تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن فهمنا النصوص بهذه الاصول المتفق عليها لايعني أننا سننتهي إلى حد نتفق فيه في الفهم.

فلو اختلفنا في فهم قوله تعالى: ((وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا))

فالعلماء اتفقوا على أن اللغة أصل في فهم القرآن ومع ذلك حينما رجعوا لها اختلفوا فقال قوم المعصرات

هي الرياح لأنها تعصر السحب. وقال قوم بل المراد السحب لأن المرأة إذا قرب أوان حيضها تسمى

مُعصر وكذلك السحب إذا دنا وقت إمطارها سميت معصر.

فتلاحظ أن الاصل الذي اتفقوا فيه لم يوصلهم إلى حد يجعلهم يتفقون.

ولو كانت الاصول المتفق عليها تؤدي إلى اتفاق الافهام لما حصل هناك خلاف في كثير من المسائل.

وإن كان هذا الحال في الاصول المتفق عليها فكيف بما اختلف في كونه أصلأ ولم يجمعوا على أصليته بل حتى

القائلين بأصليته لم يستطعيوا الاتيان بدليل صريح واضح على ذلك بل تكلفوا بالاستدلال حتى أنهم قرروا

حجيته قبل معرفة دليله.

أوهن به من أصل.

وحتى لو سلمنا بحجية الاجماع , فإن لم نكن مختلفين في ضابطه وأيِّ أنواعه حجة فلن يكون فيصلاً بيننا

لأننا سنختلف بعد ذلك في كون هذا الاجماع الذي اتفقنا على حجيته معقودا أو لا.

فكم من إجماع مدَّعى وجدنا أنه لم يصح بل وخالف فيه كبار الأئمة من السلف والخلف.

وكذلك هناك نصوص كثيرة اختلف الناس فيها ولم يجدوا لها فاصل , فهذه نصوص الصفات اختلفوا فيها العلماء

ولم يجدوا فيها الاجماع الذي هو الأصل المتفق عليه كما ذكرت فضلاً عن أن يفصل بينهم.

ولما اختلفت الافهام في فهم نصوص الكتاب والسنة وعلم العلماء أنه ليس هناك حداً فاصلاً بينهم في الخلاف قالوا

((لا إنكار في مسائل الاجتهاد)) ,لأنهم علموا أنه ليس هناك أصلاً تتفق عليه افهام العلماء فقالوا بهذه القاعدة

حتى لا يحرجوا على مقلِديهم فتختلف الناس.

وأما قاعدة ((لا إنكار في مسائل الخلاف)) فهي قاعدة خاطئة كما قاله ابن تيمية وابن القيم وكثير من المحققين.

ولو صحت لما جاز لي أن أنكر على من قال بخلق القرآن. وهذا ظاهر البطلان.

وأنا أطلب منك مسألة كان الاجماع فيها فيصلاً بين العلماء؟؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:42 م]ـ

في الحقيقة يا أخي ليس عندي وقت للتعليق على كل كلامك، لأنه يحتاج إلى تعليق كثير، ولعلي أعود للتعليق فيما بعد، ولكن أعلق على كلمة واحدة وهي قولك:

وأما قاعدة ((لا إنكار في مسائل الخلاف)) فهي قاعدة خاطئة كما قاله ابن تيمية وابن القيم وكثير من المحققين.

ولو صحت لما جاز لي أن أنكر على من قال بخلق القرآن. وهذا ظاهر البطلان.

أولا: أنت تقرر أن هذه قاعدة خاطئة، وأنا قد أوافقك على أنها خاطئة، ولكنك لم تأت بدليل على خطئها من الكتاب والسنة كما تزعم.

ثانيا: كيف عرفت أن هذا ظاهر البطلان؟

ثالثا: هل المقصود بـ (مسائل الخلاف) في هذه القاعدة هو كل مسائل الخلاف في الوجود؟ حتى الخلاف بين الكفرة والمسلمين؟

رابعا: هل العلماء الذين قالوا بهذه القاعدة كانوا يتركون الإنكار على من قال بخلق القرآن؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:17 م]ـ

للتذكير فقط يا أخي الكريم:

كل الفرق والطوائف تزعم أنها تأخذ بالكتاب والسنة واللغة، سواء أكانت من الفرق السنية كالمذاهب الأربعة، أم كانت من الفرق الضالة كالرافضة والباطنية والفلاسفة وغيرهم.

فإذا لم نقيد كلامنا بقولنا (الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح) لكان الكلام باطلا.

و (فهم السلف الصالح) هذا هو الإجماع الذي نقصد الاحتجاج به، وليس هو المذكور في كلام الأصوليين؛ لأنه لا يخفى عليك أن أكثر الأصوليين وضعوا قواعدهم بناء على طريقة المتكلمين العقلية.

فإذا اتفق السلف فالأخذ باتفاقهم لازم، وإن اختلفوا فعدم الخروج عن أقوالهم متحتم، فهذا هو المقصود.

ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 02:46 م]ـ

توضيح:

أخي الكريم مهند المعتبي, عفا الله عنك , وأما قولك: ((من آفات المبتدئين في التأصيل الأصولي البَدء بإرشاد الفحول، فالكتاب على (قيمته العلمية) لا يصلح للمبتدئين!)).

فكيف عرفت أنني مبتدئ؟!!!

بل أنا أدنى من ذلك بكثير , وهذا لا يعني أنني لا أفقه الاصول, فأنا_ ولله الحمد والمنة _ تعلمت الأصول وغيرها من العلوم على أيدي علماء معتبرين , ولم يكن إرشاد الفحول أول كتاب قرأته في الاصول.

ثم إن ضابط المبتدئ والمتوسط والمنتهي يختلف من شخص إلى آخر , فأنا مثلاً وإن كنت في أدنى درجات الطلب إلا أنني أرى أنه مناسب لي جداً , بل أنا أدرس على مشايخي ماهو أكبر وأبحر منه.

فأنا أعجب منك كيف عرفت مستواي في الطلب

وأرجوا منكم اتساع صدركم لهذا.

أخي الفاضل الخزرجي:

السلام عليكم ...

ألزمتني بلوازم لم ألتزم بها ..

بل ليست ظاهرةً من كلامي ..

فأنا لا أقصد أنك مبتدئ،، بل يظهر لي أنك من طلاب العلم المتقدمين،،

لكن لما نصحتَ القارئ بقراءة كتاب الشوكاني ـ وتعلم أن القراء بالآلاف ـ قلتُ: إنه لا يصلح للمبتدئين ..

فأعتذر إليك إن كنتُ أسأت في حقك، أو لم أوفق لعبارة تناسب مقامك ..

وأنا أُشهد الله أني محب لكل طالب علم ينشد الحقَّ، والحق يريد ..

والحمد لله صدري متسع لاختلاف الآراء ..

وفقك الله أخي الفاضل، وزادني وإياك من العلم النافع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير