[سؤال في مسلك السبر والتقسيم]
ـ[تلميذة الملتقى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:31 م]ـ
هل اختلاف العلماء في قبول هذا المسلك أم أن اختلافهم كان فيماإذا كان السبر ظنياً؟؛ لأن إمام الحرمين-رحمه الله- لم يقبل هذا المسلك إلا بشرط الإجماع على تعليل الحكم، وكان ذلك واضحاً في رده على القاضي أبو بكر الباقلاني في كتابه" البرهان"، وهل الإمام الغزالي في " المنخول" كان تابعاً لشيخه فيه؟ أريد توضيحاً شافياً لهذه المسألة؛ لأنها استشكلت عليَّ خاصةً في الأقوال. نفعنا الله بعلمكم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخت متخصصة بارك الله فيك.
باختصار أقول السبر والتقسيم فيه مسائل:
المسألة الأولى: السبر والتقسيم نوعان:
أ - حاصر وهو الدائر بين النفي والإثبات كهذا واجب أو لا جائز أو لا.
ب - غير حاصر وهو المنتشر وهو ان يكون للحكم أوصاف كثيرة يظن انها كونها علة لكنها لا تتردد بين النفي والإثبات مثل علة تحريم التفاضل في المطعومات المذكورة في الحديث.
المسألة الثانية: السبر والتقسيم يفيد القطع إذا كان حصر الأوصاف قطعيا وينبي هذا على أمرين:
1 - أن يكون التقسيم حاصرا وهو الذي يدور بين النفي والإثبات.
2 - أن يدل الدليل القطعي على إلغاء ما عدا الوصف المذكور.
المسألة الثالثة: السبر والتقسيم الحاصر المذكور الذي يفيد القطع حجة في العقليات والشرعيات بلا خلاف.
المسألة الرابعة: ما سوى ما سبق يكون السبر والتقسيم ظنيا كأن يكون التقسيم غير حاصر أو دليل الإلغاء ظني أو يجتمعان.
المسألة الخامسة: هذا القسم ظني كما سبق ويتعلق به أمران:
1 - حجيته في المناظرة أي بالنسبة للمتناظرين.
2 - حجيته في الفتوى (أي بالنسبة للناظر وهو المفتي)
أما المسألة الأولى وهي حجيته عند المتناظرين فهي التي تكلم فيها الجويني فقال: (لو ثبت اتفاق القايسين على كون حكم في أصل معللا ثم اتجه للسابر إبطال كل معنى سوى ما راه وارتضاه فلا يمتنع والحال هذه أن يكون السبر مفيدا غلبة الظن في انتهاض ما لم يبطل علماً.
ومستند ثبوته في التحقيق الاجماع على أصل التعليل ولكن ثبت الإجمع على الأصل مبهما وأفضى السبر إلى التعيين فحصل منه ومن الإجماع ما أراده المعلل.
فإن قدر مقدر إبطال ما أبقاه السابر وقد استتب له مسلك الإبطال فيما سواه كان مقدرا محالا مؤديا إلى نسبة أهل الإجماع إلى الخلف والباطل) البرهان (2/ 536)
وعند أكثر الأصوليين يكون حجة مطلقا.
وعند بعضهم حجة للمستدل دون المعترض.
وأما حجيته في الفتوى أي عند الناظر فهو حجة عند الكثر من المالكية والشافعية والحنابلة والجصاص والمرغيناني من الحنفية.
وعند حمهور الحنفية ليس بحجة مطلقا.
أما الغزالي في المنخول (ص 350 - 351) فإنه ذكر أنه حجة في الشرعيات ولم يفرق بين المناظرة والفتوى و ينبغي أن يعلم أن المنخول متقدم وغالب أقوال الغزالي فيه توافق أقوال شيخه الجويني كعادة الطلاب في بداية طلبهم ثم يستقلوا بآرائهم.
وأما في المستصفى ففصل في حق المناظر فقال (2/ 296): (الثاني أن يكون سبره حاصرا فيحصر جميع ما يمكن أن يكون علة أما بأن يوافقه الخصم على أن الممكنات ما ذكره وذلك ظاهر أو لا يسلم فإن كان يسلم فإن كان مجتهدا فعليه سبر بقدر إمكانه حتى يعجز عن إيراد غيره وإن كان مناظرا فيكفيه أن يقول هذا منتهى قدرتي في السبر فإن شاركتني في الجهل بغيره لزمك مالزمني وإن أطلعت على علة أخرى فيلزمك التنبيه عليها حتى أنظر في صحتها أو فسادها
فإن قال لا يلزمني ولا أظهر العلة وإن كنت أعرفها فهذا عناد محرم وصاحبه إما كاذب وإما فاسق بكتمان حكم مست الحاجة إلى إظهار ومثل هذا الجدل حرام وليس من الدين ثم إفساد سائر العلل تارة يكون ببيان سقوط أثرها في الحكم بأن يظهر بقاء الحكم مع انتفائها أو بانتقاضها بأن يظهر انتفاء الحكم مع وجودها)
ـ[تلميذة الملتقى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:32 م]ـ
بارك الله لك في علمك، ما شاء الله إجابة شافية وافية، جزاك الله خيراً.
ـ[ابو عبدالمحسن]ــــــــ[14 - 07 - 07, 12:13 ص]ـ
إذا كان الموضوع مهماً بالنسبة لك أرسلت لك على بريدك بحثاً محكماً كنت قد أعددته في الموضوع واعتذر عن نشره لعامة المطلعين لأنني بصدد إعداده للنشر وعندها سيكون في متناول الجميع0
وأشكر الشيخ أبا حازم على ما أفاد به وما ذكره يعتبر كافياً إذا كان الموضوع لمجرد السؤال الذي عنونتي به للموضوع0
ـ[تلميذة الملتقى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيراً، فإذا أردت أن تبعث هذا الموضوع فليكن؛ لزيادة العلم به. وأشكر مرةً أخرى الشيخ أبا حازم على ما أفاد. نفعنا الله بعلمكم
ـ[العسكري]ــــــــ[15 - 07 - 07, 08:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب قوله عليه السلام
"على رسلكما"
اللهم استر على نساء المسلمين واكسهن بحلل الإيمان والعفاف يارب العالمين
والله إن الأمر ليحزنني كثيرا أن أرى النساء في المنتديات يزاحمن الرجال
خاصة في منتديات خير مثل هذا المنتدى
اللهم برحمتك اجعل للمؤمنات فرجا ومخرجا من القيد والحبس الذي هن فيه يارب العالمين
¥