أول مَن وجَّه الطعن إلى إجماعات ابن عبدالبر رحمه الله:
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 12:16 م]ـ
ذَكر الباحث سيد عثمان في "إجماعات ابن عبدالبر" ص465 - 468:
(أنَّ أول مَن وجَّه الطعن إلى إجماعات ابن عبدالبر، المقري (ت 758 هـ) في "القواعد").اهـ
إلا أنني وقفت على أقدم من هذا
فقد وجَّه ابن القطان الفاسي (ت 628 هـ) نقدا صريحا لإجماعات ابن عبدالبر، فقال في "أحكام النظر"، ص69، صحابة:
(ومعلوم أن أبا عمر بن عبدالبر إذا حَكَى الإجماع، فمَا يحكيه بنقلٍ متصلٍ إلى المتعيّن به، وإنما هو بتصفّحه، والتصفّح أكثر ما يحصل منه في هذا الباب: عدم العلم بالخلاف، لا العلم بعدم الخلاف، وما لا يُعلَم فيه الخلاف لا يُعَدّ إجماعًا، إنما الإجماع ما يُعلَم أنه لا خلاف فيه).اهـ
التعقيب:
كلام ابن القطان رحمه الله لا يعدو كونه مجرد دعوى دون إثباتها خرط القتاد - في رأيي القاصر -
فهو - أعني ابن القطان - قد حكم على منهج عام لحكاية الإجماع عند ابن عبدالبر
ألا وهو: أن ابن عبدالبر في حكايته للإجماع ليس له إسناد متصل، وأنه يحكي الإجماع نتيجة التصفّح فقط
والذي يظهر أنه مراده بـ "التصفُّح" هنا .. أن ابن عبدالبر يجرد الكتب، فلا يجد خلافا = فيذكر الإجماع
فإن صحَّ أن هذا مراد ابن القطان
فكلامه غير صحيح
لأن من مصادر ابن عبدالبر كتب أئمة النقل الذين لهم عناية فائقة بنقل مسائل الإجماع، أمثال: ابن المنذر، وأبي جعفر الطحاوي، وابن جرير، ومحمد بن نصر، وهلم سحبا
وفي الحقيقة كلام ابن القطان لا يخلو من قصور واضح لائح
حيث أنه تعرض لصورة واحدة من صور نقل الإجماع، وهي قول القائل: لا أعلم خلافا في كذا
وجعل هذه الصورة هي المنهج العام في حكاية الإجماع عند ابن عبدالبر
والله أعلم وأحكم