تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وثانيهما: تهيئة النفوس لقبول تلك الأحكام، وحسن الامتثال لها.

] فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب [. (الطلاق 2).

فقد أضحى سعاة الدين يتشوفون إلى ضرب من التصنيف يكون فيه الاهتداء بنور التنزيل فى طريق مخاطبة الكيان البشرى فيحيط به من جميع اقطاره ويأخذ بجميع أرجائه.

فلا يسوق الحقائق العلمية التى تأسر العقول مجردة لكن يكون ذلك فى حشد من العاطفة التى تضم قوة القلب إلى قوة العقل فتستعبد الكيان البشرى لله رب العالمين

ولا تتم حلاوة الدرس حتى يظهر لقاعدة الأصول فروع. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftn1))

وفائدة القاعدة فروع يكون للقاعدة جمعها وحياطتها،

ويكون للفروع تمييز مرتبتها

حيث ترتقى كثرة الفروع واتساعها بقاعدتها لتجعلها أصلا وثيقًا ينتسب إليه ما دونه

وما قلت فروع تلك الأصول انحطت رتبته، حتى تنتفى صفة القاعدة عما لا يوجد له فروع،

وينضم إلى ذلك إحراز ثمراث الخلاف الأصولى بين فقهاء الأمصار ليستأنس بنعيم ذلك المتعلمون المنسوبون إلى تلك المذاهب فيما سوغت الشريعة فيه الاختلاف ليكون مناط رحمة الله تعالى بعبادة وعلامة على إعجاز تلك الشريعة.

إذ "ينطق بلسان التيسيير بيانها، ويعرف أن الرفق خاصيتها والسماح شأنها، فهى تحمل الجماء الغفير ضعيفًا وقويًا، وتهدى الكافة فهيمًا وغبيًا، وتدعوهم بنداء مشترك دانيًا وقصيًا، وترفق بجميع المكلفين مطيعًا وعصيًا، وتقودهم بخزائمهم منقادًا وأبيًا وتسوى بينهم بحكم العدل شريفا ودنيًا، وتبوئ حاملها فى الدنيا والآخرة مكانًا عليًا" ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftn2)).

وإنما تمت بذكر تلك الفروع الحلاوة إذ كانت فى مقام ما يسوغ العناء فى التحصيل، ويطيب ما يتجشم الذهن الكليل.

ثالثا: الوفاء بحظ القلب من التعبد:

وحظ القلب من التعبد له مسلكان:

أولهما: السلوك به فى مسلك التفكر فى الأسماء الإلهية والصفات الربانية، والأفعال الرحمانية والتذكير بنعم رب البرية، والتحذير مما يستوجب العقوبة والبلية،

فمنه تحصل المعرفة والمحبة والرجاء والخوف وهو أساس زاد القلب ومعظم غذائه.

الثانى: الدلالة على أخلاق الإيمان من اليقين والصبر والحلم والأناة والإيثار وبذل الجاه.

والتحذير من أخلاق الطغيان من الكبر والعجب والرياء والحقد والحسد والشحناء.

والمعادلة الصعبة فى نقل تلك المرامى من محالها من فنونها المختصة بها حتى تزاحم مصارعات العقول ومنازعات النقول.

وتوضيح القول فى ذلك أن المقصود ليس الوصول إلى أعماق تلك المعانى ولا الغوص فى طرائقها، إذ يخرج ذلك عن مقصود درس الأصول، لكن المقصود مقدار يتحصل به أنس القلب بذكر المحبوب - سبحانه وتعالى - ويتوصل به إلى الانكسار الذى يناسب أسباب اللطف الإلهى بالتفهيم والتعليم وشأن ذلك ألا يتحقق إلا ممن جمع بين خصلتين:

أولاهما: إحاطةٌ بدقيق مسالك الأصول شأنها أن تحرس زمان الدرس أن يضيق عن المقصود، فليس يحتمل ذلك أن يكون طريق تقصٍّ

ثانيتهما: ربانيةٌ ترهف الحس شأنها أن تسير بمن رام ذلك سير المتشوق المتعطش.

وفقد ذلك يعنى أن تساق إليه تلك الفهوم على معزل من قلبه وعلى فقد من عاطفته وكأنما ينادى على قلبه منادٍ ياقلب لا تحضر ولا تسمع،

فما أسرع أن يتطرق إليه الإملال وتغالبه السآمة.

وما أكثر من تجد ممن يحوزونه ولا تبدو عليهم آثار الربانية ولا سيما التعظيم لرب البرية.

رابعًا: استخارة الله تعالى فى فتح باب جديد للبحث الأصولى.

أولا: بتطبيق قواعد الأصول على النصوص.

والذى يتمثل فى ملاحظة معنى أصولى - صح فى النظر اعتباره - وصوغ عبارة تضبط حدوده ثم السير به بين ألفاظ الوحى الإلهى وتراكيبه ليستخرج ما يختلف معه من المعانى والأحكام الآيلة إلى إظهار وجه آخر من وجوه الإعجاز. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftn3))

وثانيا: بسوق قواعد الأصول إلى سبيل النظر فيما تقرر من أحكام واجتهادات ليحصل التحقق من موافقتها لضوابط الاستنباط.

فما أنتج النظر المطابقة فيه بين المطلوب والواقع كان موقع النظر فيه حكما فى محل القبول، وما لا يكون كذلك لزم عدم اعتباره. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftn4))

وباتضاح ماهية التجديد المنشود وتفصيل القول فى أهميته تتضاءل دواعى الرهبة من الأخطار الموهومة حتى تؤول إلى الفناء ليحل محلها الترقب لتطبيق قواعد هذا التجديد فى الدرس العملى ولتصير منهجًا يتساند إليه المصلحون ويتعاون على تحقيقه فى مصنفات الأصول ومسائله الساعون.

والله من وراء القصد ...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أ. د/ أسامة محمد عبد العظيم حمزة

أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر.

1424هـ - 2004م

[/ URL]([1]) راجع كتاب (نحو منهج جديد فى تخريج الفروع على الأصول) للمؤلف.

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftnref1)([2]) الموافقات (1/ 4).

([3]) راجع كتاب (أسباب الإجمال فى الكتاب والسنة) و (الاشتراك وأثره فى استنباط الإحكام) للمؤلف.

[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=554897#_ftnref3)([4]) راجع كتاب (القصص القرآنى وأثره فى استنباط الأحكام) للمؤلف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير