قال ابن فارس: " النون والهاء والجيم اصلان متباينان
الاول: النهج الطريق ونهج لى الامر: وهو مستقيم المنهاج .. "
وقال فى الصحاح: " النهج " الطريق الواضح وكذا المنهج والمنهاج وانهج الطريق اى استبان وصار نهجا واضحا بينا ونهجت الطريق اذا ابنته واوضحته ".
المطلب الثانى: تعريف المنهج فى الاصطلاح:
نستطيع ان نستشف تعريفا للمنهج من خلال ما سبق من تعريفه فىاللغة فنقول: ان المنهج هو مجموعة الركائز والاسس المهمة التى توضح مسلك الفرد او المجتمع او الامة لتحقيق الاثار التى يصبو اليها كل منهم.
ومن خلال الاستقرار فى المناهج عامة نجد انها قسمين: صحيحة وفاسدة والذى يهمنا هنا الاول وهو المنهج الذى يتخذ من الكتاب والسنة اصولا يعتمد عليها وهذا هو محور الحديث عن المنهج الذى نريده.
المبحث الثانى: اهمية المنهج ودواعى العناية به:
ان قضية المنهج قضية مهمة جدا لاسيما فىالنواحى العلمية ولقد زخر التاريخ الاسلامى بكوكبة من العلماء كان اعظمهم قدرا واكبرهم اثرا اوضحهم منهجا كما واجهت اساحة العلمية عبر التاريخ مشكلات عديدة كان من اخطرها غياب المنهج الصحيح او عدم وضوحه للمتلقين.
ونستطيع ان نلخص اهمية المنهج ودواعى العناية به من خلال النقاط الاتية:
1 - السير العمى بخطوات سليمة متسمة بالوضوح والبيان.
2 - اختصار الطريق للوصول الى الغاية المنشودة والهدف المرسوم.
3 - انه ضمان باذن الله من التعثر والعقبات التى تحول دون الوصول الى المقصود.
4 - تحقيق النفع المنشود والاثر المعقود.
5 - التزود باهم رصيد فى حياة العلماء وما هو اهم من مجرد المعلومات الا وهو قضية المنهج القويم لنسير على مسارهم الصحيح.
المبحث الثالث: الاثار الايجابية والسلبية فى قضية المنهج:
من خلال ما سبق فى ذكر اهمية البمنهج تبرز اهم الاثار الايجابية لتطبيق المنهج واهمهما:
1 - ضمان المسيرة الصحيحة على ضوؤ ركائز قويمة.
2 - التميز بالوضوح والبيان.
3 - تحقيق المنافع المقصودة.
4 - السلامة من المضار والتعثر والعقبات.
5 - الوصول الى المراد باقصر طريق وايسر سبيل.
تلك اهم الاثار الايجابية التى تتحقق من خلال الالتزام بالمنهج الصحيح.
اما ترك المنهج واهماله فينتج عنه اثار سلبية اهمها:
1 - السير بلا خطوات هادية للمراد.
2 - الوقوع فى التخبط والتعثر والعوائق المانعة من الوصول الى الهدف المنشود.
3 - حصول الغموض والتناقض عند المتلقين فتحدث الحيرة ويعسر الفهم.
4 - طول الطريق واكتنافة بالعقبات.
5 - النفور من العلم واهله والاخذ والتلقى من غيرهم.
6 - التخبط العلمى والفوضى الفكرية وما ينبنى عليها من نتائج ضارة وافكار منحرفة تعود علىالمجتمع والامة بالسلبيات المتعددة والاضرار الخطيرة.
هذه اهم الاثار السلبية لتجاهل قضية المنهج وعدم التزامه مما يؤكد العناية بها وضرورة الاهتمام بتحقيقها.
والمستقرئ لحال العلماء رحمهم الله فىالتاريخ القديم ولامعاصر يجد ان للعما المشهورين اصولا راسخة ومنهجا واضحا بنو عليه مذاهبهم فتحقق الاثر والنفع من علومهم ومعارفهم ولا اد
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:41 م]ـ
والنفع من علومهم ومعارفهم ولا ادل على ذلك من منهج الائمة الاربعة رحمهم الله.
والملاحظ انه بقدر الاهتمام بالمنهج يهيئ الله القبول للعالم والاستفادة منه ولاضرب لذلك نموذجا واحدا من عشرات الامثلة والنماذج ذلكم هو منهج العالم العلم الفذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مما حصل له من الاثر العام والخاص ما يقل نظيرة فى فنون العلم المختلفة ولا يزال علماؤنا الى اليوم يستفيدون من منهجه فى العقيدة والرد على المخالفين وفى الاحكام والاستدلال زوالمناقشة والفتوى وغيرها مما اكسبهم ثروة علمية ومنهجية قوية يندر نظيرها وهكذا شأن العلماء العاملين والمحققين المبدعين وفى المقابل تجد مئات العلماء المغمورين ممن لم يكن لهم الاثر البالغ بسبب تجاهل قضية المنهج وعدم وضوحها فى الغالب والله المستعان.
المبحث الرابع: نظرة فى مناهج الاصوليين:
لقد اعتنى علماء الإسلام وائمة الدين – عبر العصور – بعلم الاصول فالفت فيه المؤلفات وتعددت فيه المدارس وتباينت المناهج.
¥