم، و شريك و قرين.
(مُفَعِل) كبشير.
¥