تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم تُجب عن سؤالي ألبتة!

سألتُك: لكن هل هو للإجماع أو لاجتهادك ـ ومنه فهمك للنصوص ـ؟

فإن قلتَ: للإجماع، قلتُ: {ألا في الفتنة سقطوا}!

وإن قلتَ: لاجتهادي وتأملي للنصوص، قلتُ: هل يستحيلُ عقلاً؛ لأنك مجتهد أن تصل إلى حكمِ إباحته؟

فإن قلتَ: نعم، قلتُ: {ألا في الفتنة سقطوا}!

نقضتَ أصل الاجتهاد!

وإن قلتَ: لا ‘ قلتُ: كيف تصلُ إلى حكمٍ خالفتَ فيه الأمةَ من القرنِ الأول إلى القرن الرابع عشر، وهل يتوقع أن يضيعَ الدينُ أربعةَ عشر قرناً؛ ليكشف الله الحكمَ على يدك ـ إذ الإباحةُ حكمٌ شرعيّ ـ؟

أنا قلتُ لك: أظنُّك تحرمه، لكن هل للإجماع أو لاجتهادك؟

ذهبتَ تجمع نصوصاً فيها ذكرُ الخنزير ....

أستطيع أن أناقشك فيها ...

فالأول لتحريم البيع لا دخلَ لحكم شحمه في الأكل.

والثاني أن قتل المسيح ـ عليه السلام ـ له لا يلزم منه تحريم شحمه، فمن أين أخذتَ تحريم شحم الخنزير من قتل المسيح له؟

والثالث رواه أبو داود في (باب تحريم الميتة وثمنه) ..

وفهم الفقهاء أن المقصود به البيع ...

.... [ولا يلزمني أن ألتزم ما ذكرتُ .. بل إنني أُخاطبك بما أصَّلتَه من عدم التقيّد بآراء الفقهاء!]

أما قولك: (وفوق ذلك استدلال ابن حزم الذي نقلته بنفسك) ..

فهل تستدل بقول ابن حزم؟

وهل هو فوق ذلك؟

وهل ابن حزمٍ إلاّ رجلٌ، ونحن رجال؟!!

كيف تقول: (وفوق ذلك استدلال ابن حزم الذي نقلته بنفسك) .. ونحن نقول لك: أجمع كلّ العلماء على كذا .. ؟

وتقول: لا يلزمني، وهذا فيه اتهام للنصّ، وتشريعٌ مع الله ...... إلى غير ذلك من الهرقطة التي استقلّ بها فهمُك!

لا أظنَّك تعلم الفائدة الكبرى للإجماع ...

أمَّا نحنُ فعندنا أن من أهم فوائد الإجماع الذي نعتبره دليلاً ـ إن ثبت ـ هو الحصانة، وعدم السماح للمتأخر بمخالفة جميع المتقدمين، وبهذا يُضبطُ العلم، وتُحفظُ المسائل ..

فلو اختلف العلماء على قولين: إباحة وتحريم ..

وجاءَ المتأخرون، فلهم أن يُرجحوا، لكنهم قد يختارُ بعضهم قولاً لقربه من الدليل، والآخر لهواه. ـ واللهُ أعلم بالنيَّات ـ.

أما الإجماع ـ إن حصل وثبت ـ،فليس لأحدٍ أن يخالفَ المتقدمين، فقولهم حجةٌ، وهو (سبيل المؤمنين) فليتهم المجتهدُ عقلَه وفهمه، ولذلك يقول بعضُ العلماء ـ ممن يجري الورعُ في دمائهم ـ: لولا ثبوت الإجماع؛ لقلتُ كذا وكذا ... !

نحنُ قد نستدل بنفس أدلتك، ونقول بعد ذلك: (وعلى هذا أجمع العلماء) لسد باب المسألة، ولمنع الخلاف الذي قد ينشأ بعد قرون.

كتبتُ هذا الرد لبيان أنك تتكلم بغير علم، ولازمه بل صريحُه مخالفة أمر المسلمين ولو أجمعوا عليه قرناً بعد قرنٍ ..

وأَعلمُ أنه لا يمكنك المشاركة؛ لكن لدفع ضلالٍ قد يقع فيه من يقرأ كلامك بغير علم ..

أما المصيبة التي قلتها في المشاركة الأولى لك في هذا الموضوع:

(و أما المتشابه ككثير من نصوص العقيدة، فيجب الإيمان بها دون الخوض فيها، و بذلك تنتفي سبل الخلاف في فهمها.)

فأقول: إنني لا أدين بعقيدةٍ أكثر نصوصها متشابة لا محكم ...

فهل النبي صلى الله عليه وسلم الذين بيّن لكم حكم شحم الخنزير بنصوص واضحة لا تحتاج لكبراء يفكُّون طلاسمها ترك البيان لأمَّته في أهم ما يحتاجون إليه؟

الله المستعان!

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 11 - 07, 09:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

الأخ أبو أسامه وفقني الله وإياك

أعجبني أنك تؤكد على فهم لغة العرب وهو أصل عظيم لو أدركه الناظر في كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما ضلَّ ولأصاب الحق؛ فإن الله تبارك وتعالى أنزل كتابه بلسان عربي مبين والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتكلم بلغة العرب لكن لفهم اللغة أصولاً ذكرها أهل العلم من أهل السنة منها:

1 - أن تؤخذ اللغة من الثقات العدول الضابطين ذوي الصدق والأمانة الناقلين عن العرب لا سيما المتقدمين منهم في القرون المفضلة ممن سلموا من العقائد المنحرفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير