تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد تعريف كل منهما يتبين لنا أن هناك فريقاً بين المعنيين اللغويين، وقد أكّد هذا الإمام بدر الدين الزركشي بقوله: (أما اللغوي فقال أهل اللغة: السبب ما يُتوصل به إلى غيره ولو بوسائط، ومنه سُمّي الحبل سبباً، وذكروا للعلة معاني يدور القدر المشترك فيها على أنها تكون أمراً مستمداً من أمر آخر، وأمراً مؤثراً في آخر) [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn7) اهـ.

وكما أن هناك فرقاً في اللغة من جهة تعريف كل منهما فإن هناك فرقاً أيضاً من جهة الإطلاق والإستعمال حيث نجد أئمة النحو يفرقون بينهما فاستخدموا التعليل، والسببية بمعنيين متغايرين.

وهذا يدل دلالة واضحة على الإختلاف بينهما، ويؤكد وجود الفرق اللغوي باستعمال كل منهما.

وهذا ما أشار إليه الإمام الزركشي رحمه الله بقوله: (وقال أكثر النحاة: اللام للتعليل، ولم يقولوا للسببية، وقالوا: الباء للسببية ولم يقولوا: للتعليل، وصرح ابن مالك بأن الباء للسببية والتعليل، وهذا تصريح بأنهما غيران) [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn8) اهـ.

المبحث الثاني: الفرق من جهة الإصطلاح الكلامي.

المراد بهذا الفرق بيان اختلاف مصطلح السبب والعلة عند المتكلمين، وقد أشار إلى هذا الفرق الإمام بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي وغيره حيث يقول رحمه الله: (وأما الكلامي فاعلم أنهما يشتركان في توقف المسبَّب عليهما ويفترقان من وجهين: أحدهما: أن السبب ما يحصل الشيء عنده لا به، والعلة ما يحصل به.

والثاني: أن المعلول متأخر عن العلة بلا واسطة، ولا شرط يتوقف الحكم على وجوده، والسبب إنما يقتضي الحكم بواسطة أو بوسائط، ولذلك يتراخى الحكم عنها حتى توجد الشرائط وتنتفي الموانع، وأما العلة فلا يتراخى الحكم عنها إذا اشترط لها بل هي أوجبت معلولاً بالإتفاق، حكى الإتفاق إمام الحرمين والآمدي وغيرهما) [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn9) اهـ.

المبحث الثالث: الفرق من جهة الإصطلاح الأصولي.

عند النظر في كتب الأصول فإننا نجد أن هناك خلافاً في الفرق بين السبب والعلة على ثلاثة مذاهب:

المذهب الأول:

أن العلة تعتبر من أقسام السبب، بمعنى أن السبب أعم من العلة حيث يشمل الوصف المناسب وغير المناسب وأما العلة فإنها تختص بالمناسب، ونسب هذا القول إلى الجمهور وصححه بعض المتأخرين [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn10) .

المذهب الثاني:

أن السبب والعلة متفقان وهما اسمان لمسمى واحد، وهذا مذهب بعض الأصوليين [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn11) .

المذهب الثالث:

أن السبب والعلة متغايران فهما وصفان متباينان، ونسب هذا القول إلى بعض الحنفية.

حيث عرفوا السبب بأنه: ما يكون طريقاً على الحكم من غير أن يضاف إليه وجوب ولا وجود ولا يعقل فيه معاني العلة [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn12) .

وبناء على ذلك بأنه يمكننا التفريق بينهما بناء على المذهب الأول والثالث دون الثاني، وقد ذكر أصحاب هذين القولين أن هناك فرقاً بين السبب والعلة، ويمكن بيانه فيما يلي:

الفرق الأول:

أن بينهما عموم وخصوص من وجه، ذلك أن السبب أعم من العلة كما قدمنا في مذهب الجمهور حيث يطلق على معقول المعنى وغير معقول المعنى، وبناء على ذلك فإنه يشمل التعبديات والمعللة، فمثال إطلاق السبب على التعبديات التي لا يعقل معناها في العبادات جعل دخول الوقت سبباً في وجوب الصلاة كما في قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً} [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn13) حيث دلت الآية على أن دخول الوقت سبب في وجوب الصلاة [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn14) .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير