تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العلامة الشيخ عبد الرازق عفيفى ومعالم منهجه الأصولي]

ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:34 م]ـ

[العلامة الشيخ عبد الرازق عفيفى ومعالم منهجه الأصولي]

للدكتور / عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله السديس

المقدمة:

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى آثره واهتدى بهداه وسلك سبيله الى يوم الدين.

أما بعد: فان للعلماء فى هذا الدين مكانه كبرى ومنزلة عظمى فهو ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل والأمناء على ميراث النبوة هم كواكب الأرض المتلألئة وشموسها الساطعة وإطنابها القوية واوتادها المتينة هم للامة مصابيح دجاها وانوار هداها هخم الاعلام الهداة والائمة التقاه اضواء تنجلى بهم غياهب الظلم واقطاب تدور عليهم معارف الامم تتبدد بنور عملهم سحب الجهل وغبوم العى هم أله خشية الله كما قال سبحانه: () إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) قرنهم الله بنفسه فى الشهادة على وحدانية فقال تعالى: () شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وضمن الله لهم العلو والرفعة فقال جل وعلا: () يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).

كما انهم شهداء الله فى ارضه وخلفاء رسوله فى امته والمحيون لما مات منسنته بهم حفظ الله الدين وبه حفظوا وما عزت الامم وبلغت القمم وشيدت الحضارات وقامت الامجاد الا بالعلماء مثلهم فى الارض كمثل النجوم يهتدى بها فى ظلمات البر والبحر فاذا انطمست النجوم واوشك ان تضل الهداة وفى المسند والسنن من حديث ابى الدرداء رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " فضل العالم على العبد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكوكب ".

يقول الامام احمد رحمه الله فى معرض فضائلهم وماثرهم " يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون منهم على الاذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمى فكم من قتيل لابليس قد احيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما احسن اثرهم على الناس وما اقبح اثر الناس عليهم ينفون عن دين اله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين ".

وانما تبوأ العلماء هذه المكانة لما يضطلعون به من تبليغ علوم الشريعة التى هى مادة حياة اللوب والمقربة لعلام الغيوب فبالعلم الشرعى تبنى الامجاد وتشاد الحضارات وتبلغ القمم وتمحى غياهب الظلم قال تعالى: () أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا).

وان من اهم علوم الشريعة واجلها قدرا واعظمها اثرا واكثرها فائدة واكبرها عائدة علم اصول الفقه لانه الطريق لاستباط الاحكام الشرعية فهو منهل الائمة ومأوى المجتهدين ومورد المفتين لا سيما عند النوازل والمستجدات.

ولقد زخر تاريخ الإسلام بكوكبه من علماء الاصول فى مختلف العصور مثلوا منارات عالية فى سماء العلم والمعرفة كما شهد عصرنا الحاضر نخبة مميزة من علماء الاصول يعدون امكتداد لسلفهم من الاصوليين بل انه نتيجة لاستقرار المناهج الأصولية ونضج التفكير الاصولى المرتبط بالمننهج الصحيح لدى صفوة منهم اصبح من المهم ابراز منهج هؤلاء ودراسة حياتهم العلمية ومناهجهم الأصولية لما لذلك من الاثر الكبير والخير الوفير على الباحثين وطلاب العلم عامة والمهتمين منهم بالاصول على سبيل الخصوص.

ولقد كان من اعلام هذا العصر فى العلوم الشرعية كافة وعلم الاصول خاصة شخصية علمية اصولية نادرة جديرة بالدراسة والابراز والاهتمام ذلكم هو العلامة الاصولى الشيخ عبد الرزاق عفيفى رحمة الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير