تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 10 - 07, 04:36 ص]ـ

أخي الحارث المصري:

أرجو أن تكون قد تأملت المسألة جيدا ... واخترت الجواب الصحيح ...

الآن ننتقل إلى تمرين أصعب وأخطر .. وأرجو الانتباه/

"يد الله فوق أيديهم"

أريد أن أعرف بتفصيل ماذا حدث في ذهنك وأنت تقرأ"يد الله"؟

-إن تصورت الله-سبحانه وتعالى- جسما ما ولا بد أن تتصوره كذلك لأنك بعد حين ستركب له يدا بشرية ولا بد للخيال من أن يجسم الصورة كلها الذات واليد معا.

-وإن تصورت إنسانا من الناس ونظرت إلى يده بلحمها وأعصابها وبشرتها وأظفارها ..

-وإن عمل خيالك على انتزاع تلك اليد وحدها بعمل "كالقص"

- وإن عدت إلى صورتك عن الله وعملت "اللصق"لليد.

-وإن أصابك الرعب مما أنت فيه ومما أنت تتخيله وخفت على نفسك من الجنون أو الكفر ..

-وإن أرعبتك الآية وقلت يستحيل أن يكون ما تخيلت حقيقة ..

إن وقع كل هذا فالمجاز موجود وابن تيمية مجسم.

وإن قرأت

"يد الله فوق أيديهم"

فلم تتخيل ولم تتصور ولم تقص ولم تلصق وفهمت أن الله الذي لا تستطيع تصوره له يد لا تستطيع أن تتصورها ويتصف بها بما لا تتصوره ..

فاعلم أن المجاز غير موجود ...

وأن الأشاعرة والمعتزلة .. قد أصيبوا في فطرهم وعقولهم –بسبب لعنة المنطق-وبأنهم يتخيلون ويقصون ويلصقون ويخافون ويؤولون ويعطلون ...

فهل أنت من هؤلاء؟ أسأل الله أن يحفظ عقلك وفطرتك!

ـ[الحارث المصري]ــــــــ[25 - 10 - 07, 02:57 م]ـ

الحمد لله

أستاذي الكريم / أبا عبد المعز

كنت أنتظر منك إجابة أيسر وأسهل هضما مما أجبتني به، ولكنك لم تجبني على ما سألت وألقيت الكرة عندي، وسألتني عما دار في ذهني وأنا أعبر عن السماحة وعدم الغضب باتساع الصدر، فلا شك أنني كتبته كتعبير شائع دون تعمد للمجاز وذلك خلاف قولي: "أسهل هضما" وقولي: "ألقيت بالكرة عندي" فربما فيها تعمد، ولكنها تعبر عما أريده أدق وأسهل وأوجز من الكلام الصريح، أقول إنني كتبته كتعبير معروف، ولكن لم أتخيل الصورة التي رسمتَها، ولكن هذا لا يعني أنني لم أتخيل أو أتصور شيئا، بل حين أكتب كلمة صدر يرتسم صدر إنسان أمامي، وحيث إنه موصوف بالاتساع فهو هادئ غير مضطرب اضطراب الصدر الذي ضاق بحديث لا يعجبه، أما أن أكتب كأنني حاسوب ولا تأتي في مخيلتي صور وأشكال فهذا لا يحدث غالبا، بل إن كتبت اسم صديق أو زميل سترتسم صورته أمامي.

ولكن الصور ليست بالضرورة مطابقة لحرفية اللفظ، فلو قرأت كلمة "يأكل مال اليتيم" سترتسم أمامي صورة رجل يأكل طعاما ينزل كالنار في بطنه، وليس بالضرورة أن أتصور رجلا يأكل ريالات أو دنانير، فبرغم أن معنى المال أشمل وأعم من النقود، ولكن يغلب استعمال تلك الكلمة للتعبير عن النقود، ولكن حين يكون التعبير مألوفا قد أنسى حرفية اللفظ ولا أدقق فيه.

ثم نأتي إلى قول الله تعالى: "يد الله فوق أيديهم"، ولست أدري لم اخترت هذا المثال؟ فأنا لا أرى فيه أي مجاز أصلا، ولا أدري على أي شيء تنازعني فيه، ولم انتقلت إلى الحديث عن وجود المجاز من عدمه في القرآن قبل أن نحسم الحديث عن وجوده في اللغة.

أقول هذا المثال لا أرى فيه مجازا بل أراه كما هو بنصه، ولا أرى أن معناه الثواب أو القوة أو النصرة، بل أراه تفسيرا لما قبله "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله"، فيد الله فوق أيديهم وهم يبايعون وهو سبحانه على عرشه فوق سبع سموات.

والسؤال: هل أتصور شيئا، والجواب: ربما، فأنا بشر ولكن ليس بالصورة السيئة التي رسمتَها، وإذا حدث أدفع هذا التصور باستحضار أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وأنه لا تبلغه الأفهام، وأن أي شيء أتصوره فالله أعظم وأجل.

أنتظر تعليقك وأجابتك عما سألت عنه في المشاركة السابقة وأعتذر لتأخري في الرد.

ـ[الحارث المصري]ــــــــ[25 - 10 - 07, 03:38 م]ـ

أستاذي

لقد أدخلت تعبيرين في كلامي أرى أنهما من المجاز، ونسيت أن أسألك عنهما.

لا شك أنك فهمت مقصدي من قولي عن الإجابة: "أسهل هضما"، فهل ترى فيها مجازا وهل ترى أنني استخدمت ما يوصف به الطعام المأكول وصفا لللإجابة المرتقبة، فهو وصف مستعار لا أصلي، بل وفيه تشبيه للطعام الذي يغذي الجسم ويفيده بالإجابة التي تفيد العقل، وأنني شبهت ما تفعله المعدة من هضم الطعام بما يفعله العقل من تدوير للإجابة ودرسها وفهمها؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير