قال الأستاذ الجديع في كتابه (تيسر أصول الفقه, ص258): (اللفظ المشترك يمتنع أن يراد به جميع معانيه, ويجب أن يراد به معنى واحد من تلك المعاني حيث يُستعمل, ولابد من دليل يدل على تعيينه خارج عن نفس اللفظ, فإن تعذر تعيينُ معناه, فحكمُه التوقف فيه, ويكون عندئذ من قبيل المجمل. هذا مذهب الحنفية والحنابلة). انتهى
قلتُ: وهذا من أَقْبَح تحريفاته الشنيعة لأقوال أهل العلم؛ وذلك حين جَزَمَ الأستاذ الجديع بأن مذهب الحنابلة هو أنه من المُمْتَنِع – أي لا يَصِحّ – أنْ يُراد باللفظ المشترك جميع معانيه , وأن حكمه هو التوقف وعدم العمل به.
وإليكم تصريحات كبار علماء الحنابلة بعكس ما زعمه عنهم الأستاذ الجديع:
1 – قال الإمام أبو الحسن البعلي – المعروف بابن اللحام - في مقدمة كتابه (المختصر في أصول الفقه): (أما بعد , فهذا مختصر فى أصول الفقه على مذهب الإمام الربانى أبى عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل). انتهى
ثم قال: (مسألة: يجوز أن يراد بالمشترك معنياه معا , والحقيقة والمجاز من لفظ واحد , ويُحْمَل عليهما عند القاضى وابن عقيل والحلوانى وغيرهم). انتهى
2 – وقال الإمام برهان الدين ابن مفلح في كتابه (أصول الفقه):
(يجوز أن يراد بالمشترك معنياه معا .. ويُحمل عليهما عند القاضي , وابن عقيل (الحنبلي) , والحلواني (الحنبلي) , وغيرهم, وقاله في " الانتصار " (مرجع حنبلي) .. وهو كثير في كلام القاضي وأصحابه). انتهى
3 – وقال الإمام الإمام علاء الدين المرداوي في كتابه (التحبير شرح التحرير) في أصول الفقه:
(أكثر أصحابنا والأكثر: يصح إطلاق المشترك على معنييه , أو معانيه معا , .. وعليه أكثر أصحابنا, كالقاضي, وأبي الخطاب, وابن عقيل, والحلواني, وغيرهم). انتهى
قلتُ: هل تأكدتم بأنفسكم الآن أن كتاب الأستاذ الجديع كان الصواب أن يسميه: (تحريف علم أصول الفقه)!!
المثال الثاني:
قال الأستاذ الجديع في كتابه (تيسير أصول الفقه) , (ص153): (الإجماع السكوتي .. اختلفوا فيه على ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: ليس بحجة ولا يسمى إجماعا , وهو قول جمهور الشافعية والمالكية وبعض الحنفية والحنابلة ..
المذهب الثاني: حجة قطعية , وهو قول بعض الحنفية والحنابلة ..
المذهب الثالث: حجة ظنية , وهو قول للشافعي وبعض الشافعية والحنفية). انتهى كلام الجديع.
قلتُ: وهذا من أفظع وأقبح تحريفات الجديع , فكلامه ظلمات بعضها فوق بعض , حيث لَمْ يَسْلَم من تحريفاته أحدٌ من مذاهب الأئمة الأربعة!!
أولا: بيان تحريف الجديع لمذهب المالكية:
قال الأستاذ الجديع: (المذهب الأول: ليس بحجة ولا يسمى إجماعا , وهو قول جمهور الشافعية والمالكية). انتهى
فتراه زعم أن جمهور المالكية قالوا: إن السكوتي ليس حجة ولا يُسَمى إجماعا.
وإليكم تصريحات كبار علماء الأصول المالكية بعكس ما زعمه عنهم الجديع:
1 – قال الإمام أبو الوليد الباجي في كتابه (الإشارة في أصول الفقه):
(إذا قال الصحابي قولا وحَكَمَ بَحُكْم فظهر ذلك وانتشر ... فإنه إجماع وحجة قاطعة وبه قال جمهور أصحابنا). انتهى
2 – وقال الإمام أبو عمرو ابن الحاجب في مختصره في أصول الفقه:
(إذا أفتى واحد وعَرَفوا به ولم ينكر أحد ... فإجماع أو حجة). انتهى
3 - بل إن علماء المذاهب الأخرى أيضا يعلمون أن مذهب المالكية هو إنه إجماع وحجة , فهذا هو شيخ الإسلام: الإمام ابن تيمية – الخبير بمذاهب أهل العلم – يقول: (إذا قال بعض الصحابة قولا وانتشر في الباقين وسكتوا , فهو إجماع يجب العمل به عندنا , ... وهو قول المالكية). انتهى
4 – وهذا الإمام الزركشي: من كبار علماء الأصول الشافعية , يقول في كتابه (البحر المحيط) في أصول الفقه – عن حجية الإجماع السكوتي -:
(وَالثَّانِي: أَنَّهُ إجْمَاعٌ وَحُجَّةٌ .. , وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ – المالكي -: هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ مَذْهَبُ أَصْحَابِنَا). انتهى
ثانيا: بيان تحريف الجديع لمذهب الحنابلة:
قال الأستاذ الجديع: (المذهب الأول: ليس بحجة ولا يسمى إجماعا , وهو قول جمهور الشافعية والمالكية وبعض الحنفية والحنابلة). انتهى
قلتُ: فقد زعم الأستاذ الجديع أن بعض الحنابلة قالوا أن السكوتي ليس إجماعا ولا حجة.
وإليكم تصريحات كبار علماء الحنابلة بعكس ما زعمه الجديع:
¥