وقد رواه ابن جرير (11/ 202) من طريق آخر فقال: حدثنا أبو كريب قال: ثنا أحمد بن عبد الرحمن عن عباد بن عباد عن جعفر بن القاسم عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن فغضب غضباً شديداً حتى كأنما صب على وجهه الخل ثم قال صلى الله عليه وسلم: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإنه ما ضل قوم قط إلا أوتوا الجدل ثم تلا: (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) "
هكذا ورد الإسناد ولعله عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة؛ لأن جعفر بن الزبير قد روى عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة رضي الله عنه، ولم أجد ترجمة لجعفر بن القاسم في كتب الرجال.
وجعفر بن الزبير هو الحنفي وقيل الباهلي الدمشقي وهو متروك كما قال أبو حاتم والبخاري وعمرو بن علي ويعقوب بن سفيان والنسائي والدارقطني وأمر أحمد وأبو زرعة أن يضرب على حديثه ونقل ابن الجوزي الإجماع على تركه.
قال ابن حبان في المجروحين (1/ 212): (يروي عن القاسم وغيره أشياء موضوعة وكان ممن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيها بالوضع تركه أحمد ويحيى وروى جعفر عن القاسم عن أبي إمامة نسخة موضوعة).
وقد سرد الطبراني في المعجم الكبير (8/ 241 – 248) مرويات جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة.
والقاسم بن عبد الرحمن تُكلِم فيه ورأى البخاري أن النكارة في روايته خاصة فيمن تكلم فيهم ممن روى عنه كجعفر بن الزبير وبشر بن نمير ففي حديثهم عنه مناكير واضطراب، لكن أحمد رحمه الله عكس الأمر فرأى أن النكارة من القاسم نفسه ولأجل ذلك تركت رواية جعفر بن الزبير.
5 - عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه وفي رواية لمسلم " فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم "
6 - عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: " إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس " رواه البخاري.
7 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " أول ما عهد إلي فيه ربي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر ملاحاة الرجال " أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 250) وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 267) والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 194) وفي شعب الإيمان (6/ 342) وابن أبي الدنيا في الصمت (ص 102) برقم (134) من طريق يحيى المتوكل عن إسماعيل بن رافع عن ابن أم سلمة عن أم سلمة به وهذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: يحيى المتوكل ضعيف ضعفه أحمد وابن المديني وابن معين وابو حاتم وأبو زرعة والنسائي وغيرهم وقال بن عبد البر هو عند جميعهم ضعيف.
الثانية: أن في الإسناد اختلافاً فقد رواه الطبراني في الكبير (23/ 263) من طريق عبد الله بن داود الواسطي ثنا يحيى بن المتوكل عن إسماعيل بن مسلم عن الزهري عن أبي سلمة عن أم سلمة، وهذا الإسناد مع المخالفة فيه إسماعيل بن مسلم ضعيف ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبوحاتم والنسائي والبزار والفلاس وتركه يحيى وابن مهدي، وقال النسائي مرة متروك وذكره ابن عدي والعقيلي والدولابي والساجي وابن الجارود وغيرهم في الضعفاء
وروي نحوه من حديث معاذ عند الطبراني في الكبير (20/ 83) وابن عدي في الكامل (5/ 118) وفيه عمرو بن واقد متروك.
ورواه البيهقي في الشعب (6/ 342) من حديث علي وفيه حفص بن عمر ميمون العدني الملقب بالفرخ وقيل حفص بن عمر بن دينار الأيلي أو الأبلي بالموحدة كما ضبطه الحافظ ابن حجر وكثير من المحدثين جعلهما واحدا، وفرق بينهما ابن أبي حاتم في العلل (3/ 182، 183) وابن عدي في الكامل (2/ 385، 389) وعلى التفريق فحفص بن عمر بن ميمون ضعفه أبو حاتم والنسائي وذكره ابن عدي في الكامل والعقيلي في الضعفاء.
¥