ـ[وائل عاشور]ــــــــ[25 - 04 - 08, 04:43 ص]ـ
الأخ الفاضل
لم أقصد أذيَّيتك بطبيعة الحال، وليس هناك ما يدعو أحدنا لإيذاء الآخر، ولكنني تأذَّيت قبلك لأنني أنكرت على صاحب المشاركة الأصلية أمراً يتعلق بدييننا وقرآننا، واستشهدت بموسوعة ويكيبيديا لكشف حقيقة الصورة التي خُدع بها، على أساس (شهد شاهد من أهلها)، فانسحب هو من النقاش كما يظهر، ربما لأنه أدرك غلطته. وحللتَ أنت محلَّه مع الأسف، وحوَّلت الموضوع من الإنكار عليه إلى الإنكار علينا وعلى موسوعة ويكيبيديا!! وإلى الآن لا يزال همُّك تعداد أخطاء الموسوعة في حق هارون يحيى وغيره!!
وقد تدخَّل المشرفون الأفاضل، وكتبوا بالخط الأحمر على أصل الموضوع (تنبيه من المشرف: هذا الخبر يعوزه الصحة، فلينتبه لذلك). أما أنت فلم تكتب إلى الآن كلمة واحدة في الإنكار على صاحب المشاركة الأصلية، ولكنك كتبت الأسطر الكثيرة إنكاراً على الذي أنكر عليه!
يا شيخي الفاضل، أنا قليل المشاركة على المنتدى خاصة في الأيام الأخيرة وقصارى الأمر أن أتابع موضوعات معينة وإن شاركت فبكلمات معدودة أختصرها اختصارا، ولما رأيت موضوع الصورة التي يزعم صاحب الموضوع أنها هزت العالم! حركني الفضول لأرى ماهيتها فلما وقفت على حقيقة الأمر هممت بغلق النافذة والخروج إذ كفاني المشرفون والإخوة عناء الرد، ولكن استوقفني تعليق الأخ محمد عبد الوهاب على النقل الذي نقلته عن ويكيبيديا والذي يوحي بالثقة التامة في الموسوعة فرددت لذلك، وليس لأني موافق لصاحب الموضوع أو أني أدافع عن وايت النصراني أو أهاجم ويكيبيديا على طول الخط، فكان كلامي القليل تحذيرا من الغترار بالموسوعة وعدم اعتبارها مرجعا قطعيا ولا معلوماتها من باب المسلمات، خاصة فيما يتعلق بالدين
وأما الغرابة فلأنك أدخلت الكلام على ذلك الصليبي الكذَّاب في باب الجرح والتعديل الذي لا تُسمع فيه إلا شهادات العدول الثقات!! ولا أظن أن أحداً سبقك إلى إدخال النصارى في باب الجرح والتعديل! ولا إلى الإيحاء بأن شهادتهم على صاحبهم غير مقبولة!
قد بينت المراد من كلامي وهو عدم الوثوق بكل ما تقوله الموسوعة ولم أقصد الجرح والتعديل بالمعنى الاصطلاحي! ولست أدري كيف يمكن أن يُفهم ذلك من كلامي!
ومع ذلك سرعان ما نسيت ذلك وحكمت عليه بأنه (ضال مخرّف)!! مع أن (ضال مخرّف) أقرب إلى باب الجرح والتعديل مما نقلناه عن الموسوعة، وهو أنه هاوي وليس من علماء الآثار وغير معتبر عندهم.
.......................
وقد طرحت عليك بضعة أسئلة فلم تُجب علي أي منها، وانصرفت إلى موضوع هارون يحيى، مع الوعد بالمزيد!!
هل تقصد تلك الأسئلة:
1 - فما هذا الورع البارد أيها الأخ الفاضل؟!
لا تعليق،
2 - هل أفهم أن هذا الرجل (رون وايت) يحتمل التعديل والجرح عندك، أو أن الأصل فيه العدالة، ولا يصح القدح فيه إلا بشهود عدول؟!
سبق بيانه،
3 - أم أن وصفه بالضلال والتخريف جائز بشرط عدم الاستناد إلى ويكيبيديا؟!!
انظر جواب السؤال الخامس،
4 - وهل الكلام في هذه الأمور يدخل ضمن علم الجرح والتعديل؟!
سبق بيانه،
5 - ثم إذا أخطأت الموسوعة في حق هارون يحيى، أيلزم من ذلك أن تكون مخطئة في حق رون وايت؟!
إذا تأملت معي لماذا أخطأت الموسوعة في حق هارون يحيى ستجيب عن سؤالك بنفسك،
6 - ألا تعلم أيها الأخ أن الموسوعة (حرة)، كل مقالة يكتبها كاتب مستقل، وتحمل نظرته إلى الموضوع الذي يكتب عنه،
نعم، وقد بينت في مشاركتي السابقة أن تلك هي المصيبة وأن هذا هو ما ينتقده عليها المتخصصون، ولكن يبدو لي أنك لم تقرأ كل كلامي،
إن من حقك أن تقول في موسوعة ويكيبيديا ما تشاء، وفي موضوع هارون يحيى ما تشاء، ولكن في موضوع مستقلّ، ولكل مقام مقال!! أما في موضوع السفينة هذا فجميع كلامك عن الموسوعة وعن هارون يحيى هو خارج السياق، بل هو عكس السياق، لأن القارئ سيفهم أنك تنتصر للرجلين اللذين أساءت إليهما الموسوعة: رون وايت وهارون يحيى!! وإن لم تقصد أنت إلى ذلك طبعاً!
إذا فهم ذلك القاريء ذلك الفهم فما ذنبي وما حيلتي؟! والحقيقة أن ذلك القاريء معدوم وإلاّ فكل الإخوة المشاركين لم يفهموا ذلك الفهم!
على أن نقدك للموسوعة يحتاج إلى نقد! ولقد قرأت الرابط الذي نسبت فيه إلى الموسوعة أن (العرب الغزاة هم من أحرق مكتبة الإسكندرية!)، فوجدت أنك لم تقرأ ذلك المقال، أو تعمَّدت عدم الإنصاف للموسوعة! وليس في المقال إلا ما هو موجود في كتب التاريخ العربية المعاصرة عن موضوع مكتبة الإسكندرية، وقد أشار الكاتب كغيره إلى جميع الروايات ومنها الرواية العربية النصرانية المتأخرة التي زعمت أن العرب هم الذين أحرقوها، وفنَّد هذه الرواية خاصة بطريقة علمية منهجية.
أما هذه فحق، وأعترف بأني قد تسرعت ولم أعط المقال حقه من القراءة المتأنية، وبعد التأمل تبين صدق ما تقول، على أني وجدت بالمقال طامة أخرى قد تجبر ذلك الخطأ مني (ابتسامة ظافر) وهي في النسخة العربية للمقال حيث أهمل الكاتب أي ذكر للآراء وأحال على موقع يساري خلص فيه صاحبه إلى اتهام عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بحرق المكتبة! ولم يذكر حتى الآراء المخالفة!
واعلم أيها الأخ الفاضل أن المصداقية لا تكون بوضع الروابط، بل بإيراد كلام الناس بحروفه!!
أما هذا فلا أطيقه، وقد أوردت لك وجهة نظري عن الاستدلال بالموسوعة في الأمور التي يكون الدين طرفا فيها وبينت لك غلبة ذوي الاتجاه المادي عليها واستدللت بكلام المنتقدين من موقع الموسوعة نفسه من باب وشهد شاهد من أهلها، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. وأراك لم تعلق على ذلك كله وتشبثت بموضوع مكتبة الاسكندرية وأهملت باقي الروابط فلماذا؟
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
وفي النهاية، أعلمُ أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، وهو كما يبدو سوء تفاهم كبير، فلا أنا أدافع عن صاحب الموضوع ولا وايت النصراني ولا أنت كما فهمتُ تدافع عن ويكيبيديا بإطلاق،
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك،
******
¥