[ما هي الضابط في كوني متمذهبا أم لا؟ أهي الأصول أم الفروع؟! للمناقشة]
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بدا لي إشكال في كوني لا أتمذهب أصلاً بمذهب معين، بل الدليل هو عمدتي أصولا وفروعا!
وفي قولي: (أنا مالكي المذهب، إلا أني آخذ بالدليل الراجح ولو خالف المذهب)!
حيث لا أرى فرقا بينها في الحقيقة ...
فإذا قال قائل: العمدة على الأصول، فإذا كانت أصولك أصول المالكية فأنت مالكي ...
فأقول: وكذا الأصول لا آخذ إلا بما ترجح عندي مما أراه موافقا للسنة! فرجع الأمر إلى ترجيح الدليل!
إلا أننانجد أن كثيرا من علماء الأمة امتازوا بالتمسك بالدليل، وقد اشتهروا بالانتساب إلى مذهب فقهي معين!
أطرح على مشايخنا وطلاب العلم هذا المسألة التي أشكلت على أخيكم ...
فما هو الضابط في كوني متمذهبا أم لا؟
أهي الأصول أم الفروع؟
وهل ترجيح الدليل (أعني مخالفة أرباب المذهب في أي مسألة أرى أن قولهم جانب الصواب) خروج عن المذهب؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 01:31 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد أجاب عن هذا الإشكال عدد من أهل العلم من علماء المذاهب؛ منهم الإمام النووي رحمه الله، ومنهم القاضي عبد الوهاب رحمه الله.
وبيان ذلك أن التمذهب معناه أن أصولك وافقت أصول الشافعي رحمه الله، إما تقليدا له في الأصول واجتهادا في تفريع للفروع عليها، وإما لأن اجتهادك في الأصول وافق اجتهاد الشافعي، وكذلك في باقي المذاهب.
والترجيح والاجتهاد مراتب عند أهل المذاهب، فمرتبة الترجيح في الأصول العامة هي للمجتهد المطلق، أما مرتبة الترجيح في الفروع فلمجتهد المذهب، فلا يلزم من مخالفة المذهب في الفرع الخروج عنه في الأصل.
ولذلك خالف الصاحبان أبا حنيفة رحمهم الله في كثير من مسائل المذهب، وقالوا: لو رأى صاحبنا ما رأينا لقال بقولنا؛ لأنهم بنوا على الأصول نفسها فلم يخرجوا عن الإطار العام للمذهب.
وهاهنا أيضا جواب آخر إجمالي يخرجنا تماما من الإشكال، وهو أن نسأل: التمذهب ما معناه؟
إن قيل: إن معناه الالتزام بأقوال المذهب وعدم الخروج عنها مطلقا، فحينئذ نكون قد صيرنا المذهب إلها معبودا، أو نبيا متبعا، وغاية الأمر في ذلك أن يكون ذلك جائزا للعامي للضرورة.
أما إن قيل: إن معناه تنظيم الدراسة لتكون على منهجية وخطوات واضحة مرتبة، فحينئذ نخرج تماما من هذا الإشكال.
والله تعالى أعلم.
ـ[أنس بن محمد]ــــــــ[16 - 01 - 08, 12:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا مالك،
حسب ما ذكرت هل يمكن أن نقول أن الشيخ ابن عثيمين أو الألباني رحمهما الله تعالى كانا حنبليين في الأصول و خالفا في الفروع.
بارك الله فيكم.