عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد؛ فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ) [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=626502#_ftn27)
" والذي عليه سلف الأمة،وجماهير الخلف، أن عدالتهم معلومة بتعديل الله عزوجل إياهم، وثناءه عليهم في كتابه.فهذا معتقدنا فيهم،إلا أن يثبت بطريق قاطع إرتكاب واحد لفسق، مع علمه به. وذلك مما لم يثبت." [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=626502#_ftn28)
حجية قول الصحابي. تحرير محل النزاع:
قبل أن أشرع في الحديث عن مذاهب العلماءفي حجية قول الصحابي، لا بد لي أن أبين أي قول من أقوال الصحابة،هو موضوع خلاف بين أهل العلم،لأن بعض أقوالهم متفق على الأخذ بها عند الجميع.
فأقوال الصحابة على ضروب:
الأول: قول الصحابي في الأمور التي لا مدخل فيها للرأي والاجتهاد.
فإذا قال الصحابي قولا لا مجال لرأي والاجتهاد فيه، فهذا له حكم الرفع في الاستدلال والاحتجاج،"وذلك حملا لقوله في هذا الباب على التوقف والسماع والتنصيص من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يظن بهم المجازفة في القول ولا يجوز أن يحمل قولهم على الكذب فإن طريق الدين من النصوص إنما انتقل إلينا بروايتهم ... " [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=626502#_ftn29)
الثاني: قول الصحابي إذا انتشر بين الصحابة ولم يعرف له مخالف.
إذا قال الصحابي قولا في مسألة معينة، وانتشر هذا القول بين الصحابة الكرام، ولم يعرف له مخالف،فهذايعد من قبيل الإجماع السكوتي وهو حجة.
قال ابن تيمية:" فصل وأما أقوال الصحابة فان انتشرت ولم تنكر فى زمانهم فهي حجة عند جماهير العلماء" [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=626502#_ftn30)
الثالث: قول الصحابي إذا خالف صحابيا آخر.
إذا اختلف الصحابة بين بعضهم البعض،فلم يكن قول الواحد منهم حجة على الآخر، ووجب على المجتهد حينئذ،أن يأخذ من أقوالهم حسب الدليل،وعندئذ يكون الأخذ بالدليل لا بقول الصحابي.
قال ابن تيمية:" وان تنازعوا رد ما تنازعوا فيه الى الله والرسول ولم يكن قول بعضهم حجة مع مخالفة بعضهم له باتفاق العلماء" [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=626502#_ftn31)
الرابع: إذا قال الصحابي قولا ثم ثبت بأنه تراجع عنه فليس بحجة إجماعا.
الخامس: قول الصحابي إذا لم يخالفه صحابي آخر، أولم يشتهر بين الصحابة أو لم يعلم اشتهاره من عدمه،وكان هذاالقول في مسائل للاجتهاد فيها مجال.
والأخير هو محل النزاع والبحث والكلام فيه.
ويتضح من القول الأخير أن له ضوابط هي:
1.أن يكون القول في مسائل فيها مجال للاجتهاد.
2.ألا يخالفه غيره من الصحابة.
3.ألا يشتهر لانه لو اشتهر ولم يُخالف كان اجماعا سكوتيا.
من هو الصحابي الذي يحتج بقوله:
لا بد من تعين المقصود بالصحابي في الأقوال السابقة،هل هو الصحابي الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة بناء على تعريف جمهور المحدثين، أم هو الذي طالت صحبته بناء على تعريف الأصولين.
لا شك أن المقصود بذلك الصحابي هو بناء على ما عرفه أهل الأصول،وهو من لقي النبي صلي الله عليه وسلم،واختص به اختصاص الصاحب بالمصحوب ممتبعا إياه مدة يثبت معها إطلاق صاحب عليه عرفا، مثل الخلفاء الراشدين، والعبادلة،وغيرهم.
والذي يدلك على ذلك،أن الذين قالوا بحجة مذهب الصحابي، كان من استدلالتهم أن الصحابة شاهدوا التنزيل،وحضروا مع النبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا كلامه،وعرفوا مراده من كلامه، وعرفوا طريقته في بيان الأحكام،وأدركوا أسباب نزول الآيات.
ولا شك ان ما سبق لا يتحصل إلا مع طول صحبة،لا من جلسة او ساعة أو نهار، ولا شك أن مثل الاخير، لا يمكن أن يحتج بقوله، ولا يمكن أن يكون عالما يرجع إليه،مع كونه له فضل الصحبة وشرف اللقاء.
أقوال العلماء في حجية مذهب الصحابي:
¥