[علم المقاصد (الحكمه والنشأه والتعريف والمراتب) ..]
ـ[عبدالله المزيد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:14 م]ـ
لما كانت احكام الشريعة الاسلامية منوطة بحكم وعلل راجعة للصلاح العام للمجتمع والافراد وكانت خطابات الشارع الحكيم تحمل في رسالتها الامر بجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها , كان أمر المقاصد الشرعية في غاية الأهمية بالنسبة لحملة العلم الشرعي تعلمآ وعملا , إذ أنها كالبوصلة التي تحدد للمسافر صحة اتجاهه من عدمه بل وتساعد الباحث عن احكام الشريعة في تحديد صحة سيره وسلامة طريقته ومنهجه مع نصوص الشرع في الاستنباط والرد وأثر بالغ على عملية الاجتهاد.
وإذا كان الامر كذلك كما أكده أرباب هذا العلم كان لابد ان يطلع المتفقه على سبيل الالزام على أصول هذا العلم ومابادئه بل وتاريخ نشأته كفن مؤطر مما جائت به الكتابات المعاصرة بعد أن كان مبثوثا في علوم الشريعه وخصوصا علم اصول الفقه وتحديدا في مباحث العله الى أن بدأ يبرز كفن مستقل ذو إطار كلي معروف الحدود على يد الامام الشاطبي بعد استفادته من جهود ائمة أصول الفقه كالجويني والغزالي وابن تيميه وتلميذه والهدف من ذلك حصول التصور الكلي والادراك الشامل لغايات الشرع من قبل المتفقه.
تعريف المقاصد:
لغه/ جمع مقصد وهو التوجه والاعتزام.
الاصطلاح /هي الغايات التي انزلت الشريعه لتحقيقها لمصلحة الخلق في الدارين. كما عرفه الدكتور: عوض القرني.
ومن خلال التعريف وماحواه من تصور كلي لهذا العلم يتبين لنا أهمية هذه الغايات المطلوبة على حياة الناس ومايطرأ عليها من احتياجات وتغيرات وبالتالي اصبح لزاما على من حمل هذا الفقه أن ينال من هذا العلم نصيبا يحمله على تحقيق غايات الشرع.
اما مراتب المقاصد:
فقد اصطلح اهل العلم على تقسيم المقاصد الى ثلاث مراتب وهي الضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينيات وهو اصطلاح قديم متوافق مع تاريخ التشريع وماتضمن من احوال وحالات.
اما مرتبة الضروريات فهي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم تجري الدنيا على استقامه بل على فساد وتهارج وفوت حياة وفي الخرى فوت النجاة والنعيم و الرجوع بالخسران.
وهي أعلى المراتب بل هي الغاية الأولى من نزول التشريع وهي جارية في العبادات والمعاملات والعادات وهي على الترتيب خمس:حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. ولهذه المرتبة مكمل لايعود على أصله بالإبطال ولايعدم الأصل بفوته.
وتليها الحاجيات:وهي المفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلي الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب. كالإجارة وهي جارية على ماتجري عليه الضروريات بل تعتبر هذه المرتبة من مكملات مرتبة الضروريات.
أما الثالثه وهي التحسينيات فهي محاسن العادات ومكارم الاداب بحيث انعدامها لايؤثر لافي الحاجي ولافي الضروري ازالة النجاسات وستر العورات واخذ الزينه والتقرب بنوافل الخيرات من الصدقات وتعتبر من مكملات الحاجيات والضروريات.
يتبع إن شاءالله ..
ـ[إسماعيل حسن]ــــــــ[13 - 02 - 08, 03:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفعنا بما كتبت
ـ[تماضر]ــــــــ[13 - 02 - 08, 07:45 م]ـ
بوركت ..
واصل ... وصلك الله.
ـ[السهيلي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيرا