تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأقول لك: كيف ذلك وقد بين آخر الحديث أن ظاهر أوله غير مراد؟

تقول: (وإذا تدبرت هذا الحديث، وجدته قد بين المراد وأزال الشبهة. فمثل هذا لا يقال: " ظاهره أن الله يمرض فيحتاج إلى تأويل ")

أقول: لم أقل إن هذا ظاهر الحديث، بل ظاهر الكلام قبل السكت وقبل رد العبد.

تقول: (لأن اللفظ إذا قرن به ما يبين معناه، كان ذلك هو ظاهره)

أقول: هذا إذا كانت القرينة ضمن السياق الذي يحسن الوقوف عنده.

قلت: (وقد قرن في الحديث بيانه وفسر معناه فلم يبقى في ظاهره ما يدل على باطل، ولا يحتاج إلى معارضة بعقل ولا تأويل يصرف فيه ظاهره إلى باطن لا دليل عليه)

أقول بل العبد الذي سمع الكلام قد أعمل عقله فيه وعلم أن ظاهره غير مراد لأن الله لا يمرض، وهو مع علمه بذلك يعلم أن مراد الله شيئ آخر كان مجهولا له حتى سأل وأجيب

فرد العبد بقوله: (يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟)

يبين أنه علم أن الظاهر غير مراد لتناقضه مع ما يعلمه من صفات الكمال لله سبحانه،

والعيادة هي زيارة المريض، فقوله "كيف أعودك"، معناها كيف تمرض فأزورك زيارة المريض،

وقوله (وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟) فيه الواو واو الحال، أي والحال أنك منزَّهٌ عن ذلك لأنك رب العالمين المتصف بصفات الكمال.

قلت: (فلا يجوز لعاقل أن يقول: إن دلالة هذا الحديث مخالفة لعقل ولا لنقل، إلا من يظن أنه قد دل علي جواز المرض والجوع علي الخالق سبحانه وتعالي ـ ومن قال هذا فقد كذب علي الحديث)

وأقول لك؟ هذا من حشو الكلام، فلم يقل بذلك أحد لا من أهل السنة ولا من أهل البدع.

وأرجو أن تكون هادفا في ردودك فلا تتتكلف نفي شيء ليس له قائل.

قلت: (وإذا كان في كلام الله ورسوله كلام مجمل أو ظاهر قد فسر معناه وبينه كلام آخر متصل به أو منفصل عنه، لم يكن في هذا خروج عن كلام الله ورسوله ولا عيب في ذلك ولا نقص)

ماذا تقصد بكلمة "ظاهر" في عبارتك السابقة؟

هل هو ظاهر ومعناه موافق لظاهره؟

فلم افتقر إلى كلام آخر يبين معناه؟

ثم باقي كلامك عن الحديث قد خلا من الفائدة فأنت تنفي مالم يقله أحد وتشرح معنى الحديث والحديث شارح لنفسه لا يحتاج إلى بيان.

والذي في الحديث قال: "لوجدتني عنده"، ولم يقل: "لوجدتني إياه". وهو " عنده " أي " في قلبه "، والذي في قلبه المثال العلمي. وقال: " فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي "، ولم يقل: لوجدتني قد أكلته.

قلت: (فإذا قال القائل: " أنت والله في قلبي " أو: " في سويداء قلبي "، أو قال له: " والله ما زلت في قلبي " أو: " ما زلت في عيني " ونحو ذلك، علم جميع العقلاء أنه لم يرد ذاته.)

أقول: أنت تنفي أن ما في الحديث مجاز لمشابهته لما ذكرت من كلام الناس.

ولا ينكر عليك أحدٌ هذه المشابهة، ولكنك لم تثبت شيئا ولم تنفِ شيئا، لأن الأمثلة التي ذكرتها كلها مجاز، وكل ما يقال عن الحديث يقال عنها، فكان عليك أولا أن تثبت أن هذه الأمثلة ليست من المجاز، ليستقيم لك الاحتجاج بها.

ولكننا نستفيد منها شيئا واحدا وهو الله سبحانه أنزل القرآن بلسان عربي مبين، بواسطة رسول يتكلم بلسان العرب، على قوم هذه لغتهم فيفهمونها.

فهذا التشابه ليس دليلا لك وليس دليلا للقائلين بالمجاز.

وأكتفي بهذا وأذكرك بالتركيز في الرد وعدم فتح تفرعات جديدة دون أن نصل إلى نقط اتفاق.

وأن توضح ردك فيما يخص الآية الكريمة من سورة "ق"

وفيما يخص الأسئلة التي أعقبت بها الحديث القدسي.

وتقبل تحياتي.

ـ[الحارث المصري]ــــــــ[22 - 02 - 08, 05:11 م]ـ

أخي الكريم

نقلي لكلامك عن طريق النسخ واللصق قد أتي به مكبرا، وربما ما تخلله من كلامي أيضا

وتعذر عليّ تتبع الكلام لإلغاء أوامر التكبير منه

وأرجو أن تكتفي بالتلوين فيما يأتي دون التكبير

ـ[الحارث المصري]ــــــــ[28 - 02 - 08, 03:47 م]ـ

أعيد نسخ المشاركة قبل السابقة بخط أصغر لتكون أكثر راحة للنظر:

أما تعليقك على الحديث أخي الكريم فمن أعجب العجاب

وأرجو أن تعلم أن الخط الافتراضي للمنتدى كبير بما يكفي، فلا يحتاج إلى مزيد من التكبير،

إلا إذا فهمنا التكبير على أنه شخط ورفع للصوت.

ثم نأتي إلى صلب الموضوع فأقول إنك لم ترد على أسئلتي التي أعقبت نقلي للحديث،

ولو كنت رددت عليها لتجنبت كثرة الكلام فيما لا طائل من وراءه،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير