الذين جمعوا بين العلم وأدبه فكان لمنهجهم التميز الموفق والأثر العظيم فكان الشيخ رحمه الله يسلك مسلك الحجة والدليل والبرهان الناصع مع عفة لسان وحسن أدب لاسيما عند نقد المخالف بل لعلة ان يعتذر عن مخالفة فانظر اليه رحمه الله عند ايراده القصة التى رمى فيها الآمدى بترك الصلاة فعمد اليه بعضهم ووضع على رجله شيئا من الحبر فبقيت نحو يومين فينبرى الشيخ انبراء المنصف فيلتمس العذر له فيقول: " قد يبقى الحبر اياما على العضو مع تتابع الوضوء والغسل وخاصة عضو من لا يرى التدليك فرضا فى الطهارة بل يكتفى باسالة الماء فى غسلة ووضوئه " ثم يختم القصة فيقول:" وعلى كل حال فالأصل البراءة حتى يثبت الناقل ".
الله أكبر هذا هو المنهج المتميز الذى يتلألأ أدبا واخلاقا اين هو من منهج كثير منالناس الذين اغرقوا يتتبع السقطات واولعوا يتصيد العثرات فسوء الظن طويتهم والمبادرة بالاتهام مطيتهم فالله المستعان.
وقد كان الشيخ رحمه الله فى تعليقه على مواضع من الاحكام مترسما منهج الادب فكان يصحح الخطأ وينبه على الرأى المرجوح فيقول مثلا: " الصحيح كذا او فيه نظر ويبين الصواب ولا يتهم او يسئ الظن أو يعنف او يقسو فى العبارة نعم قد يمسك المخالف من مأمنه ويحتج عليه بنفس دعواه ويتألم لمواضع التناقض عند من يخالفه او التعسف فى الاستدلال او لى اعناق النصوص لخدمة مذهب او الاقناع برأى معين.
وهذا نموذج يثبت ذلك:
وهو ان الآمدى رحمه الله كثيرا ما يكرر ان مسائل الاصول قطيعة فيخالفه الشيخ رحمه الله وان مسائل الأصول فيها ما هو قطعى وفيها ما هو ظنى وقد تعقب الشيخ الآمدى رحمه الله فى مواضع صرح الآمدى واعترف بان بعض المسائل ظنية واحيانا يتوثق ولم يكن الشيخ رحمه الله فى ذلك معنفا ولا متعسفا بل يوقف القارئ بكل أدب على خطأ المؤلف وتناقضه فى المألة.
ولعلى اختصر القول فى ذلك بالاحاطة الى انماذج الحية فى هذا المعلم المهم.
وهكذا ينتهى الحديث عن هذا المعلم وبانتهائه تنتهى المعالم العشرة الرئيسه فى منهج الشيخ الأصولى رحمه الله واعترف انها خطوط عريضة وملامح خاطفة بحاجة الى التعمق والدراسة والاستقصاء وانى لارى ان كل معلم منها بحاجة الى بحث مستقل يتم من خلاله الشرح والبسط والاستقراء والتعليق والاستقصاء لكن لعلي وفقت بجهد المقل لانارسم صورة مختصرة عن منهجه رحمه الله وانى لاطالب بدارسة آراء الشيخ الاصولية ومنهجه العلمي بشكل موسع ومقارن ليفيد منه الباحثون وطلاب العلم عامة والمتخصصون فى علم الاصول خاصة فهو بحر محيط – بلا مبالغة – جدير بابحار المختصين للحصول على درره ولآلئه واصدافه عليه حمه الله.
الخاتمة:
وبعد هذه الرحلة العلمية الممتعة التى عشنا فيها فى رحاب منهج علم من علمائنا الاجلاء ومشايخناا الفضلاء هو سماحة العلامة الشيخ عبد الرازق عفيفى يحسن ان اورد بعض النتائج التى توصلت اليها من خلال البحث فى معالم منهجه الاصولي رحمه الله.
ولقد تحصل لي من خلال هذا البحث نتائج عامة واخرى خاصة سافرد كلا منها بحديث كالاتى:
اولا: النتائج العامة:
اهمها:
1 - الحاجة الماسة الىابراز مثل هذا النوع من البحوث فى التركيز على تجليه الصورة العلمية المشرقة لعلمائنا الاجلاء.
2 - ضرورة العناية بقضة " المنهج " فى دراسة الشخصيات العلمية عامة والاصولية خاصة.
3 - مكانة الشيخ عبد الرازق عفيفي رحمه الله علميا واصوليا ومنهجيا.
4 - التعرف على جوانب سيرته المباركة والافادة منها.
5 - تبحر الشيخ رحمه الله فى علم الاصول مما لم استطع معه لاخفاقى فى الابحار الا ان ارسم المعالم واوضح الملامح والخطوط العريضة فى منهجه رحمه الله.
6 - ابراز المنهج الصحيح الذى سار عليه المحققون من العلماء وسلكه شيخنا رحمه الله التزاما بالعقيدة الصحيحة والادلة النقلية السليمة.
تلك اهم النتائج التى توصلت اليها.
اما النتائج فهى كما يلى:
1 - بروز منهج الشيخ رحمه الله فى ابراز عقيدة السلف ونفد ما يخالفها وضرورة بناء علم الاصول على صحة الاعتقاد.
2 - تركيز الشيخ رحمه الله فى منهجه الاصولى على الادلة الصحيحة وعنايته بالنصوص من كتاب والسنة وتقعيد علم الاصول على صحيح المنقول ونقد الروايات الضعيفة والاخبار الموضوعة.
¥