ـ[أبو يحيى الأثري]ــــــــ[08 - 11 - 07, 06:25 م]ـ
بوركت أخي الكريم و زادك الله حرصا و توفيقا
فالتخصيص هنا ليس بالحس مجرداً بل بالحس المعتمد على أصل ثابت في الشريعة
إذا فالتخصيص هنا بالحس مؤيد بالكرامة التي يهبها الله لمن يشاء من عباده, و السؤال الملح الآن, كيف يعرف صدق هذه الكرامات من عدمه, فلربما تكون من ألاعيب الشياطين, أو من التخيلات و الأوهام, تتلبس بالمرء فيظن أنه سمع شيئا من عذاب القبر, و يكون غير كاذب فيما رواه, و الأمر خداع ليس إلا, و كيف نرد على من يقرر أن عالم البرزخ عالم غيبي متصل بالآخرة, و لا يخضع لقوانين المادة و الحس , حقيقة لازلت في حيرة و الله هو المستعان.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[11 - 11 - 07, 12:07 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)) ولكن الأنبياء معصومون فهو قال كل ابن آدم للعموم لأنهم الأغلب.
ونه قوله تعالى: ((يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)) وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ابليس وأمسكه بيده وكذا نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام.
وهناك أمثلة كثيرة تدل على أن الخطاب العام يشمل سنة الله في الناس ولكن قد يخرق الله هذه القاعدة لأحد من الناس لكرامته عند ربه أو للعبرة والله حكيم عليم.
والله أعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 11 - 07, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيكم
أخي الكريم يحيى وفقني الله وإياك
باب الكرامات قد تكلم عليه أهل العلم في كتب العقيدة والسلوك وممن تكلم عن هذا ابن تيمية وابن القيم وغيرهما وله ضوابطه المعروفة عند أهل السنة والجماعة منها أن لا تكون هذه الكرامات يترتب عليها مخالفة احكام الشريعة أو تعدي حدود الله عز وجل أو مخالفة ما أخبر الله به أو خبر به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهذا غنما يقع عن طريق الشياطين وربما تصور لأحدهم الشيطان يخرج من القبر فتنشق الأرض فيظنه صاحب ذلك القبر من نبي أو ولي فيظن ذلك كرامة وربما أمره بما يخالف شرع الله وربما يأتيه في النوم ويقول له انا ابو بكر أو فلان كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(والكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج اليها الضعيف الايمان او المحتاج أتاه منها ما يقوى ايمانه ويسد حاجته ويكون من هو أكمل ولاية لله منه مستغنيا عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته ولهذا كانت هذه الامور فى التابعين أكثر منها فى الصحابة بخلاف من يجرى على يديه الخوارق لهدى الخلق ولحاجتهم فهؤلاء اعظم درجة) مجوع الفتاوى (11/ 283)
وينظر: قاعدة في الكرامات والمعجزات في مجموع الفتاوى (11/ 311) ففيها كلام دقيق مفيد يزيل ما اوردته من إشكال، وقد تكلم عن هذا ابن تيمية في أكثر من موضع من كتبه كالنبوات وكذا ابن القيم في مدارج السالكين وطريق الهجرتين.
وأما ما يتعلق بحال البرزخ فهو كاسمه برزخ بين الدنيا والآخرة وفيه تعلق بهما وفيه من أحوال الاخرة شيء كثير لكن النصوص دلت على ارتباط حياة البرزخ بالدنيا ايضاص كسماع الميت قرع النعال والسلام عليه وزيارته ورده السلام واستماع البهائم لما يحصل للميت وغير ذلك من النصوص الصحيحة الثابتة التي يجب على المؤمن الإيمان بها وإن لم يدرك حقيقتها أو لم يستوعب عقله ذلك وكل هذا داخل في الإيمان بالغيب والتصديق بما جاء به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولهذا نظائر في المحسوسات كتسخير الجن لسليمان ومعرفته و خطابه للحيوانات وتسخير الرياح له والآيات التي جاء بها الأنبياء جميعاً والكرامات التي تحدث للأولياء، وقد سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عذاب يهود في قبورهم وبكى له الجذع الذي كان يخطب إليه في المسجد حينما صنع المنبر وغير ذلك كثير.
بل نحن نرى الآن من الأجهزة والصناعات واجهزة الاتصال ما لو عرض على العقل قبل زمن لما صدقه وهو من اختراعات البشر.
والقصد من ذلك كله أن المؤمن يصدق بما ثبت به النص من الكتاب والسنة سواء أدرك ذلك عقله أو لم يدركه فالعقل له حد وسعة كحد السمع والبصر يقف عنده ولا يدرك ما يتعداه.
والله أعلم