[شرع من قبلنا]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[11 - 01 - 08, 06:15 ص]ـ
[شرع من قبلنا]
د. مصلح عبدالحي النجار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(1).
http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(2).
http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(3)، (4).
أما بعد:
إن معرفة قواعد أصول الفقه والأدلة المختلف فيها أمر ضروري لاستنباط الأحكام الشرعية، وفهمها وإدراكها، والوقوف على المصالح التي استهدفها الشارع الحكيم.
وإذا كنا نحرص على تكوين الملكة الفقهية عند العالم والمتعلم، فالأمر لا يتم بدون الاعتماد على قواعد الأصول وتحريرها، وسبر أغوارها، وتحقيق الحق أو الراجح منها.
لذا قال الأصوليون: "إن أصول الفقه هو قاعدة الأحكام الشرعية وأساس الفتاوى الفرعية، وركيزة الاجتهاد والتخريج، وقانون العقل والترجيح"؛ أي والحكم الفصل في مقارنة المذاهب الفقهية، ووضع القوانين المستمدة من الشرع الإسلامي الحنيف.
وتجدر الإشارة إلى أن أصول الفقه هو الطريق المتعين لممارسة الاجتهاد، وإبقاء الباب فيه مفتوحاً على مصراعيه؛ لأن فضل الله لا ينقطع، وخزائنه لا تنفذ، بخلاف ما يدعيه القاصرون، وينتحله المبطلون من إبطال الاجتهاد وتجميده.
وإذا كان الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية متوقفاً على علم أصول الفقه، فإن هناك تلازماً وثيقاً إذاً بين الفقه والأصول، يظهر أثره عند قيام المجتهد بواجباته الفقهية على أتم وجه.
فعلم أصول الفقه لم يختص بإضافته إلى الفقه، إلا لكونه مفيداً ومحققاً للاجتهاد فيه، فإذا لم يفد ذلك فليس بأصل له (1).
ويأتي هذا البحث كمحاولة لإبراز هذا الوجه من وجه علم أصول الفقه، وإبراز الغاية المتوخاة من دراسة الأصول بشكل عملي.
خطة البحث:
لقد اقتضت طبيعة البحث العلمي ومنهجيته مني جعل البحث في: مقدمة ومبحثين وخاتمة ..
وتفصيلهما على النحو التالي:
المقدمة:
وتناولت فيها أهمية دراسة علم أصول الفقه الإسلامي والخطة التي سرت عليها.
المبحث الأول: ماهية أصل (شرع من قبلنا).
المبحث الثاني: مدى حجية شرع من قبلنا في الشريعة الإسلامية.
الخاتمة
وذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المبحث الأول
شرع من قبلنا في ميزان الشريعة الإسلامية
ماهية أصل (شرع من قبلنا):
وتحته مطلبان:
المطلب الأول: ماهية مصطلح (الشرع) لغة واصطلاحاً.
(شرع): الشين والراء والعين أصل واحد، وهو شيء يفتح في امتداد يكون فيه. من ذلك الشريعة، وهي مورد الشاربة الماء. واشتق من ذلك الشرعة في الدين، والشريعة. قال الله تعالى http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(1) وقال سبحانه: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF ثم جعلناك على" شريعة من الأمر http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(2).
وقال الشاعر في شريعة الماء:
ولمَّا رأت أن الشريعة همهاوأن البياض من فرائصها دامي
ومن الباب: أشرعت الرمح نحوه إشراعاً. وربما قالوا في هذا شَرَعْت.
والإبل الشروع: التي شرعت ورويت. ويقال: أشرعت طريقاً، إذا أنفذته وفتحته، وشرعت أيضاً (3).
¥