2 – وقوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} الآية قالوا هذا فيه بيان فضيلة الصحابة وأن الواجب على التابعين ان يتبعوا الصحابة ولا يخالفوهم فكيف يعتد بخلافهم وقد أمروا باتباع الصحابة.
3 – حديث العرباض بن سارية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في موعظة رسول الله وفيه قال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهم وإسناده صحيح.
قالوا فقد أمرنا أن نتبعهم ولا نخالفهم والتابعي داخل في هذا العموم فهو مأمور باتباعهم وتحرم عليه مخالفتهم.
وأجاب الجمهور عن هذا الدليل بأجوبة:
أحدها: أن هذا يلزم بقية الصحابة كذلك كالتابعي وأنتم لا تقولون به.
الثاني: أن المراد سنة الخلفاء الأربعة مجتمعين لا على الإنفراد.
الثالث: أن هذا خاص بالخلفاء الأربعة لا جميع الصحابة.
الرابع: أن المراد بالاقتداء السير على منهاجهم في السياسة والدين والعبادة.
الخامس: أن هذا في حال عدم ورود نص من الكتاب أو السنة والتابعي إذا اجتهد مستنداً إلى دليل من الكتاب أو السنة لم يجب عليه إتباعهم.
4 – حديث حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم
ووجه الاستدلال به كالحديث السابق:
وقد اعترض الجمهور على هذا الدليل بأجوبة:
أحدها: الطعن في صحة الحديث فقد ضعفه البزار وابن حزم فالحديث رواه عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة به وقد أعل بـ:
- أنه منقطع بين عبد الملك وربعي وذلك أن الثوري رواه عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن ربعي به وقد رجح أبو حاتم كما في العلل لابنه والترمذي في العلل الكبير رواية الثوري في ذكر مولى ربعي، ومولى ربعي مجهول و اسمه هلال.
- أنه منقطع بين ربعي وحذيفة فقد رواه وكيع، عن سالم المرادي، عن عمرو بن مرة، عن ربعي، عن رجل من أصحاب حذيفة، عن حذيفة، فتبين أن ربعياً لم يسمعه من حذيفة.
وأجاب المحتجون بالحديث عن هذه العلل بأن ربعياً صرح بالسماع في بعض الروايات من حذيفة، وذكر الواسطة بين ربعي وحذيفة من رواية سالم بن عبد الواحد المرادي الأنعمي وفيه كلام ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقد وثقه العجلي وابن حبان.
وأن الراجح رواية من روى الحديث بدون ذكر مولى ربعي وهو اختيار ابن عبد البر، وذهب بعض المحدثين إلى أنه يمكن أن يكون عبد الملك سمع الحديث من ربعي ومولاه، ومولى ربعي وثقه ابن حبان، وقد سبق ذكر قول أبي حاتم والترمذي في الترجيح.
والحديث حسنه الترمذي وقال العقيلي: وهذا يروى عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد جيد ثابت.
الجواب الثاني: أن هذا يلزم بقية الصحابة كذلك كالتابعي وأنتم لا تقولون به.
5 – أن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على التابعين مخالفتهم للصحابة وهذا يدل على ان التابعي لا يعتد بقوله في مقابل أقوال الصحابة أفراداً فكيف إذا اجتمعوا، ومن هذه الآثار:
أ – أن عائشة رضي الله عنها قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن حينما خالف ابن عباس رضي الله عنهما في مسألة المتوفى عنها زوجها: " مثلك مثل الفروج يسمع الديكة تصرخ فيصرخ معها "
¥