واختلف في صحبة مالك بن أوس ورجح ابن معين والبخاري وأبو حاتم وابن منده وابن حبان وغيرهم أنه ليست له صحبة، ورجح أحمد بن صالح أن له صحبة ثم صحح هذا الحديث، وكذا ذكره ابن خزيمة في الصحابة، وقال ابن الأثير عن هذا الحديث: (هذا وهم والصواب أنس بن مالك) أسد الغابة في ترجمة مالك بن أوس (1/ 954) وينظر الإصابة لابن حجر (5/ 709)
فالحديث لا يثبت للاختلاف في إسناده ولضعف سلمة بن وردان.
4 – ولأن الجدال مظنة الوقوع في الشبه.
5 – ولأن الجدال غالباً يقسي القلب ويورث الضغائن.
6 – ولأن الجدل لا يقصد لذاته وإنما هو وسيلة للوصول على الحق، والقاعدة عند أهل العلم " أن الوسيلة إذا لم يحصل مقصدها سقط اعتبارها " و " وكل تصرف لا يترتب عليه مقصوده لا يشرع " و " كلما سقط اعتبار المقصد سقط اعتبار الوسيلة " وقد قرر هذه القاعدة العز بن عبد السلام والقرافي وغيرهما.
والمقصود: أن المناظرة قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة وقد تكون مباحة وقد تكون مكروهة وقد تكون محرمة بحسب ما يعرض لها:
قال الكرماني الجدال هو الخصام ومنه قبيح وحسن وأحسن فما كان للفرائض فهو أحسن وما كان للمستحبات فهو حسن وما كان لغير ذلك فهو قبيح قال أو هو تابع للطريق فباعتباره يتنوع انواعا وهذا هو الظاهر ............ فتح الباري (13/ 314)
و قال ابن حجر: (ويؤخذ منه الإشارة إلى مراتب الجدال فإذا كان فيما لا بد له منه تعين نصر الحق بالحق فان جاوز الذي ينكر عليه المأمور نسب إلى التقصير وان كان في مباح اكتفى فيه بمجرد الأمر والإشارة إلى ترك الأولى) فتح الباري (13/ 314)
و قال القرطبي في تفسير آية المجادلة: (وتدل على إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة وفي القرآن والسنة من هذا كثير لمن تأمله قال الله تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} إن عندكم من سلطان أي من حجة وقد وصف خصومة إبراهيم عليه السلام قومه ورده عليهم في عبادة الأوثان كما في سورة الأنبياء وغيرها وقال في قصة نوح عليه السلام قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا الآيات إلى قوله وأنا بريء مما تجرمون وكذلك مجادلة موسى مع فرعون إلى غير ذلك من الآي فهو كله تعليم من الله عز وجل السؤال والجواب والمجادلة في الدين لأنه لا يظهر الفرق بين الحق والباطل إلا بظهور حجة الحق ودحض حجة الباطل وجادل رسول الله أهل الكتاب وباهلهم بعد الحجة على ما يأتي بيانه في آل عمران وتحاج آدم وموسى فغلبه آدم بالحجة وتجادل أصحاب رسول الله يوم السقيفة وتدافعوا وتقرروا وتناظروا حتى صدر الحق في أهله وتناظروا بعد مبايعة أبي بكر في أهل الردة إلى غير ذلك مما يكثر إيراده وفي قول الله عز وجل فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم دليل على أن الاحتجاج بالعلم مباح شائع لمن تدبر) الجامع لأحكام القرآن (3/ 271)
و قال في موضع آخر: (والجدل في الدين محمود ولهذا جادل نوح والأنبياء قومهم حتى يظهر الحق فمن قبله أنجح وأفلح ومن رده خاب وخسر وأما الجدال لغير الحق حتى يظهر الباطل في صورة الحق فمذموم وصاحبه في الدارين ملوم) (9/ 27)
وقال ابن تيمية رحمه الله: (الجدال قد يكون واجبا أو مستحبا كما قال تعالى {وجادلهم بالتى هي أحسن} وقد يكون الجدال محرما في الحج وغيره كالجدال بغير علم وكالجدال في الحق بعد ما تبين) مجموع الفتاوى (26/ 107)
وقال النووي رحمه الله في الأذكار (ص 530 – 531) (2/ 896 تحقيق الهلالي): (اعلم أن الجدال قد يكون بحق وقد يكون بباطل قال الله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} وقال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن} وقال الله تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} .. )
انتهى المبحث الرابع وأعتذر للإخوة؛ لأني سأتوقف عن إتمام بقية المباحث حتى ينتهي الإخوة من الامتحانات وذلك لضيق الوقت والله الموفق.
ـ[احمد الفاضل]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد أبا الخيل]ــــــــ[10 - 06 - 07, 05:56 م]ـ
جزاك الله خيراً على ما أفدت وأجدت.
وأقترح لو طبع في كتيب، لكان حسناً.
لأن الفائده منه في الملتقى في نظري محصوره على عدد، وقرآءته كاملا على الجهاز ربما يشق على البعض.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:14 م]ـ
شكر وتسجيل متابعة.
جزاكم الله خيراً, أرجو ألا تطول الغَيبة
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 05:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً على ما أفدت وأجدت.
وأقترح لو طبع في كتيب، لكان حسناً.
لأن الفائده منه في الملتقى في نظري محصوره على عدد، وقرآءته كاملا على الجهاز ربما يشق على البعض.
جزاك الله خيرا وأتفق مع الأخ محمد فلو حاولت نشره.
¥