تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما معنى جملة (الحديث اعم من موضع النزاع) .. ؟؟ الجواب للشيخ محمد المختار الشنقيطي]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:46 م]ـ

الجواب للشيخ محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالحرم النبوي الشريف- حفظه الله

ــــــــــــــــــــــــــــــ

ما معنى قول العلماء-رحمهم الله-: " أن الحديث أعم من موضع النزاع "؟

الجواب:

إذا اُختلف في مسألة فينبغي إذا استدل الشخص بالدليل عليها، أو استدل الخصم بدليل عليها أو استدل المناظر ينبغي أن يكون وجه الدلالة متضمناً حكم المسألة يعني الدليل نفسه حينما تنتزع منه وجه الدلالة يكون ما تضمنه الدليل متفقاً مع المسألة وحينئذٍ إما أن يتفق اتفاقاً تاماً، أو يكون أعم من موضع النزاع، أو يكون أخص من موضع النزاع، أو يكون خارجاً عن موضع النزاع هذه أربعة أحوال للدليل في المسائل الخلافية.

إما أن يكون داخل موضع النزاع يعني تستطيع أن تقول حالتان تنقسم إلى هذه الأقسام إما أن يكون داخل موضع النزاع، أو يكون خارجاً عن موضع النزاع.

فإذا كان داخلاً في موضع النزاع: إما أن يكون عاماً ويندرج موضع النزاع تحته، أو يكون موضع النزاع عاماً وهو جاء لمسألة خاصة من مسائل النزاع.

وأما إذا كان خارجاً عن موضع النزاع فلا إشكال.

يعني مثلاً الآن لو قلنا {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} (1) حل لنا أحله الله-?- لنا لأنهم أهل كتاب وأهل دين سماوي، ولذلك خصهم عن المشركين والوثنيين فقال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} فكأن المعنى الذي من أجله شرع الله-?- أن نأكل ذبائح أهل الكتاب أن يكونوا متقيدين بدينهم لأنه قال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} فهذا يدل على أنهم يذبحون على وفق ما هو معروف عندهم في دينهم، فإذا كانوا لا يلتزمون بذلك فمثلاً يصعقون بالكهرباء فهي إما أن يقتلوا قتل الوقيذ، أو يخنقوا، أو مثلاً يرضون رأس البهيمة ففي هذه الحالة عندنا نصوص شرعية أخرى تدل على أنه لا يحل لنا أكل المنخنقة، ولا الموقوذة ولا المتردية ولا النطيحة ولا الميتة لأنها خرجت عن الذكاة الشرعية الموجودة في طعام أهل الكتاب وطعام المسلمين ولا يعقل أبداً أن تقول: إن مسلماً لو أنه خنق الدابة أو صعقها بالكهرباء لا يجوز أكل ذبيحته والكتابي لأنه طعام الذين أوتوا الكتاب تؤكل ذبيحته ما يمكن هذا! ما يمكن أن يقال إن الذبيحة لو أنها صعقت بالكهرباء صعقها مسلم بإجماع العلماء كلهم على أنه لا يجوز أكلها فإذا جاء كتابي يصعق بالكهرباء أو يخنق أو يقتل قتلاً لا إشكال في أنه قتل ميتة فإننا نقول هذا لأنه طعام الذين أوتوا الكتاب لا يمكن بحال هذا، وهذا تفضيل للكافر على المسلم يعني أبداً لا يتفق مع أصول الشريعة.

فإذا قال قائل: إنه مثلاً عموم {طَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} لو قال قائل في هذه المسألة: أنه لايجوز لنا أن نأكل حتى نعلم أنهم ذبحوا ويُعرف عنهم أنهم يلتزمون بذبح دينهم فحينئذٍ لو وجد منهم من يذبح ملتزماً بدينهم ومن يذبح غير ملتزم بدينهم وجب السؤال والتحري " لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب "، وأجمع العلماء على أنه لو اختلطت ميتة بمذكاة فإنه تحرم المذكاة لأنك ما تستطيع التمييز فيجب عليك السؤال: فلو اختلطت ميتة بمذكاة قالوا: لو اختلطت ميتة بمذكاة وزوجته بأجنبية أو أخته بأجنبية جاء يصافح امرأة وشك هل هي أخته أو أجنبية ولا يمكنه أن يعرف إلاَّ بالسؤال وجب عليه السؤال " لأن مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب "، ففي هذه المسألة وهي مسألة السؤال عن طعام الذين أوتوا الكتاب، لو اختلف فيها عالمان قال عالم: يجب السؤال حتى تعلم ما الذي ذُبح على سنن أهل الكتاب فتأكله لأن الله أحل لك طعامهم، وما الذي لم يذبح على هذه الطريقة فتتركه من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " فيحب عليك السؤال. وقال عالم: لا يجب عليك السؤال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير