تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن العلماء من اعتنى بتحرير القواعد الأصولية واقامة الادلة النقلية عليها واهتم بايضاح منهجه فى الاستدلال وتاييده بالشواهد من اللغة العربية واكثر من الامثلة بغية الايضاح والبيان وركز على الناحية التطبيقية مع اسلوب جزل العبارة حكيم النزعة عند نقاش المخالفين.

ومنهم من سار على المنهج ولكن نحى منحى التوسع والقوة مع المخالفين والحدة عند مناقشة ادلة الخصم.

واستقر الامر على منهجين معروفين مشهورين هما: منهج الحنفية ومنهج المتكلمين ولا يكاد احد من طلاب هذا الفن يجهل هذين المنهجين واصحابهما وما الف فيهما.

وقد سار العلماء بعد ذلك على ضوء هذين المنهجين واكتفوا بالاختصار والتلخيص على احد المنهجين – فى الغالب – وقد يجمع بعضهم بين المنهجين.

الا انه مما لا ينكر وجود اتجاهات اثر اصحابها العودة بهذا العلم الى اصله الاول الذى انبثق التأليف منه فتركوا الالتزام بهذين المنهجين مع جمعهم لمحاسن كل منهما وتوخوا التحيق فى المسائل وجردوا هذا العلم مما علق به من الاغراق فى العفقيات، والغوص فى الجدليات واهتموا بجواهره ودرره فاكثروا من بناء المسائل الأصولية على الادلة النقلية والقواعد الشرعية وحرصوا على الاكثار من المسائل الفقهية وعمدوا الى الشرح والايضاح وتحرروا من التعصب والتقليد فجاء منهجهم سليما مشوقا مفيدات تالفه العقول المنصفة وتستريح له الاكار السليمة لما يكسبها من وصول الى غاية مقصودة وخروج بثمرة منشودة ويعتمد صاحبها على الادلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية السليمة التى تمنح الاستقلال فى الحكم وتفتح الباب للقارئ اللبيب للبحث والتنقيب وتيسر تطبيق القواعد الأصولية على ما جد من قضايا الامم فى مختلف الامكنة والازمنة وقد استفاد شيخنا الشيخ عبد الرازق رحمه الله من هذا المنهج كثيرا ,

على ان ذلك ليس غضبا من مسيرة المنهجين الاولين واصحابهما اللذين اكسبا ويكسبان فهم هذا العلم على اصوله ويرسخان فى ذهن القارئ الخطوط العريضة للمنهج السليم فى هذا الفن وحيث امتازت بالتقعيد والتأصيل الدقق والاسلوب الرصين والتحرير الاوفق ولا غرو فهم بفنهم اعرف وبعلمهم اعمق وقد ساروا فى مناقشاتهم على قواعد الجدل واصول النقد والمناظرة المعروفة.

ولم يكن شيخنا رحمه الله بمعزل عن التاثر بايجابيات هذين المنهجين غير انه تميز بمنهج اسلم تتبين معالمه والنماذج عليه فى الفصل القادم ان شاء الله.

الفصل الثانى: معالم منهج الشيخ عبد الرازق الاصولى.

بعد ان عرفنا فى المبحث السابق مناهج الاصوليين وطريقتهم فى عرض مسائل الاصول والتاليف فيه فاننا ناتى الان الى معرفة منهج شيخنا الشيخ عبد الراوق لنتمكن من الربط ومعرفة الفرق بين منهج الاصوليين ومنهج الشيخ رحمه الله ومع اسنفدة الشيخ رحمه الله من مناهج من سبقه الا انه تميز بعدد من المعالم التى تميز منهجة رحمه الله.

وقبل ان اذكر هذه المعالم تفصيلا اذكر منهجة اجملا كما ذكره هو رحمه الله فى المقدمة تعليقه على كتاب الاحكام فقد تحدث فى مقدمته عن علم الاصول واهميته ومناهج العلماء فيه واثنى على كتب المحققين منهم ودعا الى الاستفادة من طريقتهم لسلامة عقدتهم وحرصهم على النصوص وسلوكهم مسلك الايضاح والبيان والاختصار وبعدهم عن الجدل وعلم الكلام وعنايتهم باللغة العربية وكثرة الامثلة والتفريع .. الى اخر ما ذكره رحمه الله عن منهجهم الذى سار عليه ثم بين عمله فى الكتاب بعد ان اثنى على كتاب الامدى وعلو اسلوبه ووضوح عبارته فقال: " لذا اقتصرت على نقد دليل او التنبيه على خطأ فى راى او تأويل نص او بيان ضعف حديث او تصحيح لتحريف فى الاصول التى طبع عليها قدر الطاقة مع الايجاز ولم استقص فى ذلك .. ".

ومما يرسم منهجه اجمالا قوله ايضا بعدما ذكر مناهج الاصوليين:

واسعدهم بالحق من كانت نزعته الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووسعه ما وسع السلف مع رعاية ما ثبت من مقاصد الشريعة باستقراء نصوصها فكلما كان العالم ارعى لذلك والزم له كان اقوم طريقا اهى سبيلا .. "

ومن يقرأ مقدمته رحمه الله يجد ملامح ومعالم منهجه مجملة لذلك فسافصل القول فيما اجمله عن كريق وضع معالم رئيسة مدعمه بالنماذج الحية على رسمه رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير