تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 02 - 08, 06:42 م]ـ

وسؤالي:

((الظاهر عند من؟ عند العرب الخلص؟ أم عند كل أحد على السواء؟)

هو نفسه سؤال شيخ الإسلام، القائل في كتاب "الإيمان" عن قضية التبادر بالحرف الواحد:

((و أيضا، فأى ذهن؟ فان العربى الذى يفهم كلام العرب يسبق إلى ذهنه من اللفظ ما لا يسبق الى ذهن النبطى الذى صار يستعمل الألفاظ فى غير معانيها!))

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 02 - 08, 11:47 م]ـ

وأنا أقترح أن تبين لي قولك في الحديث الذي نقلته سابقا

الذي رواه مسلم وغيره:

(حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟.

قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟

يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي.

قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟.

قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَو أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟

يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟.

قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَو سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".)

هذا الحديث لا يحتاج إلى تأويل و أمثال ذلك. فإن نفس ألفاظ الحديث صريحة في أن الله تعالى لم يمرض ولم يجع، و إنما يمرض ويجوع عبده المؤمن. فجعل جوعه جوعه ومرضه مرضه، مفسرا ذلك بـ " أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، ولو عدته لوجدتني عنده ". فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج إلى تأويل ولا مجاز ولا صرف عن الظاهر ولا يحزنون!

وإذا تدبرت هذا الحديث، وجدته قد بين المراد وأزال الشبهة. فمثل هذا لا يقال: " ظاهره أن الله يمرض فيحتاج إلى تأويل "، لأن اللفظ إذا قرن به ما يبين معناه، كان ذلك هو ظاهره. وقد قرن في الحديث بيانه وفسر معناه فلم يبقى في ظاهره ما يدل على باطل، ولا يحتاج إلى معارضة بعقل ولا تأويل يصرف فيه ظاهره إلى باطن لا دليل عليه.

فلا يجوز لعاقل أن يقول: إن دلالة هذا الحديث مخالفة لعقل ولا لنقل، إلا من يظن أنه قد دل علي جواز المرض والجوع علي الخالق سبحانه وتعالي ـ ومن قال هذا فقد كذب علي الحديث. ومن قال إن هذا ظاهر الحديث أو مدلوله أو مفهومه، فقد كذب. وإذا كان في كلام الله ورسوله كلام مجمل أو ظاهر قد فسر معناه وبينه كلام آخر متصل به أو منفصل عنه، لم يكن في هذا خروج عن كلام الله ورسوله ولا عيب في ذلك ولا نقص. وأما أن يقال كما قال المتنطعون: " إن في كلام الله ورسوله ما ظاهره كفر وإلحاد من غير بيان من الله ورسوله لما يزيل الفساد ويبين المراد "، فهذا هو الذي تقوله أعداء الرسل الذين كفروا من المشركين وأهل الكتاب، وهو الذي لا يوجد في كلام الشارع أبدا، ولله الحمد.

ثم إن هذا الحديث ليس فيه فعلٌ للعبد بقصده ابتداءً، وإنما فيه جوعه ومرضه وعطشه الاضطراري الذي أدي به إلى الحاجة إلى العيادة والإطعام والإسقاء. وأيضا فالخبر مقيد، لم يطلق الخطاب إطلاقا. وإنما بين أن عبده هو الذي مرض وهو الذي جاع. وقال: (لو أطعمته لوجدت ذلك عندي)، ولم يقل: " لوجدتني أكلته ". وقال: (لو عدته لوجدتني عنده)، ولم يقل: " لوجدتني إياه ". والحديث خطاب مفسر مبين أن الرب عز وجل ليس هو العبد، ولا صفته صفته، ولا فعله فعله. أكثر ما فيه: استعمال لفظ المرض والاستطعام والاستيقاء مقيدا مبينا للمراد، فلم يبق فيه إشكال بوجه من الوجوه، وقد تمت كلمات الله صدقا وعدلا. وأيضا فقد علم المخاطب أن الرب تعالى لا يجوع ولا يمرض، ومعلوم لدى كل عاقل أن وصفه بالجوع والمرض أبعد من وصفه بالمشي بين الناس والاختلاط بهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير