تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا مقبول في كلام العرب برغم ما فيه من مبالغة قد تخرجه عن دائرة الصدق والحق.

فهل يجوز مثل هذا في كلام الله سبحانه؟ أنا لا أظن ذلك، فما قولك أنت؟

قلت: عن قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم"

-ففيه استعارة تخييلية عند بعضهم.

-أو مجاز عقلي عند بعضهم.

-أو استعارة تصريحية تخريجا على قواعدهم.

-أو كناية مركبة عن مجازعند بعضهم ..

وأقول: هذا بسبب إنكارهم لصفة اليد، فإما أن يكذبوا القرآن فيشهدوا على أنفسهم بالكفر، وإما أن يدّعوا أن ظاهره غير مراد بمثل هذه الأقوال.

فأساس المشكلة عندهم ليس إثبات المجاز بل إنكار الصفات

قلت: (قولك: ولكن الصور ليست بالضرورة مطابقة لحرفية اللفظ، ..

قول جميل جدا .. جدا.

وهو عند التأمل يقطع طريق المجازيين)

وأقول: أنا قلت ذلك من باب الأمانة عند سؤالك عما دار في ذهني فأجبت ثم استطردت إلى غيره، مع علمي بأن فيه تأييدا لكلامك، فأنا لم أشكل لنفسي مذهبا وأريد أن أدافع عنه بشتى السبل، بمعنى أنني لم أضع النتيجة بداية ثم أريد أن أثبتها.

بل أنا أريد أن أصل إلى الحق، ولكي أصل إلى الحق يجب ألا أهمل أو أغفل أيا من المعطيات.

والمعطيات هي استقراء الآيات والأحاديث ولغة العرب.

والمذهب الصحيح هو المذهب الخالي من التناقض، فالله سبحانه وتعالى يقول "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"، فهذه الآية عندي من ركائز الإيمان، وهذا المقياس أطبقه على كل شيء لأعرف إن كان حقا أو باطلا.

قلت: (والرأي الذي أتبناه -شخصيا-هو نقض الإجراء في الاستعارة وليس تخطئة استعمال التعبير"الاستعاري" ... لذلك فكل ما ذكرته من أمثلة وآلاف مما يمكن ذكره هو خارج محل النزاع ... )

وأقول: أريد مزيدا من التوضيح، وهل لشيخ الإسلام كلام مفصل في هذا الأمر؟

وأخيرا أقول:

ربما كان يحسن أن أذكر في البداية معتقدي في آيات الصفات وهو إمرارها على ظاهرها بغير تشبيه ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل، ونفس الأمر بالنسبة للأحاديث الصحيحة.

ولكن ماذا لو كانت هناك قرينة على أن الظاهر غير مراد؟

هل الله سبحانه وتعالى يمرض أو يأكل أو يشرب؟، بالقطع لا، تعالى الله عن ذلك وتنزه.

فكيف تقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره:

(حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي.

قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟.

قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟

يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي.

قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟.

قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَو أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟

يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي.

قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟.

قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَو سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".)

ـ[الحارث المصري]ــــــــ[31 - 10 - 07, 01:44 م]ـ

الأستاذ / أبو عبد المعز

الآن وبعد مرور ستة أيام على آخر مشاركة لي في الموضوع، ترقبت فيها ردك كل يوم، أسألك سؤالا:

هل تنوي أن تردّ؟

ـ[الحارث المصري]ــــــــ[09 - 11 - 07, 09:39 م]ـ

يؤسفني أن أقول إنه ليس من آداب المحاورة أن ينقطع صاحب الموضوع عن الرد دون سبب معلوم، ولو كان منقطعا عن المنتدى خلال تلك الفترة لالتمسنا له عذرا بالانشغال أو نحوه، أما أن ينقطع عن الرد خمسة عشر يوما حرر خلالها خمس عشرة مشاركة في المنتدى فقد سقط عذر الانشغال.

وما عدت أنشد منه ردا، ولذا كتبت كلامي هذا بصيغة الغائب حتى لا أتأذي مرة ثانية بعدم رده كما تأذيت من قبل.

وقد كانت ردوده السابقة تعقب ردي بأقل من يوم بل وأقل من ساعة، فما الذي استجد في ردي الأخير؟

هل أسأت إليه؟

ولو كنت أسأت إليه، فهل أنا أدنى من أن يُعتب عليّ؟

هل ظهر له أنني أجهل من أن يرد عليّ؟

هل عنده عصبية مهنية جعلته يكره أن يحاور مهندسا؟

هذا بالنظر إلى وضعه الأطباء والمهندسين في أسفل درك في موضوعه الموسوم (هموم التفسير: من قطرة "الدكاترة" إلى ميزاب "المهندسين) فظلمهم ونسب إليهم كل الشرور حتى أقوال الروافض نسبها إلى المهندسين!

فمع عدم الرد لا يسعنا إلا الظن، وإذا كان بعض الظن إثم، فلعل بعضه ليس بإثم وهو ما لم نجزم به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير