تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

19 - أن هذا الأصل لا يُعارض العقل، بل إن صريح العقل موافق لصحيح النقل دائمًا.

20 - أن هذا الأصل يقدم على العقل إن وجد بينهما تعارض في الظاهر.

21 - أن هذا الأصل كله حق لا باطل فيه.

قال ابن تيمية: " ..... وذلك أن الحق الذي لا باطل فيه هو ما جاءت به الرسل عن الله، وذلك في حقنا، ويعرف بالكتاب والسنة والإجماع" (32).

22 - أن هذا الأصل لا يمكن الاستدلال به على إقامة باطل أبدًا؛ من وجهٍ صحيح (33).

23 - أن هذا الأصل يحصل به العلم واليقين، خلافًا لمن قال: إن الأدلة السمعية لا تفيد إلا الظن.

24 - أن في هذا الأصل الجواب عن كل شيء، إذ هو مشتمل على بيان جميع الدين أصوله وفروعه.

قال الشافعي: "فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها" (34).

25 - أن هذا الأصل واضح المعاني ظاهر المراد، لا لبس في فهمه ولا غموض.

قال ابن القيم: "وكذلك عامة ألفاظ القرآن نعلم قطعًا مراد الله ورسوله منها.

كما نعلم قطعًا أن الرسول بلغها عن الله، فغالب معاني القرآن معلوم أنها مراد الله خبرًا كانت أو طلبًا، بل العلم بمراد الله من كلامه أوضح وأظهر من العلم بمراد كل متكلم من كلامه، لكمال علم المتكلم وكمال بيانه، وكمال هداه وإرشاده، وكمال تيسيره للقرآن، حفظًا وفهمًا، عملاً وتلاوة.

فكما بلغ الرسول ألفاظ القرآن للأمة بلغهم معانيه، بل كانت عنايته بتبليغ معانيه أعظم من مجرد تبليغ ألفاظه" (35).

26 - أن في التمسك بهذا الأصل الخير والسعادة والفلاح، وفي مخالفته والإعراض عنه الشقاء والضلال (36).

قال ابن تيمية: "أصل جامع في الاعتصام بكتاب الله ووجوب اتباعه، وبيان الاهتداء به في كل ما يحتاج إليه الناس في دينهم، وأن النجاة والسعادة في اتباعه والشقاء في مخالفته" (37).

وقال أيضًا: "قاعدة نافعة في وجوب الاعتصام بالرسالة وبيان أن السعادة والهدي في متابعة الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وأن الضلال والشقاء في مخالفته، وأن كل خير في الوجود -إما عام وإما خاص- فمنشؤه من جهة الرسول، وأن كل شر في العالم مختص بالعبد فسببه مخالفة الرسول أو الجهل بما جاء به، وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة" (38).

27 - أن هذا الأصل ضروري لصلاح العباد في الدنيا والآخرة.

قال ابن تيمية: "والرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعاده، فكما أنه لا صلاح له في آخرته إلا باتباع الرسالة فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة، فإن الإنسان مضطر إلى الشرع" (39).

وقال أيضًا: "والرسالة ضرورية للعباد، لابد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟.

والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة.

وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة، وهو من الأموات.

قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلامت ليس بخارج منها" [الأنعام: 122] (40).

28 - أن هذا الأصل لابد له من تعظيم وتوقير وإجلال.

وقد بوب الدارمي في سننه لذلك بقوله: "باب تعجيل عقوبة من بلغه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- حديث فلم يعظمه ولم يوقره" (1/ 116).

وكذلك صنع الخطيب البغدادي في كتاب "الفقيه والمتفقه فقال: "باب تعظيم السنن .... " (1/ 143).

وبوب ابن عبد البر في جامعه قائلاً: "باب ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله إلا وهو على وضوء" (2/ 194).

29 - أن هذا الأصل ترجع إليه جميع الأدلة: المتفق عليها والمختلف فيها كذلك.


(1) انظر: "الفقيه والمتفقه" (1/ 54، 55)، و"مجموع الفتاوى" (20/ 401)، و"مختصر ابن اللحام" (70)، و"شرح الكوكب المنير" (2/ 5)، و"وسيلة الحصول" (8).
(2) "الرسالة" (39) وانظر منه (508).
(3) انظر: "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 110)، "الصواعق المرسلة" (2/ 520)، و"رسالة لطيفة في أصول الفقه" لابن سعدي (99).
(4) "جماع العلم" (11).
(5) انظر: "إعلام الموقعين" (1/ 33).
(6) انظر: "الرسالة" (221).
(7) انظر: "مجموع الفتاوى" (19/ 195، 200).
(8) انظر: "روضة الناظر" (1/ 177، 178)، و"مجموع الفتاوى" (7/ 40، 19/ 195)، و"مختصر ابن اللحام" (33)، و"المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" (87).
(9) "مجموع الفتاوى" (7/ 40).
(10) انظر: "الرسالة" (33)، و"الصواعق المرسلة" (3/ 880)، "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد" (87).
(11) انظر: "روضة الناظر" (1/ 178)، "ومختصر الصواعق" (463).
(12) قال ابن القيم: "وكل وحي من عند الله فهو ذكر أنزله الله". "مختصر الصواعق" (463).
(13) "مختصر الصواعق" (463).
(14) "الرسالة" (221).
(15) "الصواعق المرسلة" (2/ 735).
(16) "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 33).
(17) "مجموع الفتاوى" (19/ 9).
(18) "جماع العلم" (11).
(19) "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 190).
(20) "مجموع الفتاوى" (19/ 5، 6).
(21) (1/ 143). وفي الأصل: "الاعتراض عنها".
(22) "الصواعق المرسلة" (3/ 955).
(23) "الرسالة" (81).
(24) "مجموع الفتاوى" (20/ 12).
(25) "صحيح البخاري" (13/ 339).
(26) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي التميمي، أبو محمد صاحب السنن، كان ركنًا من أركان الدين ممن أظهر السنة ودعا إليها وذب عنها، حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي، له كتاب في التفسير، توفي سنة (255ه). انظر: "سير أعلام النبلاء" (12/ 224)، و"شذرات الذهب" (2/ 130).
(27) "الرسالة" (198).
(28) "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 173).
(29) "مختصر الصواعق" (139).
(30) الرسالة (322)
(31) المصدر السابق (470).
(32) "مجموع الفتاوى" (19/ 5).
(33) انظر: "جامع البيان" للطبري (24/ 125).
(34) "الرسالة" (20).
(35) "الصواعق المرسلة" (2/ 636).
(36) انظر: "الرسالة" (19)، و"الشريعة" للآجري (14)، و"الصواعق المرسلة" (3/ 837).
(37) "مجموع الفتاوى" (13/ 76).
(38) المصدر السابق (13/ 93).
(39) المصدر السابق (19/ 99).
(40) "مجموع الفتاوى" (19/ 93).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير