تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البقاء الى الوجه فى الاية على معهود العرب فى كلامهم وتعبيرهم بمثل ذلك عن بقاء الشيء وصقاته جميعا واستهزاء الله ومكره بمن استهزأ بأوليائه وسخر منهم ومكر بهم حق على وجه يليق به مع كمال علم بما دبر واحكام له وعدل فبه وقدره على الانقام بدونه بخلاف عباده فقد يكون فى مكرهم وتدبيرهم قصور وضعف فى التنفيذ وجور فى الخصوم وعجز عن الانقام بدونه الا بعناية من الله وتسديد لعبده فمن خطر بفطره عند تلاوة نصوص الأسماء والصفات واستلزامها او ابهام ظاهرها ما لا يليق بالله من تشبيهه بخلقه فلذلك من سقم فكرة ووقوفه عند معهود حسه وقياسه ربه على خلقه لا من كلام الله ولا من حديث رسوله صلى الله عليه وسلم فشبه اولا وظن السوء بالله وبرسوله ونصوص الشريعة ثانيا فاعتقد ان ظاهر ما ثبت عنهما يدل على التشبيه واجتهد فى تحريفها عن مواضعها وتأويلها على غير وجهها ثالثا جون بينه من الله تهديه الطريق فانتهى به العسف الى التعطيل ونفى ما رضيه الله تعالى لنفسه ورضيه له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ".

وهكذا أبان الشيخ رحمه الله فى ها الانموذج عقيدة السلف فى ثفات الله عز وجل وانها حق تثبت على حقيقتها من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل على حد قوله سبحانه: ") لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

خلافا لما عليه المعتزلة المعطلة والاشاعرة المؤولة فابدع رحمه الله وانتصر لعقيدة السلف بالدليل النقلى ولا بالعقل المجرد.

النموذج الخامس:

ونموذج خامس فى حكم اثبات الجهة لله تعالى فحين ذكر الآمدى فى مبحث الاجماع القضايا التى حصل عليها الاجماع مثل قضايا الاعتقاد ونفى الشريك لله تعالى ذكر منها: " رؤية الرب لا فى جهة ".

عقب الشيخ رحمه الله بقوله: " لم يرد فى النصوص نسبة الجهة الى الله نفيا ولا اثباتا ثم هى كلمة مجملة تحتمل حقا وباطلا،فان اثباتها لله يحتمل ان يراد به انه تعالى فوق عباده مستو على عرشه وهذا حق ويحتمل ان يراد به انه يحيط به شيء من خلقه وهذا باطل ونفيها عن الله تعالى يحتمل نفى علوه على خلقه واستوائه على عرشه وهذا باطل ويحتمل تنزيهه عن ان يحيط به شيء من خلقه وهذا حق واذن لا يصح نسبة الجهة الى الله نفيا ولا اثباتا لعدم ورودها ولا حتمالها الحق والباطل ".

هذه مجموعة من النماذج على المعلم الاول والرئيس فى منهج الشيخ رحمه الله وهو عنايته بابراز عقيدة السلف والرد على المخالفين لها وقد تبين فيها ابراز عيدة والسلف فى الصفات والقرآن وعلم الله سبحانه وكلامه والرؤية والقدر واثبات الجهة وغيرها.

وهناك نماذج اخرى سواها تركتها ايثار للاختصار وسأحيل الى موضعها انشاء الله.

المبحث الثانى: المعلم الثانى: عنايته بالنصوص وصحة الاحاديث والاثار:

وهذا من المعالم المهمة فى منهج الشيخ رحمه الله بل من المرتكزات والاسس التى بنى عليها رحمه الله منهجه الاصولى واذا كان كثير من الاصوليين منهجهم على مدارس كلامية عقلية او مذهبية فقهية فالشيخ رحمه الله يرفع لواء تعظيم النصوص والادلة النقلية والتركيز على الاستدلال بها والاستنباط منها وطرح كل ما يخالفها ومن النماذج على ذلك تعقبه الآمدى رحمه الله عند مقابلته الدليل العقلى بالشرعى حينما ذكر بعض الأمور المجمع عليها عقلا وشرعا ومثل لذلك برؤية الرب سبحانه لا فى جهة.

قال الشيخ رحمه الله ما نصه: " .. ثم نقابلة العقلى بالشرعى تشعر بأن رؤية الله وتنزيهه عن الشريك ونحوهما انما ثبت بالدليل العقلى لا بالدليل الشرع وهذه طريقة كثير من المتكلمين فانهم يرون ان ادلة النصوص خطابية لا بهانية لا تكفى لاثبات القضايا العقلية والمسائل الأصولية .. هذا غير صحيح فان نصوص الشرع كما جاءت بالخبر الصادق فى القضايا العقلية وغيرها جاءت بتقرير الحق فى ذلك بأوضح حجة واقوى برهان لكنها لم تجئ على اسلوب الصناعة امنطقية المتكلفة بل على اسلوب من نزل القرآن بلغتهم بافصح عبارة واعلى بيان واقرب طريق الى الفهم وايسره لاخذ الاحكام .. الى قوله: فاللهم اغننا بكتابك وسنة نبيك عن موارد الوهم ومزالق الضلال ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير